أمد/
رام الله: أكد مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" على أن اقتحام المستشفيات في قطاع غزة واعتقال الطواقم الطبية والمرضى والجرحى من قبل الاحتلال الإسرائيلي هو جريمة حرب وإرهاب دولة منظم ، تهدف إلى ترهيب وترويع المواطنين والأطباء والممرضين والجرحى والمرضى داخل المستشفيات في قطاع غزة، وهو عمل من أعمال مدان ، ولا يمت بأي صلة إلى أعمال الجيوش النظامية التي تعمل وفق القانون العسكري والشارة العسكرية وقوانين الحرب، بل ما يقوم به جيش الاحتلال في قطاع غزة يعبر عن عدم احترامه لقواعد الحرب ، حيث يستهدف أشخاصاً مدنيين ومرضى وعاجزين عن الحركة وطواقم طبية تقوم بمهمات إنسانية .
وندد مركز "شمس" بجريمة اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى ناصر في مدينة خان يونس اللاإنسانية واللاأخلاقية حيث قام خلال اقتحامه للمستشفى بحملة اعتقالات طالت عدداً من الطواقم الطبية والجرحى والمرضى وطاقم الهلال الأحمر وتكبيل أيديهم وإجبارهم بالجلوس على الأرض لساعات طويلة وتقييد أيديهم خلف ظهورهم، واعتقالهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة، وقال المركز أن هذا الاقتحام للمستشفيات مؤشر خطير على أن الاحتلال لا يقيم أي اعتبار للمبادئ الإنسانية والتي يتم التعامل بها في حالات الحروب والنزاعات المسلحة مع الفئات المحمية المدنيين والأعيان المدنية.
كما واستنكر مركز "شمس" الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم التي تطال المستشفيات والطواقم الطبية والجرحى والمرضى، والذي لم يحرك ساكناً تجاه قيام قوات الاحتلال باغتيال ثلاثة مواطنين فلسطينيين داخل مستشفى ابن سينا في مدينة جنين ، أحدهم يعاني من شلل نصفي ، وذلك نهاية الشهر الماضي ، وقبل ذلك قصف المستشفى المعمداني ، وأيضاً احتلال باقي مستشفيات قطاع غزة ، مما يكشف عن المعايير المزدوجة التي يتعامل بها العالم مع المنظومة الدولية لحقوق الإنسان، استناداً إلى جنسية الضحية وليس إلى الجريمة نفسها، ويعبر عن مدى التماهي من بعض الدول مع هذه الجرائم التي تطال المدنيين في المستشفيات من النازحين والمرضى والجرحى والطواقم الطبية.
وأكد مركز "شمس" على أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي للطواقم الطبية والمرضى والجرحى والاعتداء عليهم هي جريمة موصوفة في القانون الدولي بأنها جريمة حرب، وتشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان، لاسيما للمادة رقم (16) من اتفاقية جنيف الرابعة المؤرخة في 12/8/1948م والتي تنص على (يكون للجرحى والمرضى والعجزة والحوامل موضع حماية واحترام خاصين، ويسهل كل طرف من أطراف النزاع إجراءات البحث عن القتلى والجرحى وغيرهم من الأشخاص المعرضين لخطر كبير)، وانتهاك للمادة رقم (18) من نفس الاتفاقية والتي تنص على (لا يجوز بأي حال من الأحوال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات)، وانتهاك للمادة رقم (19) من اتفاقية جنيف الأولى لسنة 1949م والتي تنص (لا يجوز بأي حال الهجوم على الوحدات والمنشآت الطبية الثابتة والوحدات المتحركة التابعة للخدمات الطبية، بل تحترم وتحمى في جميع الأوقات بواسطة أطراف النزاع)، وأكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم (2675) لسنة 1970م على ضرورة تحييد المستشفيات عن الأعمال العدائية في حالات الحرب والنزاع المسلح، إذ أن (منطقة المستشفى أو أي ملجأ مماثل لا ينبغي أن تكون هدفاً للعمليات العسكرية، ولذلك لا يسمح أبداً بالهجمات العشوائية أو المستهدفة على المستشفيات والوحدات الطبية والعاملين الطبيين الذي يعملون بصفة إنسانية).
كما ويشكل هذا الاقتحام انتهاكاً لقواعد الصليب الأحمر الدولي لاسيما للقاعدة رقم (35) من القواعد الخاصة بمناطق الاستشفاء والأمان والمناطق المحايدة والتي تنص على (يحظر توجيه الهجوم إلى منطقة منشأة لإيواء الجرحى والمرضى والمدنيين ووقايتهم من آثار الأعمال العدائية)، وانتهاك للقاعدة رقم (25) الخاصة بحماية أفراد الخدمات الطبية والتي نصت على (في جميع الأحوال يجب حماية واحترام أفراد الخدمات الطبية القائمين بالمهام الطبية دون غيرها).
كما وطالب مركز"شمس" الأسرة الدولية ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة أطباء بلا حدود، ومنظمة العفو الدولية، والاتحاد الدولي للأطباء، والمؤسسات الحكومية والغير حكومية، بضرورة القيام بواجباتها الإنسانية والضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف استهداف الطواقم الطبية واقتحام المستشفيات واعتقال الجرحى والمرضى، وتحييد الأعيان المدنية والمدنيين عن أماكن الاشتباك والنزاع المسلح التزاماً بقواعد القانون الدولي الإنساني الناظمة لذلك.