أمد/
تونس: شاركت دولة فلسطين في أول نسخة من منتدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" للأعمال والشراكات، والذي عقدته المنظمة في العاصمة التونسية تونس، اليوم الاثنين، في تفاعل هو الأضخم من نوعه عربياً مع منتدى يقام لأول مرة، وبحضور من مختلف المؤسسات الأكاديمية والعلمية والجامعات بالوطن العربي.
وبحضور عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم أ.د علي زيدان أبو زهري، وقع رئيس مجلس إدارة الجامعة العربية الأمريكية في جنين د. يوسف عصفور، ومدير عام "الألكسو" أ.د محمد ولد أعمر، وأمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة "الإيسيسكو" د. دوّاس دوّاس، اتفاقية شراكة لتوحيد وتعزيز جهود التحول الرقمي عبر الجامعات العربية، لتكون فرصة فريدة لتسريع وتيرة التحول الرقمي في الجامعات العربية ويضعها في موقع قيادي في مجال التعليم الرقمي على المستوى الإقليمي والعالمي، وذلك على هامش فعاليات المنتدى.
وضم وفد دولة فلسطين أيضا، نائب رئيس مجلس إدارة الجامعة العربية الأمريكية د. براء عصفور، والمستشار الأكاديمي أ.د وليد ديب وعنان الديك من طاقم الجامعة، وق.أ مدير عام الشؤون الإدارية والمالية باللجنة الوطنية محمد صوافطة، وحضر فعاليات المنتدى سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية التونسية هائل الفاهوم والمستشار في السفارة محمود حسين عباس.
وقال أ.د ولد أعمر: "أن منتدى الشراكات يمثل علامة فارقة في تاريخ العمل العربي المشترك فعليه يعقد رهان التأسيس لرؤية مستقبلية تخدم قضايا التربية والثقافة والتعليم في وطننا العربي وتحقق أهداف التنمية المستدامة، وتقود قاطرة التنمية والشراكة الدائمة."، مقدما شكره وتقدير إلى المملكة العربية السعودية ممثلة بقيادتها الحكيمة على المبادرة الطيبة في إطلاق هذا المنتدى فكرةً وهدفاً لتعميق العمل العربي المشترك، وأشار خلال كلمته إلى أن فلسطين تواجه عدوانا مستمرا من آلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة التي تستهدف الأطفال والنساء والشيوخ، وأضاف: "إننا نرفع أكف الضراعة إلى العلي القدير أن يرحم الشهداء وأن يشفي الجرحى وأن يرفع الظلم والقهر والاستبداد عن فلسطين المحتلة،
ومن جانبه قال ممثل وزير التربية التونسي السيد خميس بو علي: "يؤسفنا أن نذكر الجميع هنا بتواصل معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق الذي ينكل به العدو الصهيوني، ويتعرض لإبادة جماعية وتهجير قصري على مرٱى ومسمع العالم في تغافل عن الضحايا المدنيين وفي غياب تام لرد المجموعة الدولية، إذ تجدد تونس دعمها للشعب الفلسطيني لاسترجاع كافة حقوقه وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف".
ومن جانب آخر أكد د. يوسف عصفور رئيس مجلس إدارة الجامعة العربية الأمريكية على أن الجامعة حريصة على العمل والتعاون مع مختلف المؤسسات العربية والدولية في إطار تبادل الخبرات والممارسات، مؤكدا على أهمية تعزيز حضور فلسطين على الخريطة العلمية العالمية، وعبر أيضا عن فخره بما تم إنجازه في الجامعة من مسيرة تطور من حيث نوعية البرامج، والتطوير المؤسسي والتخصصات التي تقدمها الجامعة في خدمة الطلبة الفلسطينيين، مؤكدا على أن الجامعة ماضية في مسار التحول الرقمي من خلال استحداث البرامج الرقمية ومواكبة التطورات العالمية في هذا المجال، وفي هذا المشروع ستسعى إلى تبادل الخبرات والممارسات مع مختلف الجامعات العربية.
وفي كلمة له أمام المنتدى، أشار دوّاس إلى أن فلسطين ورغم الألم والمعاناة والحرب، ورغم كل التحديات التي تواجهها، حرصت على المشاركة في هذا المنتدى الهام من خلال الجامعة العربية الأمريكية، مشيدا بقرار الجامعة بالتفاعل والاستجابة لهذه المبادرة العربية، معززة بذلك حضور دولة فلسطين العلمي بين مختلف مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي العربي.
