أمد/
رام الله: أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية يوم الأحد، أنّ اليمين الإسرائيلي الحاكم يرفض الدولة الفلسطينية ويعمق إبادة شعبنا لتوريث الصراع والبقاء في الحكم
وقالت الخارجية في بيان صدر عنها ووصل “أمد للإعلام” نسخةً منه، أنّ مشاهد مؤلمة موثقة يندى لها جبين البشرية لآلاف النازحين الفلسطينيين قسراً وتحت حِراب الاحتلال أثناء نزوحهم من مناطق وسط القطاع وخانيونس باتجاه رفح، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى، وأكثر من نصف مليون فلسطيني في خانيونس طلب جيش الاحتلال منهم إخلاء منازلهم بما في ذلك إخلاء المستشفيات والمراكز الصحية في المدينة في أبشع توسيع وتعميق لدوائر التهجير القسري من مناطق جنوب القطاع ليشمل بذلك مليوني مواطن فلسطيني لا زالوا في حالة نزوح مستمر بحثاً عن مكان آمن غير متوفر بفعل القصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية، في ظل حرمانهم من أبسط احتياجاتهم الإنسانية، وخضوعهم لتنقل مذل بين الدبابات والحواجز الإسرائيلية التي تفرق بين أفراد الأسرة الواحدة وفقاً للعمر والجنس وتقوم باعتقال الرجال وترك النساء والأطفال هائمين على وجوههم بدون مُعيل أو مساعدة، ووسط الشتاء والامطار والبرد القارس، وتحت شبح القتل والتدمير المتواصل.
وتابعت، أنّ الأسر التي تستطيع الوصول إلى رفح بشق الأنفس لا تجد مكاناً يأويها حيث تفترش الأرض والشوارع والأزقة وتحت المطر وبدون خيمة قد تقيها من سوء الأحوال الجوية، هذا بالإضافة لحرمانهم من الغذاء والمياه والدواء، وفي بيئة باتت ملوثة تشكل أرضا خصبة لانتشار الاوبئة.
ونوهت، أن اليمين الإسرائيلي الحاكم بزعامة بنيامين نتنياهو يتعمد استهداف المدنيين الفلسطينيين واذلالهم ويحاول كسر إرادتهم بالبقاء والصمود في أرض وطنهم ويدفعهم للبحث عن اقصر الطرق للهجرة خارجه، كما أن هذا اليمين الفاشي يُفرّغ سمومه الظلامية في حياة المواطنين الفلسطينيين ويجرد اجيال فلسطينية متعاقبة من إنسانيتها ويدفعها للحياة بدون أمل في الكرامة والحرية والحقوق، ويمعن نتنياهو ليس فقط بارتكاب أبشع أشكال الإبادة بحق شعبنا، وإنما أيضاً في التفاخر بإغلاق أية فرصة أو باب لوجود دولة للشعب الفلسطيني يعيش فيها بحرية وكرامة إلى جانب دولة إسرائيل. وهنا تحذر الوزارة المجتمع الدولي والدول كافة من مغبة استمرار هذا المشهد الدموي الذي يجسد أبشع أشكال اللاسامية، وتحذر من نتائجه وتداعياته على وعي الأجيال الفلسطينية الجديدة والقادمة خاصة وأن اليمين الإسرائيلي الحاكم يمارس سياسة حرق السفن مع تلك الأجيال بوهم أنه قادر على زرع ثقافة الردع بداخلها.
وتابع، أن تداعيات ما تشاهده الأجيال الفلسطينية من مذابح ومجازر بحق أهلها في قطاع غزة قد يكون له أثراً معاكساً تماماً لأوهام نتنياهو، بما يعني أن اليمين الإسرائيلي الحاكم يطمح لتوريث دوامة العنف في أوساط الفلسطينيين ويسعى لتدمير ثقافة السلام وأنصارها، فاليمين الإسرائيلي يتغذى على الحروب ودوامات العنف وتغييب أجواء السلام من أجل بقائه واستمراره في الحكم.
ورأت، أن إدراك المجتمع الدولي والدول كافة لهذه الابعاد الخطيرة يستدعي بذل المزيد من الجهود لتحقيق الوقف الفوري لإطلاق النار والانتصار للإنسانية ووقف استفحال الكارثة الإنسانية في صفوف المدنيين الفلسطينيين، وتؤكد أن النتائج الاستراتيجية لوقف هذه الكارثة التي ترتكبها اسرائيل لا تقل أهمية عن النتائج القريبة والمباشرة لوقف إطلاق النار.