أمد/ متابعات: ذكر تقرير إسرائيلي أن تل أبيب أعدت مسودة جديدة لموقفها الرسمي من رد حماس على العرض الذي قدمه الوسطاء بناء على مقترح باريس في مسعى للتوصل إلى اتفاق يهدف إلى إرساء هدنة في غزة وتبادل الأسرى.
جاء ذلك بحسب هيئة البث العبرية (“كان 11”) مساء يوم الإثنين، وأشارت القناة إلى “قدر من المرونة” في المسودة الجديدة من جانب إسرائيل، “على أمل أن تؤدي إلى انفراجة في المحادثات”.
وذكرت أن ذلك يأتي على خلفية المحادثات المرتقبة في القاهرة. ولفتت إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يميل إلى الموافقة على إرسال وفد يضم رئيسي الموساد، دافيد برنياع، والشاباك، رونين بار، للمشاركة في المحادثات.
ولاحقا ذكر وقع واللا العبري، أن “إسرائيل” قررت إرسال رئيس الموساد إلى القاهرة الثلاثاء للمشاركة في الاجتماع الذي يحضره الجانب الأمريكي والمصري والقطري.
وأوضحت القناة أن محادثات الوفد الإسرائيلية المرتقبة في القاهرة ستشمل “عملية الجيش الإسرائيلي المخطط لها في رفح”، في إشارة إلى اجتياح وشيك للمنطقة التي تأوي نحو 1.5 مليون نازح، بالإضافة إلى “مسألة الرهائن”.
وبحسب “كان 11″، فإن المفاوضات غير المباشرة مع حماس، لم تشهد أي تقدم “منذ أن رفضت إسرائيل رد حماس على مقترح باريس”، وذلك في ظل الرفض الإسرائيلي القاطع لشرط الحركة بوقف شامل إطلاق نار في قطاع غزة.
حماس: رد “إسرائيل” على مقترح باريس لا يساعد في التوصل لاتفاق
و قال القيادي في حركة “حماس” أسامة حمدان، الاثنين، إن رد الاحتلال الإسرائيلي على مقترح الإطار بشأن التهدئة في غزة، يعد “تراجعا” عن مقترح باريس نفسه، ويضع “شروطا وعقبات” لا تساعد في التوصل لاتفاق.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده حمدان في العاصمة اللبنانية بيروت.
وقال حمدان: “اطلعت الحركة على ردّ الاحتلال على اقتراح باريس الذي شارك فيه ممثلوه ووافقوا عليه، ونرى أن رد الاحتلال فيه تراجع عن مقترح باريس نفسه، ويضع شروطاً وعقبات لا تساعد في التوصل لاتفاق يحقق وقف العدوان على شعبنا”.
وأضاف أن “رد الاحتلال على مقترح باريس لا يضمن أيضا حرية حركة السكان وعودة النازحين إلى بيوتهم وأماكن سكناهم، وانسحاب جيش الاحتلال من كامل أراضي قطاع غزة”.
كما يتضمن الرد الإسرائيلي، وفق حمدان، “عدم تجاوب الاحتلال مع ضرورة فتح المعابر وحرية حركة المسافرين والجرحى، كما أن ما عرضه الاحتلال من معادلات لتبادل الأسرى، تؤكد أنه غير جاد في التوصل لصفقة تبادل”.
وأوضح حمدان أنه “خلال لقاء وفد الحركة في القاهرة مع الوسطاء المصريين والقطريين، تمت مناقشة رد الحركة على مقترح باريس، وكان تقديرهم بأن ردَّ الحركة إيجابي، ويفتح مجالاً للوصول إلى اتفاق”.
وقال القيادي بحماس إن “سلوك (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو ومواقفه تؤكّد أنَّه مستمر في سياسة المراوغة والمماطلة، وغير معني بالوصول لاتفاق، ويحاول إطالة أمد الحرب، وكسب الوقت لحسابات شخصية تتعلق بمستقبله السياسي”.
وأكد حمدان أن “حركة حماس متمسكة بموقفها، وكانت ولا زالت حريصة على الوصول لاتفاق يحقق وقف العدوان على شعبنا وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة وإغاثة شعبنا وعودة السكان إلى مناطقهم، وإعادة الإعمار وفك الحصار عن قطاع غزَّة وإنجاز تبادل الأسرى”.
