أمد/
رام الله: دعت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) ونقابة الصحفيين الفلسطينيين في بيان لها، يوم الاثنين، اتحاد البث الأوروبيّ (EBU) لمنع نظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيليّ من المشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية، "يوروفيجن"، أو مواجهة حملة مقاطعة واسعة النطاق.
وكانت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل – وهي عضو مؤسس في اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، قيادة حركة المقاطعة (BDS) العالمية وأوسع ائتلاف في المجتمع المدني الفلسطيني – قد دعت، قبل بدء حرب العدوّ الإسرائيليّ الإبادية على غزة، لتعليق مشاركته في مسابقة الـ"يوروفيجن". حيث أشارت الحملة في بيان سابق لها إلى أنّ: "فرض العقوبات على روسيا عقب أيام فقط من غزوها لأوكرانيا، مع الاستمرار في حماية نظام الأبارتهايد الإسرائيلي من المساءلة على الرغم من من جرائمه المتواصلة منذ عقود ضد الفلسطينيين، مؤشرٌ على النفاق العنصري والعقلية الاستعمارية التي تسيطر على اتحاد البث الأوروبيّ علاوة على استخفافه بحياة الفلسطينيين".
وقد رفعت دولة جنوب أفريقيا دعوى على إسرائيل، في محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضدّ الفلسطينيين في غزة، وتدعم الدعوى عشرات الدول حول العالم. وقد سبق ذلك تحذيرات من خبراء ومختصين وباحثين في القانون والإبادة الجماعية والهولوكوست إضافة إلى مسؤول بارز في الأمم المتحدة حول أنّ ما يحدث الآن في غزة هو إبادة جماعية حرفية.
وعليه، فقد أصبح ملحاً أكثر من أي وقت مضى محاسبة العدوّ الإسرائيليّ على جريمتيّ الإبادة الجماعية والأبارتهايد التي يمارسها. ولا نرى في توفير الغطاء الثقافي والفني للإبادة الجماعية التي يرتكبها بحقّ عشرات آلاف الفلسطينيين، نصفهم من الأطفال، إلا كتمكين لجرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية وتسترٍ عليها. وهذا يحمل في أبعاده مفارقة تاريخية، وذلك بالنظر إلى تاريخ أوروبا المظلم الذي شهد قروناً من الاستعمار الوحشي والعبودية والإبادة الجماعية.
وفي حال فشل اتحاد البث الأوروبي في حظر مشاركة إسرائيل في مسابقة الـ"يوروفيجن"، فإن الفلسطينيين والملايين الداعمين لنضالنا التحرري حول العالم سوف يدعون لمقاطعة المسابقة.
أما على صعيد ردود الأفعال الدولية على السماح بمشاركة إسرائيل في المسابقة، فقد "ألمح حساب الإنستغرام الرسمي للمسابقة الفنلندية التحضيرية للـ"يوروفيجن" إلى أن فنلندا قد لا تشارك في المسابقة التي ستعقد في السويد في مايو/أيار المقبل بسبب الوضع في الشرق الأوسط"، ما يتم تفسيره على أنه تلميح لـ"مقاطعة محتملة بسبب مشاركة إسرائيل". كما عبرت هيئات البث الأيسلندية والسلوفينية عن قلقهما إزاء السماح بمشاركة إسرائيل في المسابقة.
ونوجه هنا التحية لأعضاء رابطة الملحنين وكتاب الأغاني الآيسلنديين، وأكثر من 1,400 فنان فنلندي، وروابط المعجبين الرسمية، والعديد من المتسابقين الحاليين والسابقين في مسابقة يوروفيجن، والحزب اليساري السويدي، الذين دعوا جميعاً إلى حظر مشاركة نظام الأبارتهايد الإسرائيليّ في المسابقة، تماماً كما حصل مع روسيا.
أمّا عن تورّط الجهة الرسمية التي تمثل نظام الأبارتهايد الإسرائيليّ في الـ"يوروفيجن"، فقد نشرت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، خلال حرب العدوّ الإبادية على شعبنا، مقطع فيديو إباديّ فظيع يغنّي فيه أطفال إسرائيليون: "سوف نبيدهم جميعًا [الفلسطينيين في غزة]". وفي هذا تحريض واضح على الإبادة الجماعية وهو مبرر قوي وكافٍ لطرد "كان" من الـ"يوروفيجن".
وقد ذهب الأمر ببعض المسؤولين الإسرائيليين، المطمئنين لإفلاتهم من العقاب، لتهديد هيئة البث البريطانية والضغط عليها لاستبعاد المتسابق البريطاني، الذي كان قد وقّع في السابق على رسالة مفتوحة ضدّ الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة ومحاولتها استغلال قضايا المثلية الجنسية لتلميع جرائمها. وقد جاء في الرسالة: "نحن، كأشخاص من مجتمع المثليين/ات، لا يمكننا السماح للآخرين باستغلال نضالنا من أجل الحرية لتبرير الاحتلال الممنهج والإبادة الجماعية لشعب".
وحول نجاح حملة عام 2019، بقيادة حركة مقاطعة إسرائيل، والتي دعت لمقاطعة مسابقة الـ"يوروفيجن" بسبب السماح لنظام الأبارتهايد الإسرائيليّ باستضافتها، فقد أدى الدعم الواسع للحملة من ملايين الأشخاص في جميع أنحاء أوروبا، ومئات الفنانين، وأكثر من مئة منظمة لحقوق المثليين لنتيجة لم يتوقّعها العدوّ. فعلاوة على النقص الهائل في أعداد الحضور، استغلّ النشطاء المسابقة لتسليط الضوء على قمع نظام الأبارتهايد الإسرائيليّ للفلسطينيين.
ختاماً، تدعو الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) أصحاب الضمائر الحيّة حول العالم وكل المناضلين ضدّ الإبادة الجماعية والاستعمار والأبارتهايد إلى الوقوف معًا والضغط على اتحاد البث الأوروبي لمنع نظام الأبارتهايد الإسرائيليّ من المشاركة في مسابقة "يوروفيجن" ومقاطعة المسابقة في حالة فشلها في ذلك.