أمد/
باريس: أثارت صحيفة “لوموند” الفرنسية، مسألة الدعم الأمريكي الثابت والسخي لإسرائيل، خاصة بعد حرب غزة، مشيرة إلى احتمالية أن يكون الرئيس جو بايدن آخر رئيس مؤيد لإسرائيل من الحزب الديمقراطي.
وتناول ناثان جيه براون، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن، خلال مقابلة الصحيفة، مسألة الدعم الأمريكي الثابت لإسرائيل وكيف يمكن أن تمر بمرحلة تحول، حيث يناقش السياق التاريخي وتأثير حرب غزة والتحولات المحتملة في السياسة الأمريكية.
ومنذ الحرب بين حماس وإسرائيل في 7 تشرين الأول، ظلت الولايات المتحدة الحليف الرئيسي الوحيد لإسرائيل، حتى وسط مزاعم بارتكاب جرائم حرب في غزة.
ويقول براون إن هذا الدعم يعود إلى تقليد مشترك بين الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) ويعود تاريخه إلى حرب الأيام الستة العام 1967، إلا أنه يؤكد أن هذا الإجماع داخل الحزب الديمقراطي بدأ يتلاشى، ما يشير إلى تحول في المشهد.
وفيما يتعلق باتهامات ارتكاب جرائم حرب واللجوء إلى محكمة العدل الدولية، يشير براون إلى الموقف الأمريكي الثابت الذي يدعو إلى التعامل المباشر، في العلاقات الإسرائيلية العربية والإسرائيلية الفلسطينية، بدلًا من إشراك الهيئات القانونية الدولية.
وأوضح أنه “جرى التمسك بهذا النهج منذ عهد ريغان، مع الإحجام عن الإشارة إلى اتفاقيات جنيف أو تأييد قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المتعلقة بالجدار العازل الإسرائيلي”.
كما يتناول بروان الاهتمام الأمريكي المحدود بفلسطين، خلال مرحلة الانتداب البريطاني قبل الحرب العالمية الثانية، مبينا بأن ذلك “يسلط الضوء على أن الولايات المتحدة لم تدعم الإمبراطورية البريطانية بقوة أبدًا”.
كما ظهرت إسرائيل، وفق المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، كلاعب في الحرب الباردة تدريجيًا، حيث عززت أزمة السويس تحالف بعض الدول العربية مع الاتحاد السوفيتي.
منذ بدء حرب غزة ظلت أمريكا الحليف الرئيسي الوحيد لإسرائيل حتى وسط مزاعم بارتكاب جرائم حرب في غزة.
وكانت حرب الأيام الستة العام 1967، نقطة التحول بالفعل، حيث تحولت إسرائيل من كونها دولة مستضعفة إلى حليف يمكن الاعتماد عليه في الشرق الأوسط، خاصة مع ارتباط الجماعات الفلسطينية في الكتلة السوفيتية.
وانتقد براون عدم الفهم بشأن الفلسطينيين في واشنطن، موضحا أن “صناع القرار في الولايات المتحدة غالبًا ما يعطون الأولوية لعلاقتهم مع إسرائيل ويكافحون من أجل فهم السياسة الفلسطينية بما يتجاوز بعض الشخصيات المألوفة”.
وتستكشف المقابلة تركيز إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على التطبيع العربي الإسرائيلي، وتهميش القضية الفلسطينية.
ورأى “براون” بأنه “إذا ظلت إسرائيل تميل إلى اليمين، فقد يكون بايدن آخر رئيس ديمقراطي يتمتع بآراء قوية مؤيدة لإسرائيل، مع الأخذ في الاعتبار المشاعر المتغيرة داخل قاعدة الحزب”، مؤكدا أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة للناخبين الأمريكيين، ما يشكل تحديات محتملة للإدارات الديمقراطية، مستقبلا.