أمد/ واشنطن: قالت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، إن الحرب في قطاع غزة أظهرت “ضعف العضلات الأمريكية” في الجهود الدبلوماسية والعسكرية، وأكدت أن “حلول مشكلات الشرق الأوسط ستكون من داخله وليس من خارجه”.
وذكرت المجلة، في مقال شارك فيه كاتبان، أنه “مع صعوبة احتواء الموقف في الشرق الأوسط بعد حرب غزة، أرسلت واشنطن حاملة طائرات ومسؤوليها في زيارات متتالية للمنطقة، وذهبت أبعد من ذلك بعدما ردت على الهجمات التي شنتها الجماعات المدعومة من إيران، خصوصا في اليمن”.
وترى المجلة أن “المراهنة على تخصيص أمريكا موارد دبلوماسية وأمنية كبيرة للشرق الأوسط ليس من الحكمة على المدى الطويل”.
وأشار التقرير إلى أن “الإدارات المتعاقبة قبل حرب غزة عزمت على التحول إلى الاهتمام للصين الصاعدة، ومواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا، ما يحد بشكل أكبر من قدرتها على التعامل مع الشرق الأوسط”.
كما قال المقال إن “حالة من اليأس أصابت المسؤولين الأمريكيين في عام 2023، من إحياء الاتفاق النووي، وحاولوا عقد ترتيبات غير رسمية لخفض التصعيد”.
لكن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، بحسب المجلة، “قلب هذا النهج، وأعاد الاهتمام الأمريكي بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واللافت عدم التحول الكبير في التوجه السياسي الأساسي للولايات المتحدة”.
وذكر المقال أن “واشنطن تواصل العمل لتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية.
ورأى الكاتبان أن “انتظار الولايات المتحدة لتتولى زمام المبادرة في إدارة غزة بشكل فعال وتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط، سيكون بمثابة انتظار للمجهول”.
وأشارا إلى أن “القادة الأوروبيين والصينيين لم يظهروا اهتماما بالقضية، التي تحظى بتحركات عربية للوصول إلى حل دائم للصراع”.
وحذر المقال من “أن طول مدة الحرب يزيد من خطر توسعها في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
واعتبر المقال أنه ورغم الإحباط المتزايد من إدارة بايدن لعدم اتخاذ إجراءات حاسمة لإنهاء الحرب، فإن بعض القادة العرب قد يكونون حريصين على رؤية “عودة” الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط.
ومع أن المنطقة أصبحت مرة أخرى في قلب مخاوف الأمن القومي الأمريكي، يرى كاتبا المقال أن “النشاط العسكري والدبلوماسي للولايات المتحدة منذ هجمات السابع من أكتوبر لم يولّد الثقة”.
وتكافح الولايات المتحدة لاحتواء الضغط العسكري من وكلاء إيران في العراق وسوريا واليمن، كما لم تنجح جهودها في وقف التصعيد في جنوب لبنان، بحسب المجلة.
ورغم سلسلة الضربات الانتقامية التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لم تتمكن واشنطن من وضع حد لهجمات ميليشيا الحوثي.
وأدى ذلك أيضا إلى تضاؤل “العضلات” الدبلوماسية أيضًا، وفق المجلة، مشيرة إلى أن “أحد الإنجازات القليلة لإدارة بايدن خلال الأشهر الأولى من الحرب هو وقف القتال لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، وإجراء تبادل للمحتجزين وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع”.
وشدد كاتبا المقال على أنه ورغم أن الولايات المتحدة ستظل لاعبا رئيسيا في المنطقة بسبب قدراتها العسكرية وعلاقتها التي لا مثيل لها مع إسرائيل، إلا أنه من المرجح أن تأتي “الاختراقات الدبلوماسية الكبرى” من داخل المنطقة نفسها.
ولفت المقال إلى أن القوى الإقليمية في المنطقة باتت ترى أن اهتمام واشنطن بإدارة صراعات الشرق الأوسط آخذ في التراجع، ما أدى إلى حل الخلافات البينية بين هذه الدول.
وخلص المقال إلى أن من بين “الحقائق الصعبة” التي كشفت عنها الحرب في غزة، ربما “تكون مدى حدود القوة الأمريكية”، وهو ما يترك الأمر للقادة في المنطقة للعمل بتشاركية، واغتنام الفرصة مع القوى الإقليمية للتوصل لحلول لهذه المشكلات.