أمد/
رام الله : قال مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية والدول الدائرة في فلكها بقطع المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا هو محاولة يائسة وبائسة لتصفية قضية اللاجئين وحق العودة ، ومحاولة فاشلة لتركيع الشعب الفلسطيني بعد أن فشلت آلة الحرب والقتل والتدمير الإسرائيلية في القضاء على الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه وفقاً لسياسة التهجير القسري والتطهير العرقي التي مارستها دولة الاحتلال منذ اليوم الأول للعدوان على قطاع غزة في 7/10/2023م ، وقال المركز أن موقف الولايات المتحدة والدول الحليفة معها مؤشر عن مدى الشراكة والتماهي الذي تمارسه هذه الدول مع الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فبعد أن فشلت وأخفقت آلة الحرب الإسرائيلية في تحقيق مخططاتها العدوانية والتوسعية بالقوة العسكرية جاءت هذه الدول الشريكة للاحتلال لتعلن الحرب الاقتصادية على الشعب الفلسطيني بوقف التمويل والمساعدات المالية عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا استناداً إلى ذرائع وادعاءات باطلة ولا أساس لها من الصحة.
وشدد مركز "شمس" على أن قرار وقف المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والتي يتركز عملها في الجانب الإنساني في الصحة والتعليم والمساعدات الغذائية والدوائية هي مشاركة في جريمة التجويع من قبل تلك الدول في ظل الحصار الذي تفرضه حكومة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وفي ظل انتشار الأمراض والحالة الوبائية الصعبة بين المدنيين وظروف الشتاء الباردة، الأمر الذي سيؤدي إلى توقف عمليات الإغاثة التي تقوم بها الوكالة في قطاع غزة، بعد أن أصبحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا الجهة الوحيدة التي تقدم الخدمات الإنسانية في قطاع غزة، إذ تم تدمير كافة المؤسسات الحكومية والأهلية والقطاع الخاص ومنع فرق الإغاثة الدولية والعربية من الدخول إلى قطاع غزة.
كما وندد مركز "شمس" بمواقف تلك الدول التي أعلنت وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا (بريطانيا، أستراليا، ألمانيا، إيطاليا، هولندا، فنلندا، كندا، الولايات المتحدة الأمريكية)، تلك الدول ذات التاريخ الاستعماري الأسود الحافل بجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، تلك الدول التي قامت على أنقاض الشعوب الأصلانية فلا زالت شواهد الإبادة التي ارتكبها تلك الدول في مستعمراتها السابقة ماثلة للأعيان ،وقال المركز أن هذا يعبر عن العقلية الاستعمارية المتجذرة في تلك الدول وسياساتها الخارجية في التعامل مع الشعوب، ويعبر أيضاً عن مدى الارتباط الكولينالي الاستعماري لتك الدول وحكوماتها مع الاحتلال الإسرائيلي وسياساته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد مركز "شمس" أن القرار الذي اتخذته تلك الدول يشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي لحقوق الإنسان لاسيما للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وانتهاك جسيم لميثاق هيئة الأمم المتحدة ولقرار الجمعية رقم (302) المؤرخ في 8 كانون أول ديسمبر لسنة 1949م والقاضي بتأسيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط، من أجل تعزيز الوضع الاجتماعي والاقتصادي للاجئين الفلسطينيين بعد أن تم طردهم من أرضهم وبيوتهم من قبل العصابات الصهيونية في العام 1948م .
وقال مركز "شمس" أنه لطالما تعرضت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا إلى الكثير من الاتهامات الباطلة والافتراءات والمضايقات من قبل الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف عملها وحلها لأنها تشكل مؤسسة من المؤسسات التي تقترن بحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين استناداً إلى القرار رقم(194) الذي ينص على حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من أرضهم وبيوتهم في العام 1948م ، فقد اتهم الاحتلال الإسرائيلي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين دائماً بأنها مؤسسة غير حيادية وأن العاملين فيها وخاصة المدرسين يعملون على نشر التحريض بين الطلبة ضد الاحتلال، ويتم استخدامها من قبل (المنظمات الإرهابية) على حد زعمهم للقيام بأعمال ضد إسرائيل وخاصة في لبنان في ثمانينات القرن الماضي، وكانت محاولة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب كجزء من الضغط على الوكالة عندما أوقف التمويل الأمريكي عنها أثناء فترة ولايته الرئاسية في محاولة منه لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال إنهاء عمل وكالة الأونروا في تماشي وتماهي مع الموقف الإسرائيلي الذي ينكر حق العودة للاجئين والرافض لتطبيق القرار رقم (194) الذي ينص على حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين .
وفي بيانه الصحفي طالب مركز "شمس" الدول الأعضاء في الجمعية العامة والدول العربية الإسلامية ومنظمات الإغاثة الدولية بضرورة التحرك العاجل والاستمرار في تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا من أجل استمرار الوكالة في تقديم خدماتها للمواطنين الفلسطينية في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها المواطن الفلسطيني بسبب العدوان المتواصل الذي تشنه حكومة الاحتلال على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في ظل صمت دولي مريب.