أمد/ جنيف: قالت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء، إن 7 من أصل 24 مستشفى تعمل جزئيا في جنوب غزة، وتعاني نقصا في الكوادر والمستلزمات.
وفي مستشفى الشفاء رأت البعثة أن الأداء الوظيفي تحسن منذ الزيارة الأخيرة قبل عشرة أيام. ولوحظ انخفاض كبير في عدد النازحين من 40000 إلى 10000. هناك 120 عاملاً في مجال الصحة والرعاية، و300 مريض. يجري المستشفى ما بين 5 إلى 10 عمليات جراحية يومياً، معظمها حالات الصدمات التي تتطلب رعاية فورية.
ولا تزال الخدمات الأساسية مثل المختبرات الأساسية والمرافق الإشعاعية عاملة، إلى جانب رعاية الطوارئ، ووحدة جراحية تضم ثلاث غرف عمليات، والرعاية اللاحقة للعمليات الجراحية، ووحدة غسيل الكلى. هناك خطط لإعادة فتح وحدة العناية المركزة المكونة من 9 أسرة خلال الأيام المقبلة.
لا توجد خدمات أمومة أو أطفال، ونقص في الأطباء المتخصصين والأدوية والمستلزمات الطبية مثل أجهزة تقويم العظام. ومن الممكن أن تعود هذه الوحدات إلى العمل مرة أخرى، ولكنها ستحتاج إلى إمدادات ثابتة من الوقود والأكسجين والإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات.
وقد تم تدمير مصنع الأكسجين الرئيسي في المستشفى إنهم يعتمدون على مصنع أصغر.
ولا تزال سبعة من أصل 24 مستشفى مفتوحة في شمال غزة. وهي تعمل بشكل جزئي فقط، دون وجود ما يكفي من الطاقم الطبي المتخصص لإدارة حجم ونطاق الإصابات، ولا توجد أدوية وإمدادات طبية كافية، أو وقود، أو مياه نظيفة، أو طعام للمرضى أو الموظفين. بالإضافة إلى ذلك، يعمل مركزان للرعاية الصحية الأولية التابعان لوزارة الصحة في شمال غزة بشكل جزئي ولكنهما يفتقران إلى الإمدادات الأساسية، بما في ذلك المحاقن واللقاحات اللازمة للتحصين الروتيني.
كما أن الوجود العسكري المكثف والأعمال العدائية في جنوب غزة يعرض المرضى والعاملين الصحيين للخطر، ويضعف إمكانية حصولهم على الرعاية الصحية. إنهم يعيقون بشدة حركة العاملين في مجال الصحة وسيارات الإسعاف وقدرة الشركاء الصحيين على إعادة إمداد المستشفيات، مما يؤدي إلى تآكل وظائفها. ويقول موظفو منظمة الصحة العالمية إن الوضع بالنسبة للمستشفيات في خان يونس “كارثي ولا يوصف”.
وأضافت الصحة العالمية في بيان صحفي، أن “وضع المستشفيات في خان يونس كارثي ولا يوصف”.
وفي جنوب غزة، الذي كان يضم 12 مستشفى، بقي 7 منها فقط تعمل بشكل جزئي. وهناك مستشفىان آخران، هما مستشفى الخير ومجمع ناصر الطبي، لا يعملان إلا بالحد الأدنى ولا يمكن الوصول إليهما الآن.
وتشعر منظمة الصحة العالمية بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن مستشفى الخير، وهو مستشفى صغير تديره منظمة غير حكومية ويضم حوالي 30 سريراً، يواجه غارات عسكرية واحتجاز العديد من العاملين الصحيين. التواصل مع المستشفى لم يعد ممكنا.
بسبب أوامر الإخلاء في الأحياء المحيطة بمجمع ناصر الطبي – أكبر مستشفى في الجنوب – واستمرار الأعمال العدائية في محيط المستشفى، أفادت وزارة الصحة أن أعدادا كبيرة من الجرحى موجودة في أراضي المستشفى.
يقول فريق الطوارئ الطبي الدولي المنتشر في مركز الناصر إنه لا يمكن لأحد الدخول أو الخروج من المنشأة بسبب القصف المستمر بالقرب منها.
وتفيد التقارير بأن العاملين في المجال الصحي يقومون بحفر القبور في أراضي المستشفيات بسبب الأعداد الكبيرة من الوفيات المتوقعة والحاجة إلى التعامل مع الجثث. هذا الوضع المرعب لا ينبغي أن يحدث في أي مستشفى.
تهدد الأعمال العدائية حول مستشفى الأمل بتوقف المرفق عن العمل، حيث تفيد التقارير أن سيارات الإسعاف والمرضى المصابين لا يستطيعون الوصول إلى المرفق.
وتدعو منظمة الصحة العالمية مرة أخرى إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وتوفير الحماية الفعالة للمدنيين والرعاية الصحية، وإتاحة الوصول المستمر لإيصال المساعدات الحيوية في جميع أنحاء القطاع.
وأشارت إلى أنه لا يزال مئات الآلاف من المواطنين في شمال غزة، وفي جميع أنحاء القطاع محرومين من المساعدات.
وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء في قطاع إلى 25700 شهيد، أغلبيتهم من النساء والأطفال، ونحو 63740 مصابا، فيما لا يزال أكثر من 8 آلاف مواطن في عداد المفقودين، تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف الوصول اليهم، منذ بدء عدوان الاحتلال في السابع من تشرين الأول الماضي.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر في عدوانها المستمر على القطاع برا وبحرا وجوا، لليوم الـ110 على التوالي، في ظل نقص شديد في الماء والمواد الغذائية الأساسية، وانقطاع التيار الكهربائي، إضافة إلى تدمير المباني والمنشآت والبنى التحتية، وانهيار معظم المستشفيات وخروجها عن الخدمة