أمد/
بدأت جرارات المزارعين في فرنسا في التحرك نحو العاصمة باريس، يوم الاثنين، إذ دعت العديد من النقابات الزراعية إلى فرض حصار على باريس بدءا من الساعة الثانية ظهرا من خلال إغلاق المحاور الرئيسية المؤدية للعاصمة، وذلك في ظل استمرار غضب المزارعين الذين اعتبروا الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة لصالحهم "غير كافية".
وأعلنت نقابات المزارعين الفرنسيين مساء السبت الماضي عن فرض "حصار" حول العاصمة الفرنسية اعتبارا من الإثنين إلى أجل غير مسمى.
وفي بيان صحفي مشترك، أعلن الاتحاد الوطني لنقابات المزارعين وهي النقابة التي تمثل أغلبية المزارعين، ونقابة المزارعين الشباب عن محاصرة العاصمة باريس اعتبارا من الإثنين الساعة الثانية ظهرا (بتوقيت باريس) ولفترة غير محددة.
وأعلنت النقابتان، أنه سيتم حشد المزارعين من 17 مقاطعة مختلفة حول باريس، محذرين من أن جميع الطرق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة سيتم تعطيلها حيث سيتم إقامة حواجز على الطرق في بداية هذا الأسبوع وإقامة ثماني نقاط تجمع على الطرق السريعة الرئيسية حول باريس في محاولة لحصار العاصمة في حين قامت السلطات الفرنسية بنشر 15 ألف فرد من الشرطة والدرك، عند مداخل العاصمة وحول سوق رانجيس الدولي للأغذية ومطاري رواسي وأورلي.
وتتواصل حركة احتجاج المزارعين والتي بدأت منذ 18 يناير في جنوب غرب فرنسا ومن ثم بدأت رقعة التحرك في الاتساع إلى مختلف أرجاء البلاد لتصل الآن حول العاصمة الفرنسية، وذلك بعد عجز السلطات عن تهدئة غضب المزارعين الذين اعتبروا أن الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة الجمعة الماضية غير كافية.
ويهدف المزارعون من وراء ذلك، إلى ممارسة الضغط على الحكومة للاستجابة فورا لمطالبهم ومواجهة أوضاعهم الصعبة من خلال مساعدات مالية فضلا عن تخفيف بعض المعايير البيئية وذلك من خلال نقل التحرك إلى باريس وعدة مدن كبرى في ظل استمرار تحركاتهم الاحتجاجية التي دخلت أسبوعها الثاني.. معتبرين أن الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة غير كافية.
وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي جابرييل أتال عدة إجراءات لصالح المزارعين من بينها إلغاء الزيادة الضريبية، رغم أنها مسجلة في موازنة 2024، على الديزل الزراعي غير المستخدم على الطرق والتي كانت سترفع تدريجيا حتى عام 2030 ، إلا أن النقابات ترى أن تلك الإجراءات التي أعلنت لصالحهم "غير كافية" و"لم تلب التوقعات"، لذلك قررت مواصلة تحركاتهم الاحتجاجية.
وبالإضافة إلى المزارعين، يعتزم سائقو سيارات الأجرة في عدة مدن فرنسية كبرى المشاركة في إغلاق الطرق أيضا، فقد تجمع مئات من سائقي سيارات الأجرة من مدينة بوردو (جنوب فرنسا) بهدف إغلاق الطريق الدائري الرئيسي في المدينة، وهو ممر حيوي بين فرنسا وإسبانيا، ومن المقرر أن يجتمع آخرون في مدن كبرى أخرى، إذ يطالب هؤلاء بإعادة التفاوض حول شروط تعويض نقل المرضى.
وفي مقابل ذلك، أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين أمس الأحد، أنه سيتم نشر 15 ألف فرد من قوات الشرطة والدرك عند مداخل الطرق المؤدية إلى باريس ؛ وذلك لتجنب وقوع أي توترات عند نقاط تجمع المزارعين الذين أعلنوا فرض حصار حول باريس، اعتبارا من اليوم، وأيضا لضمان عدم دخول الجرارات إلى العاصمة الفرنسية.
وقال دارمانين، عقب اجتماع خلية أزمة وزارية مشتركة ، "إن التعليمات الأولى التي أعطت هي ضمان عدم دخول الجرارات إلى المدن الكبرى وتجنب أي تجاوزات عند الحواجز التي ستقيمها المزارعون".
وأضاف: أنه لن يكون هناك تدخل من جانب الشرطة وإنما تأمين الحواجز، إلا أنه حذر من دخول باريس والمدن الكبرى وأيضا من المساس بالأسواق الدولية، ولا سيما سوق رانجيس".. مؤكدا أن دخول باريس وسوق "رانجيس" والمطارات الباريسية "خطوط حمراء".
في الوقت نفسه، تشهد عدة دول أوروبية حراكا مماثلا للمزارعين ، فقد أغلق مزارعون بلجيكيون أمس الأحد طريقا سريعا في جنوب بلجيكا، لينضموا إلى تعبئة مماثلة للحراك الذي يشهده قطاع الزراعة في فرنسا وألمانيا.