أمد/ واشنطن: شدد رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على أن بلاده تدعم الشعب الفلسطيني وليس أي فصيل سياسي، رافضا ما وصفه بـ”الأكاذيب” الإسرائيلية حول مزاعم تمويل الدوحة لحماس.
وقال بن عبد الرحمن في مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة (NPR) الأمريكية: “قطر تدعم السلام وتدعم عيش الشعب الفلسطيني بكرامة، نحن لا ندعم حماس أو أي فصيل سياسي هناك”.
وأوضح أن “دعم قطر للفلسطينيين 55 بالمئة منه ذهب للضفة الغربية، و45 بالمئة ذهب لقطاع غزة”، وأن “الدعم ذهب مباشرة للشعب، وليس لأي فصيل سياسي هناك”.
وفي وقت سابق هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قطر، وقال: “أعتقد أننا يجب أن نطالب قطر التي تستضيف حماس وقادتها وتمولهم بالإفراج عن بقية رهائننا. أعتقد أن العالم بأسره يتابع الدور القطري”.
وفي تصريحات أخرى، اتهم نتنياهو قطر بأنها دولة “مثيرة للمشكلات”.
ولدى سؤال بن عبد الرحمن عن رده على تلك التصريحات، قال: “لن أكلف نفسي عناء الرد على التصريحات غير المسؤولة”.
وأضاف: “ادعاء تمويلنا لحماس مرفوض رفضا قاطعا، وهذا واضح جيدا من الطريقة التي ندعم بها شعب غزة، كل ذلك يحصل تحت مراقبة حكومته ومراقبة حكومات دول أخرى”، وأكد أن ذلك يتم في إطار “عملية شفافة ومشروعة”.
وتابع: “أؤكد أن كل أولئك الذين يعرفون ويتابعون تلك العملية يعرفون أن ادعاءات الإسرائيليين ما هي إلا أكاذيب ويحاولون تضليل الرأي العام”.
استضافة قادة حماس في قطر
وعن استضافة قادة الحركة، قال: “مكتب حماس في الدوحة عند تأسيسه كان يتم ذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وكان ذلك من أجل هدف. هذا جزء من دورنا كوسطاء، وللأسف تم إساءة استخدام هذا ضدنا بطرق عدة”.
وأضاف: “حاول الإسرائيليون لعب لعبة إلقاء اللوم على قطر، وهذا من شأنه أي يثني أي دولة أخرى على التحرك ولعب دور من أجل استعادة السلام والاستقرار في منقطتنا”.
دور حماس في حكم فلسطين
وفي معرض الحديث عما إذا كان ينبغي أن يكون لحماس دور في حكم فلسطين مستقبلا، قال إن “هذا الأمر لا نقرر بشأنه وإنما يقرره الشعب الفلسطيني، وهم قادرون على اتخاذ قرار بشأن مصيرهم ومستقبلهم، ونحن ندعمهم”.
وأضاف: “نحن بحاجة للتركيز على إنهاء الحرب والتغلب على العقبات بشأن صفقة الإفراج عن الرهائن، ونركز على كيفية احتواء الوضع في المنطقة، وعلى كيفية ضمان وضع أفضل للفلسطينيين، لمنع حدوث صراعات مثل هذه في المستقبل”.
كما حذر من أن الوضع في المنطقة “ربما يؤدي إلى حرب إقليمية أوسع، وهذا ما نحاول منع وقوعه من خلال الحديث مع كل الأطراف لخفض التصعيد واحتواء الوضع”.
وتعد قطر طرفا أساسيا في الحراك الدولي لوقف الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، وفي المفاوضات غير المباشرة لتبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل و”حماس”.
وتمكنت وساطة قطرية أمريكية مصرية نهاية نوفمبر الماضي من التوصل لهدنة استمرت 7 أيام أطلق خلالها سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين في غزة، مقابل الإفراج عن عشرات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.