أمد/ واشنطن: تأمل الولايات المتحدة وأربعة من حلفائها الأوروبيين، أن يعلنوا في الأسابيع القليلة المقبلة، عن سلسلة من الالتزامات التي تعهدت بها إسرائيل وميليشيا حزب الله، لنزع فتيل التوترات واستعادة الهدوء على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفقًا لمسؤولَيْن إسرائيليَين اثنين، ومصدر مطلع على الأمر تحدثوا لموقع “أكسيوس” الأمريكي.
يرى الموقع الأمريكي، أن سبب أهمية الموضوع، منع نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله، وهو هدف رئيس لإدارة بايدن في جهودها لمنع القتال في غزة من التوسع إلى صراع إقليمي أوسع بكثير.
وتزايدت المخاوف الأمريكية بشأن حرب شاملة بين إسرائيل وميليشيا حزب الله الشهر الماضي، بعد تصاعد المناوشات على طول الحدود في أعقاب الاغتيال الإسرائيلي لمسؤول كبير في حماس إثر غارة في بيروت.
وبينما تراجعت التوترات بشكل طفيف في الأيام الأخيرة، لكن الولايات المتحدة لا تزال ترغب بالتوصل إلى تفاهمات بين الطرفين لضمان توقف القتال.
وفي التفاصيل التي يوردها “أكسيوس”، التقى عاموس هوكشتاين، أحد أقرب مستشاري الرئيس بايدن وأكثرهم ثقة، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت في إسرائيل، الأحد الماضي. وناقش معهما اقتراحه بشأن تفاهمات جديدة بشأن الحدود.
ويستند الاقتراح إلى نموذج تفاهمات “عناقيد الغضب” عام 1996 بين إسرائيل وميليشيا حزب الله، التي أعلنتها الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى لإنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان في ذلك الوقت.
وقالت المصادر، إن التفاهمات الجديدة لن يتم التوقيع عليها رسميًا من قبل الأطراف. لكن الولايات المتحدة وأربعة حلفاء أوروبيين – المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا – سيصدرون بيانًا يوضح بالتفصيل الالتزامات التي وافق كل جانب على تقديمها.
وقالت المصادر إن القوى الغربية الخمس ستعلن أيضا عن فوائد اقتصادية لتعزيز الاقتصاد اللبناني لتسهيل الاتفاق على حزب الله.
ومن المتوقع أن تركز التفاهمات على التنفيذ الجزئي لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية عام 2006.
وراء الكواليس، فإن المسؤولين الأمريكيين، الذين يشعرون بالقلق إزاء التصعيد في الشهر الماضي، أخبروا إسرائيل أن إدارة بايدن لا تقلل من قدرة إسرائيل على إلحاق ضرر كبير بلبنان. لكنها تعتقد أنه سيكون من الخطأ الاستراتيجي شن عملية عسكرية كبيرة ضد حزب الله، بحسب المصدر المطلع.
وفي الوقت نفسه، حذرت إسرائيل علنا من أن الوضع على طول الحدود يجب أن يتغير – من خلال حل دبلوماسي أو عمل عسكري – قبل أن تسمح لعشرات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم بالعودة إلى منازلهم بالقرب من الحدود .
وقال المسؤولان الإسرائيليان لموقع “إكسيوس” إن إسرائيل لا تريد شن حرب في لبنان في يناير، لكنها كانت قلقة من أن حزب الله يخطط لهجوم واسع النطاق. لقد استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتمكن غالانت من إقناع هوشستاين بأن إسرائيل مهتمة حقاً بالتوصل إلى حل دبلوماسي.
على الجانب الآخر، قال المصدر المطلع، إن الولايات المتحدة تعتقد أن ميليشيا حزب الله قللت من خطورة الوضع على الحدود.
وبين السطور، يُستشفّ أن الولايات المتحدة تأمل أن تؤدي صفقة الرهائن المحتملة وتوقف القتال بين إسرائيل وحماس في غزة، إلى تسهيل تهدئة الوضع على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، لكنها تستعد للإعلان عن التفاهمات حتى لو لم يحدث ذلك.
خطة هوكشتاين
وأكد مصدرا سياسي لبناني بارز لصحيفة “الجمهورية” يوم الأربعاء، ان هوكشتاين بات يحمل خطة للحل عند الحدود يبدأ تنفيذها على مرحلتين ومرتبطة بوقف الحرب في غزة.
ـ الاولى: انسحاب عناصر “حزب الله” و”فرقة الرضوان” الى شمال الليطاني.
ـ الثانية: جعل المنطقة الحدودية بمسافة 8 الى 10 كيلومترات عمقاً، منطقة آمنة ينتشر فيها الجيش اللبناني بعديد يصل الى 12 ألف جندي الى جانب قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) على طول المنطقة، امّا مفتاح البدء بالحل فهو وقف إطلاق النار في غزة.
وكشف المصدر انّ البحث جدي جداً في هذا المسار، اي في تطبيق القرار 1701.
وسأل المصدر: هل يمكن اقامة منطقة عازلة من جهة اسرائيل ومَن سيراقب هذا الامر؟. وخَلص الى القول “ان البحث يحتاج الى صولات وجولات واخذ ورد، لكن الاكيد انّ جميع الاطراف تريد الحل والخلاص”.
وحول الطرح البريطاني بتزويد لبنان أبراج مراقبة على الحدود، أكد المصدر انّ كاميرون لم يفتح موضوع المراقبة مع أحد من المسؤولين، إنما “دَردشَ” فيه مع احد السفراء بقوله: لماذا لا يُصار الى مراقبة الحدود الجنوبية على غرار مراقبة السلسلة الشرقية وذلك للمساعدة في اقامة منطقة عازلة تسمح للسكان على طرفي الحدود بالعودة الى بلداتهم ومنازلهم؟.