وأشاد دوّاس بمسيرة الجامعة العربية الأمريكية ومجلس إدارتها، التي حملت قصة تحد ونجاح في ظل التحديات والظروف التي واجهتها منذ نشأتها، إذ شقت طريقها بثبات وتطور بين مؤسسات التعليم العالي باعتبارها أول جامعة خاصة في فلسطين، باستثمار برأس مال فلسطيني للمساهمة في الاستثمار والتطوير في قطاع التعليم، والذي يعتبر إحساسا بالمسؤولية الوطنية والمجتمعية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته، مؤكدا على أهمية حضور فلسطين في هذا المحفل العلمي العربي مما يساهم في كسر الحصار الأكاديمي الذي تحاول سلطات الاحتلال فرضه على مؤسسات التعليم العالي في فلسطين، داعيا للمزيد من الشراكات والتعاون ما بين المؤسسات العربية والجامعات الفلسطينية.
وعبر أ.د وليد ديب المستشار الأكاديمي للجامعة العربية الأمريكية عن عميق شكره وتقديره "للألكسو" والقائمين عليها، واللجنة الوطنية الفلسطينية والقائمين عليها، على جهودهم القيمة في دعم التعليم والثقافة العربية، مشيرا إلى أن الجامعة قد تأسست كأول جامعة خاصة في فلسطين، ومنذ البداية، كان هدفها توفير تعليم عالي الجودة يتماشى مع متطلبات المستقبل، ومن هذا المنطلق ولوعيها الكامل لأهمية التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية وغير التعليمية عقدت الجامعة المؤتمر الوطني الأول في فلسطين تحت رعاية فخامة الرئيس محمود عباس وبمشاركة إقليمية ودولية والذي بدوره ناقش مواضيع مهمة في مجال التحول الرقمي وتم عرض التجارب المحلية والدولية في هذا المجال، وقد كان من أهم مخرجات هذا المؤتمر هو إنشاء" المركز الوطني للتحول الرقمي" في الجامعة.
وأوضح ديب أن هذه الاتفاقية تهدف إلى إعداد "إطار عمل للتحول الرقمي في الجامعات العربية"، وهذا يمثل خطوة مهمة نحو وضع الجامعات العربية في موقع قيادي في مجال التعليم الرقمي على المستوى الإقليمي والعالمي، ويطمح المشروع إلى توحيد وتعزيز جهود التحول الرقمي عبر الجامعات العربية، ويتمثل الجوهر الأساسي له في إرساء إطار معياري للتحول الرقمي، يُطبق بكفاءة في شتى الجامعات العربية، ما يُسهم في تجديد الهياكل التعليمية، البحثية والإدارية، ويُعزز قدرتها على التكيف مع المستجدات العالمية في قطاع التعليم العالي، مع التأكيد على الاستفادة من الخبرات العربية والعالمية في هذا المجال، وأضاف: "وإنه يسعدنا في الجامعة العربية الامريكية التعاون مع الجامعات العربية لتنفيذ مشروع التحول الرقمي فيها استنادا إلى الإطار الذي سيتم تطويره ضمن اتفاقية الشراكة التي تم توقيعها اليوم وضمن احتياجات الجامعات."
يذكر أن برنامج المنتدى قد استعرض مجموعة من الفعاليات، أهمها توقيع اتفاقيات الشراكات مع مجموعة من المؤسسات من الدول العربية الأعضاء، وعرض شريط فيلم منتدى الألكسو للأعمال والشراكات 2024، وتكريم أعضاء اللجنة العليا لمنتدى الألكسو، وفي يومه الثاني قام المنتدى بتكريم الأمناء العامين للجان الوطنية العربية وأعضاء المجلس التنفيذي، وإعلان البيان الختامي وغيرها من الأمور الإدارية والفنية .
وشهد منتدى الألكسو للأعمال والشراكات، الذي يعقد لأول مرة في تاريخ منظمة الألكسو منذ تأسيسها قبل 54 عاماً، ويعد الأول من نوعه في عمل المنظمات الإقليمية والدولية المماثلة، تسجيل أرقام غير مسبوقة، حيث بلغت قيمة الشراكات الموقعة 59 ضعف ميزانية المنتدى، فيما تخطت عوائد الشراكات الموقعة 5984% من موازنة المنتدى، في حين أن مجموع قيمة الشراكات الموقعة وهو 7,686 مليون دولار يمثل 84% من ميزانية المنظمة السنوية، حيث يشكل المنتدى نموذج عمل نوعي، ويرتكز على عقد الشراكات وفق مشاريع محددة بأطر زمنية وأهداف واضحة ومخرجات قابلة للتنفيذ والقياس، وهو ما شكل عاملاً بارزاً في جذب الشراكات.