وتابع: “نتنياهو بإعلانه نيته تدمير ما سماه كتائب حماس في رفح، فإنه مستمرٌّ في سياسة الهروب من الواقع والكذب على جمهوره، فيتحدّث وكأنَّ جيشه المهزوم المكسور، قد نجح في تفكيك المقاومة في باقي مناطق قطاع غزة، فيما الحقيقة التي يشاهدها العالم أجمع أنَّه لا يزال عالقاً في شوارع خانيونس، ينزف يوميا قتلى وجرحى، ويسحب آليات مدمّرة”.
وأشار حمدان إلى أن “ضربات المقاومة مستمرة في محافظتي غزة والشمال في استهداف جيش الاحتلال، وإنَّ ما يقوله رئيس أركان جيش العدو عن تعقيد معركة خانيونس وما يواجهه جيشه من تحدّيات؛ تؤكّد أنَّ المقاومة في جميع المناطق التي تحرّك فيها جيش الاحتلال؛ لا زالت قائمة وفعالة، وتقوم بدورها”.
واعتبر أن مهاجمة إسرائيل لمدينة رفح المكتظة بالنازحين “خطوة إجرامية، لن تكون مدفوعةً إلا بِغاياتِ نتنياهو الشخصية، التي يسعى من خلالها إلى النجاة بنفسه والهروب من استحقاقات أي وقفٍ للعدوان، عبر الإيغال أكثر وأكثر في دماء المدنيين من شعبنا الفلسطيني”.
وقال حمدان إن “حكومة نتنياهو الإرهابية وجيشه النازي يضربون بعرض الحائط قرارات محكمة العدل الدولية التي صدرت قبل أسبوعين، وأقرّت تدابير عاجلة تتضمن وقف أي خطوات يمكن اعتبارها أعمال إبادة، ويؤكد سلوك حكومة الاحتلال توفر النية المسبقة والقصد المتعمد في ارتكاب جريمة إبادة جماعية”.
وحمّل القيادي في “حماس” الإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن “كامل المسؤولية مع حكومة الاحتلال عن هذه المجزرة، بسبب الضوء الأخضر الذي أعطوه لنتنياهو، وما يوفروه له من دعم مفتوح بالمال والسلاح والغطاء السياسي لمواصلة حرب الإبادة والمجازر”.
وبخصوص مزاعم إسرائيل تحرير مواطنين من أسراها في غزة، قال حمدان إن “الاحتلال زعم الوصول إلى أسيرين صهيونيين في مخيم الشابورة برفح وتحريرهما”، مضيفا أن إسرائيل “تسوق ذلك كإنجاز لجيشها المهزوم، في ظل ما يواجهه من انكسارات ومقاومة في مختلف محاور القتال، خصوصاً في خانيونس، وفشل في استعادة الأسرى لدى المقاومة”.
وشدد حمدان على ضرورة “انتظار رواية المقاومة حول الحادثة، فهي مصدر المعلومة الموثقة”، مشيرا إلى أن هناك “روايات صحفية ميدانية تذهب إلى أنَّ الأسيرين لم يكونا بحوزة حركة حماس، وإنما بحوزة عائلة مدنية، ما يشكّك في مصداقية رواية الاحتلال، ويؤكّد سعيه لتضخيم الحدث بحثاً عن إنجاز مفقود في مواجهة المقاومة”.
وأكد أن “القول الفصل” في مسألة الأسرى “هو ما ستعلن عنه المقاومة”.
وقال حمدان إن “احتفاء الاحتلال بالوصول إلى أسيرين في شقة سكنية –حسب روايته- بعد هذه المدة (128 يوماً) وعبر عملية أمنية معقدة وعسكرية حسب وصفه، هو محاولة مفضوحة لرفع الروح المعنوية المنهارة لجيش الاحتلال وجنوده، في ظل الفشل الكبير في تحقيق أي من أهدافهم”.
وتابع: “بعد أكثر أربعة أشهر متواصلة يصرح جيش الاحتلال، بأنَّ 134 أسيراً لا يزالون بحوزة كتائب القسام، وهذا بحد ذاته إنجاز للمقاومة”.