أمد/
رام الله: عبر نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية عن أسفه إزاء نتائج اللقاء بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، في الوقت الذي أكد فيه أن الموقف السعودي الذي أعلن اليوم بشأن القضية الفلسطينية هو المسار الصحيح للأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال أبو ردينة لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم الأربعاء "كنا نرجو أن نصل إلى قرار أميركي بإجبار إسرائيل على وقف الحرب، لكن من الواضح أن ذلك لن يتم وأن إسرائيل مستمرة في تعنتها وفي حربها على الشعب الفلسطيني في غزة أولا وفي الضفة الغربية ثانيا".
وأشار أبو ردينة إلى عدد من المطالب قدمتها السلطة الفلسطينية إلى بلينكن، قائلا "مطلبنا الأول كان وقف الحرب، ولم يحققوا ذلك، ومطلبنا الثاني، سرعة إغاثة غزة، ومساعدات لا تصل بالطريقة الكافية".
وتابع "نريد أيضا لإسرائيل أن تفرج عن أموالنا، لأننا في ضائقة مالية كبيرة جدا، خاصة وإن إسرائيل تحتجز أموالنا لأنها لا تريد للسلطة الوطنية أن ترسل أموالا للشعب الفلسطيني في غزة".
وأشار أبو ردينة إلى أن "الضفة الغربية أيضا تعاني من شلل اقتصادي، بسبب الإجراءات الإسرائيلية والحواجز الإسرائيلية".
* الموقف السعودي
أبدى المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية ارتياحه للموقف السعودي تجاه الجانب الاسرائيلي قائلا "إن الموقف السعودي الذي أعلن عنه اليوم رحبنا به ترحيبا شديدا، لأنه فعلا هذا هو الطريق السليم، وهذا هو المسار الصحيح للأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها".
واضاف "الموقف السعودي والعربي والانسجام الفلسطيني العربي مهم جدا في مواجهة التحديات التي نعيشها الآن".
وتابع أبو ردينة قائلا "إسرائيل مستمرة بالحرب وأميركا غير قادرة على وقف الحرب … أمريكا تتحدث عن حل الدولتين وليست لديها أي رؤية واضحة، وبالتالي، هنالك اجتماعات قريبة قادمة من أجل بلورة رؤية فلسطينية عربية موحدة لمواجهة كل هذه التحديات".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية "السلطة الوطنية ضد التهجير من غزة، ومستعدة لتولي مسؤولياتها بالكامل في الضفة والقدس الشرقية وغزة".
وأضاف "إسرائيل مستمرة بالحرب. والإدارة الأميركية لم تتخذ بعد الإجراءات الضرورية الحاسمة، رغم الجهود المبذولة، ورغم تصريحاتها التي تبدو إيجابية، لكن دون تطبيق يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأشار أبو ردينة إلى أن الولايات المتحدة "قادرة على وقف الحرب لكنها غير راغبة"، لسببين "السبب الأول هو أن الإدارة الأميركية تواجه انتخابات خلال أشهر قليلة، والثاني أن كل ما يهم أمريكا أمن إسرائيل".
وقال إن "مليارات الدولارات تصب على إسرائيل من الأسلحة والذخائر والدعم السياسي … وبالتالي فإن الإدارة الأمريكية للأسف الشديد، غير جادة في حل مشاكل الشرق الأوسط، هي تحت ضغط هائل لتحقيق تطبيع عربي شامل مع إسرائيل".
* مبادرة السلام العربية
قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية "ليس هنالك شيء أثمن من مبادرة السلام العربية التي ظهرت منذ عشرين عاما، والتطبيع يجب أن يترافق تماما مع حل سياسي للشعب الفلسطيني".
وأضاف "السعودية تطالب دائما بحقوق الشعب الفلسطيني، قبل الحديث عن أي موضوع آخر، وهذا هو الذي يحمي قضية فلسطين من العبث الإسرائيلي ومن التردد الأميركي".
ونفى أبوردينة عرض وزير الخارجية الأميركي لأي بدائل سياسية أو حلول أخرى في اللقاء الذي جمعه بقيادة السلطة الفلسطينية وقال "ليس لديه (بلينكن) أي رؤية أو تصور على الإطلاق".
وأضاف أن إسرائيل أيضا "ليس لديها أي رؤية، وكل ما تريده هو الحصول على التطبيع مع العالم العربي دون أن تحرك ساكنا لتلبية طموحات الشعب الفلسطيني والأمة العربية."
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد جدد صباح يوم الأربعاء خلال استقباله لبلينكن التأكيد على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصله، أو اقتطاع أي شبر من أرضه، وهو يقع تحت مسؤولية دولة فلسطين وتحت إدارتها.
وأشار الرئيس عباس، إلى أهمية الاعتراف الأميركي بالدولة الفلسطينية، وحصولها على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة بقرار من مجلس الأمن الدولي وعقد المؤتمر الدولي للسلام، مؤكدًا أن السلام والأمن يتحققان من خلال تنفيذ حل الدولتين المستند إلى قرارات الشرعية الدولية والذي يشمل كامل أرض دولة فلسطين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة.