أمد/ كتب حسن عصفور/ بعد 128 يوما على انطلاق الحرب العدوانية على قطاع غزة، كشف رئيس حكومة التحالف الفاشي، الهدف المركزي الذي يذهب إليه نتاج تلك الحرب الشاملة، تجاوز كثيرا ما تم ترويجه “أهدافا” محدودة، رغم اشارته خلال تلك الفترة بين حين وحين، بأنه ضد وجود السلطة كما ضد وجود حماس.
نتنياهو، قال بصراحة مطلقة، لا تترك مجالا للتفسير والاجتهاد اللغوي، بأنه لن يكون غرب الأردن وفي قطاع غزة، سيطرة أمنية عليا سوى لدولة الكيان، وهو يتجاوز كل ما سبق من تصريحات تتعلق بالقضية الفلسطينية، مع رفضه الدائم لدولة وافتخاره المتكرر بأنه تمكن من تدمير جوهر اتفاق أوسلو، الذي كان سيؤدي لولادة كيان فلسطيني.
نتنياهو وضع حجر الأساس الجديد لمشروع التهويد في الضفة والقدس، ومحاصرة قطاع غزة الى سنوات وفصله النسبي، ورسالة بأنه لا وجود لدولة فلسطينية، والكيان المفترض أن يكون سيبقى تحت “الوصاية الأمنية” الإسرائيلية، بما ينهي كليا مرحلة الضبابية السياسية التي حاول خلال سنوات تمريرها بشعارات عشوائية.
تصريح نتنياهو القطعي بأن لا دولة فلسطينية دون وصاية يهودية، هو الرد السريع على كل الدعوات الملتبسة حول دولة فلسطينية أطلقتها دولة غربية، منذ تصريح وزير خارجية بريطانيا كاميرون، والتحدي لا يقف عن رفض وجود دولة، بل يفرض هويتها، وحدودها وبأنها خالية من أي شكل سيادي.
بالواقع لا جديد في جوهر الحديث النتنياهوي حول رفضه وجود دولة فلسطينية، لكن الجديد الحديث بأن السيطرة الأمنية العليا ستشمل قطاع غزة في مرحلة قادمة، ما يعزز أهداف المؤتمر الاستيطاني الذي عقد في القدس المحتلة بمشاركة وزراء ونواب من تحالفه وحزبه، وأكد أن الاستيطان “ضرورة أمنية ودينية” لليهود ودولتهم، وبذا يعلن نتنياهو تلك المطالب كجزء من “الخطة القادمة”، دون أي اهتمام أو تفكير بما أصدرته أمريكا ودول غربية حول مؤتمر الاستيطان الخاص بقطاع غزة.
الحديث عن لا دولة فلسطينية غرب الأردن والى قطاع غزة، بعد 129 يوما على انطلاق الحرب العدوانية، مؤشر أن الحرب بجانبها العسكري وصلت الى مرحلتها الأخيرة في رفح، لتبدأ بعدها “حرب السياسة” وتكريس نتائجها وفقا لما يريده وتحالفه الفاشي تهويدا، ووضع كل ما يمكن وضعه لقطع أوتار الدولة الفلسطينية، لتبقى أسيرة “الهوى اليهودي”، بعيدا عن “الضجيج الخارجي” الخالي من وسائل الإكراه السياسي.
إعلان نتنياهو، بعدما تسلمت أطراف “لقاء باريس” رسالة حرك حماس، والتي تجاهلت فيها كليا التمثيل الوطني الشرعي، ومشيرة كأنها “البديل المستحدث”، يشير الى كيفية استخدامه الحالة الانكسارية السياسية فلسطينيا لخدمة هدفه الاستراتيجي، بمنع الكيانية الوطنية وتمرير المشروع التهويدي نقيضا.
لم يعد هناك ضرورة بعد يوم 11 فبراير، لانتظار معرفة هدف الحرب العدوانية بشقها الفلسطيني، فما قاله رئيس حكومة دولة الفاشية نتنياهو غاية الوضوح، خاصة أنه لم يجد ردا أو رفضا لموقفه خلال مكالمة بايدن التي تلتها، ما يسقط كل “الخدع السينمائية السياسية الأمريكية” وتحالفها الاستعماري، حول قضية الدولة الفلسطينية.
ما قاله نتنياهو، رسالة مباشرة الى الرسمية الفلسطينية الغارقة بوهم أن أمريكا وتحالفها الاستعماري ستقف مع الذهاب الى دعم وجود دولة فلسطين، دون أن تدرك جوهر “المؤامرة – المناورة” لقطع الطريق على الذهاب لتطبيق قرار الأمم المتحدة 19/67 لعام 2012، والذي بات كل يوم تأخير به يساوي يوم جديد في عمر مشروع نقيضه المعروف بالمشروع التهويدي.
تصريحات نتنياهو، يجب أن تكون قوة دفع جديدة للرسمية الفلسطينية لتطلق قاطرة دولة فلسطين، وتحررها بعد 11 عاما من الاعتقال السياسي والرهن الانتظاري لوهم أمريكاني.
دون خيار فك الارتباط بدولة العدو وإعلان دولة الوطنية الفلسطينية، تصبح كل “خيارات البديل” ممكنة، والبعض سيراها مشروعة، في ظل غطاء حرب غزة بعيدا عن الحقيقة التي لن يقف كثيرون مدققين فيها…فلا فراغ في عالم السياسة.
ملاحظة: تخفيض تصنيف دولة العدو من قبل “موديز” خبر مهم جدا..تبعه عطول بيع سندات لتغطية نفقات حربهم..طبعا حالنا كتير اصعب من حالهم رغم فرحتنا بنكبتهم المالية..بدها هبة مصاري عربية تربك كل جدولهم..ممكن تصير أه ..بس الصراحة مع هيك حال لا..
تنويه خاص: نصيحة لسكان المقاطعة في رام الله، بلاش تسريبات غبية حول حكومة فلسطينية جديدة، وبأسماء لا بتدوي ولا بتجيب.. ومش هيك الناس بتحترم الناس يا ناس..
لقراءة المقالات السابقة ..تابعوا الموقع الشخصي