أمد/
براغ: شهدت العاصمة التشيكية يوم الأحد، مسيرة تضامنية حاشدة مع الشعب الفلسطيني، في مواجهة حرب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري الجارية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، وهي التظاهرة الأكبر من نوعها التي تشهدها براغ ضد إسرائيل والدعم التشيكي لها منذ قرابة 4 عقود.
وشارك في التظاهرة حوالي 2000 من المتضامنين التشيك والأوروبيين والفلسطينيين والعرب المقيمين وأنضم إليها على طول مسارها في قلب براغ ألاف السياح، ونظمتها المجموعة الشبابية الطلابية العالمية Prague 4 Palestine بالتعاون مع مبادرة ليس بإسمنا التشيكية العاملة تحت مظلة حركة لتضامن العالمية ISM وجمعية أصدقاء فلسطين في التشيك Přátelé Palestiny ومجموعة أغصان الزيتون الطلابية، وجمعية Food NOT Bombs الداعية لحظر استغلال الغذاء والدواء سلاحاً ضد المدنيين.
وانطلقت التظاهرة من ميدان السلام Náměstí Míru ومرت عبر أهم شوارع المدينة إلى ميدان فاتسلاف Václavské Náměstíمقابل المتحف في قلب براغ ثم إلى ميدان الجمهورية Náměstí Republiky حيث جرت ثلاث وقفات ألقيت خلالها كلمات وخطب تضامنية .
وخلال وقفات وضمن مسار التظاهرة رفع المشاركون عشرات اللافتات والبوسترات والأعلام الفلسطينية وعلم لبنان وعلم جنوب أفريقيا ورددوا هتافات تدعو لوقف فوري للحرب وتندد بالدعم الأمريكي الأوروبي لحرب الإبادة وتستنكر الصمت على جرائم قتل الأطفال والنساء والمدنيين وتدمير بيوت الفلسطينيين ومستشفياتهم ومدارسهم، وتجويع المدنيين من خلال الحصار والحرب والتهجير ومنع إمدادات الماء والغذاء والدواء من الدخول إلى غزة.
وتضمنت الهتافات أيضاً نقداً ورفضاً للساسة التشيك بينها: ليس بإسمنا.. إنكم تدعمون حرب الإبادة، وتمولون قتل اطفال غزة بأموال ضرائبنا، أوقفوا تصدير السلاح لإسرائيل، وللرئيس قال هتاف: فيالا..فيالا كيف تنام؟ الاف الأطفال يقتلون في غزة .. وملايين المدنيين ينامون وهم جياع! ولرئيس الوزراء هتف المتظاهرون: بيتر باڤيل، لا تختبيء إنك تدعم الابادة!
واستمع المتظاهرون، لكلمة سيدة تُدعى مريم قادمة للتو من غزة، روت خلالها بعض تفاصيل مآسي حياة الأمهات والعائلات وسط القصف والدمار والموت، وعذابات الأطفال مع فقد الأباء والأمهات والإخوة وأصدقاء اللعب، وقد اغرورقت عيون مئات المستمعين بالدموع ألماً وحزناً وتعاطفاً مع أهل غزة ومأساة السيدة مريم وتجربتها العائلية مع فقد الأخ الذي توفى بسبب غياب الدواء بينما كان يوصي جميع المحيطين بالصمود والبقاء والأمل!!
وألقت متحدثتان باسم جمعية Food not Bombs كلمة خلال الوقفة الثالثة للتطاهرة، جاءت مميزة بمحتواها، إذ دعت لتفعيل المقاطعة العالمية لشركات تصنيع السلاح الإسرائيلية، وكشفت عن مخطط لافتتاح فرع لشركة "البيت سيستمز" الإسرائيلية ومقرها حيفا في التشيك.
وتمثل الشركة أخطبوط صناعات التكنولوجيا الإسرائيلية وضاعفت إنتاجها لتجهيز قوات العدوان على غزة، وستفتح قريباً فرعاً لها في دبي، رغم مقاطعتها عالمياً وعلى الأخص في بريطانيا ومن شركة "ايتوشو" اليابانية بعد حملة انتقادات عالمية لدورها!
وقال بيان أصدره منظمو التظاهرة.. التقينا مجدداً تضامناً مع الفلسطينيين الذين يناضلون من أجل البقاء والحرية والاستقلال.. للمطالبة بوقف الحرب والعدوان المستمر على المدنيين الفلسطينيين منذ أكثر من 130 يوماً ولنقف معًا
وجاءت مسيرتنا هذه، كما قال البيان، في وقت قُتل فيه أكثر من 30 ألف مدني في قطاع غزة، أكثر من 14 ألفاً منهم أطفال (وفقًا للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان)، ولا تزال ألاف الجثث تحت الأنقاض، بينما يصارع مئات الجرحى الموت بلا رعاية طبية، ويواجه أكثر من من 4.500.000 مدني فلسطيني أغلبهم من اللاجئين، القتل والمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في كافة أرجاء قطاع غزة، وفي الضفة الغربية المحتلين.
وتابع البيان: 2.3 مليون مدني في غزة يواجهون المجاعة والمرض وسط حملة تشهير دعائية إسرائيلية مبرمجة ضد وكالة غوث وتشغبل اللاجئين (الأونروا) العاملة في قطاع غزة – تستهدف تقويض مصداقيتها وقطع تمويلها وتصفيتها، وهو ما استجابت له عدة دول غربية بينها الولايات المتحدة، إنسياقاً للأكاذيب الإسرائيلية، متجاهلة انتهاكات حكومة وجيش الاحتلال لقرارات ومطالب محكمة العدل الدولية في لاهاي بإجراءات لوقف الإبادة الجماعية في غزة.
ومن المؤسف أن الحكومة التشيكية لا تزال متواطئة في الإبادة الجماعية المستمرة، وتدعم حكومة دولة الإجرام والفصل العنصري دون قيد أو شرط منتهكة بذلك أوامر محكمة العدل الدولية في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا.
ويقع اللوم أيضاً على وسائل الإعلام التشيكية المنحازة، التي تواصل تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، وتمنع وصول صوتهم، بل تقدم روايات أحادية مشوهة متجذرة في الكراهية والسرديات العنصرية والدعائية الصهيونية المنشأ.
وختم البيان بالقول: دعونا نقف معاً.. لنطالب بالعدالة والمساواة والحرية في فلسطين.