أمد/
رام الله: أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية صباح يوم الإثنين، أنها تنظر بخطورة بالغة للمؤتمر الذي عقد في القدس بمشاركة غلاة المتطرفين الإسرائيليين من اليمين واليمين المتطرف بمن فيهم عدد كبير من الوزراء وكذلك أعضاء من الكنيست، وترى فيه إعلاناً عن نهضة ما يمكننا تسميته اتحاد القوى الفاشية في إسرائيل شكلاً ومضموناً، وسعيها لتعميق سيطرتها على مفاصل الحكم في دولة الاحتلال.
وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان صدر عنها ووصل “أمد للإعلام” نسخةً منه، إن المؤتمر عقد تحت شعار عودة الاستيطان لقطاع غزة وشمال الضفة والتحريض على تهجير الشعب الفلسطيني من أرض وطنه إلا أن مضمون وملامح ومبادئ الفاشية كما خبرها التاريخ بدت واضحة في هذا المؤتمر والتصريحات والاقوال التي دارت فيه وصدرت عنه، وجوهرها يتلخص في رائحة العنصرية والعنف السياسي والتعصب الوطني والعسكري والدعوة للحرب والسطوة على الامم الاخرى باعتبارها طريقاً لتحقيق طموحات الفاشيين الاسرائيليين، وكذلك الدعوات المبطنة التي انطلقت من المؤتمر لتعميق سيطرة إسرائيل باعتبارها الطرق الاقوى ومد نفوذها كحق لها على الشعب الفلسطيني المستضعف، والتحريض على المزيد من الهيمنة الإمبريالية كطريق لإحياء مجد أمة الفاشيين، عبر توظيف سياسي للمقولات الظلامية والدينية لتحقيق أغراض استعمارية توسعية.
ونوهت، غالباً ما تلجأ الحركات والتنظيمات الفاشية للاستعانة بفكرة العدو الخارجية والداخلي كحافز على تعميق أنظمتها الشمولية ومن أجل بقائها في الحكم، كما يتضح ذلك من مواقف وتصريحات وممارسات بن غفير وسموتريتش وأتباعهما ضد الشعب الفلسطيني والأطراف الإقليمية برمتها، وكما يتجلى بوضوح في جوهر حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني وإنكار وجوده الوطني والإنساني، ونزع صفة الإنسانية عنه، وهو ما يمكن غلاة الفاشيين السماح لانفسهم ارتكاب أفظع الجرائم بحق الفلسطينيين.
وحذرت، الوزارة من المخاطر الجدية المترتبة على نمو وتعاظم قوة الفاشية الإسرائيلية وتداعياتها الكارثية ليس فقط على الشعب الفلسطيني وأمن واستقرار المنطقة وإنما على العالم اجمع، الأمر الذي يستدعي اهتماماً دولياً جدياً بنوايا ومخططات الفاشية الإسرائيلية وفرض عقوبات مبكرة على قادتها وزعمائها امثال بن غفير وسموتريتش وقبل فوات الأوان.
ورأت، أن الفشل الدولي في حل الصراع وفقاً لقرارات الأمم المتحدة، والتغاضي عن قوة وحجم الفاشية الإسرائيلية، واتّباع سياسة إدارة الصراع بديلاً لحله مهد لميلاد تلك الفاشية ويوفر لها حالياً المزيد من الوقت لتعظيم قوتها وسيطرتها على دولة الاحتلال، ويمنحها الغطاء اللازم لإعادة إنتاج الفاشية كما جاءت في أواخر القرن التاسع عشر وتمأسست في بداية القرن العشرين وبطريقة اسوء.