أمد/ واشنطن: قدم المسؤولون الأمريكيون والقطريون والمصريون إطارًا جديدًا أكثر تفصيلاً لصفقة الرهائن إلى المفاوضين الإسرائيليين خلال اجتماع رئيسي في باريس يوم الجمعة، وفقًا لمصدرين على دراية مباشرة بالقضية.وفقا لموقع “أكسيوس“.
وقالت المصادر إن الإطار المحدث يقترح أن تقوم حماس بإطلاق سراح ما يقرب من 40 رهينة محتجزين في غزة مقابل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل. كما سيسمح لبعض الفلسطينيين بالبدء في العودة إلى شمال غزة.
وشمل الاقتراح السابق أيضًا وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، لكنه لم يكن مفصلاً مثل الاقتراح الذي تم تقديمه يوم الجمعة.
ويقول مسؤولو إدارة بايدن إنهم يريدون محاولة التوصل إلى اتفاق قبل بداية شهر رمضان ، أي بعد ما يزيد قليلاً عن أسبوعين من الآن.
وقال المصدران إن هناك تقدما تم إحرازه خلال محادثات باريس قد يؤدي إلى مفاوضات أكثر جدية بشأن الاتفاق في الأيام القليلة المقبلة.
وردد مسؤول أميركي كبير ذلك قائلا: “تم إحراز بعض التقدم في محادثات الرهائن في باريس يوم الجمعة، ولكن هناك المزيد من الطرق للتوصل إلى اتفاق”.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير: “ما زلنا بعيدين عن التوصل إلى اتفاق لكن حماس رضخت عن بعض مطالبها”.
ولم تعلق حماس علانية على أي تغييرات في موقفها.
ووفقا لموقع “أكسيوس” يتضمن الإطار المحدث الذي اقترحته الولايات المتحدة ، بحسب المصادر، ما يلي:
*إطلاق سراح عدة مئات من السجناء الفلسطينيين مقابل قيام حماس بإطلاق سراح ما بين 35 إلى 40 رهينة إسرائيلية، من بينهم نساء مدنيات ومجندات ورجال تزيد أعمارهم عن 50 عامًا وإسرائيليون في حالة صحية خطيرة.
*اشتراط أن يكون عدد الأسيرات الفلسطينيات المفرج عنهن مقابل كل مجندة محررة أعلى من عدد المختطفات الأخريات المفرج عنهن خلال المرحلة الأولى من الصفقة. ومن بين الفلسطينيين المفرج عنهم أيضا سجناء مدانون بقتل إسرائيليين ويقضون أحكاما بالسجن لفترات طويلة.
*ستوافق إسرائيل على يوم واحد من وقف إطلاق النار لكل رهينة يتم إطلاق سراحها، وهذا يعني أنه إذا أطلقت حماس سراح العدد المقترح من المختطفين – 35 إلى 40 – للمرحلة الأولى من الصفقة، فسيكون هناك حوالي ستة أسابيع من توقف القتال.
*ويتضمن الإطار الأمريكي أيضًا عودة أولية ومحدودة للمواطنين الفلسطينيين إلى الجزء الشمالي من قطاع غزة، والتي ستبدأ أثناء تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة بشروط سيتم تحديدها خلال المفاوضات التفصيلية.
*ويتضمن ذلك زيادة كبيرة في حجم المساعدات الإنسانية التي ستدخل إلى قطاع غزة.
وكما هو الحال مع الاقتراح السابق، فإن الإطار الجديد لا يذكر سوى المبادئ العامة للمراحل التالية من الصفقة التي تركز على تأمين إطلاق سراح الجنود وتبادل الجثث.
وشارك في المحادثات مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير المخابرات المصرية عباس كامل.
وعاد الوفد الإسرائيلي، الذي ضم مدير الموساد والشاباك ومخابرات جيش الاتلال الإسرائيلي، إلى إسرائيل وسيقدم إحاطة لمجلس الوزراء الحربي في وقت لاحق السبت أو الأحد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان يوم السبت: “نعمل على التوصل إلى إطار آخر للإفراج عن الرهائن لدينا، فضلا عن استكمال القضاء على كتائب حماس في رفح”.
وأضاف أن “الضغط العسكري والمفاوضات الصعبة فقط هو الذي سيؤدي إلى إطلاق سراح رهائننا والقضاء على حماس وتحقيق جميع أهداف الحرب”.
إذا وافق مجلس الوزراء على الإطار الجديد الذي اقترحته الولايات المتحدة والوسطاء الآخرون، فسوف تعقد اجتماعات المتابعة في الأيام المقبلة.
وأكد مصدر مطلع على المحادثات أن الانتقال إلى مفاوضات تفصيلية لا يزال يعتمد على قيام المفاوضين القطريين والمصريين بإقناع حماس بالموافقة على الإطار الجديد أيضًا.
وقال نتنياهو أيضا يوم السبت إنه سيعقد اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني مطلع الأسبوع المقبل “للموافقة على الخطط العملياتية لعملية للجيش الإسرائيلي في رفح، بما في ذلك إجلاء السكان المدنيين من هناك”.
هناك قلق متزايد على مستوى العالم بشأن عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح، حيث يتركز حالياً أكثر من 1.4 مليون فلسطيني – العديد منهم نزحوا من أماكن أخرى في غزة.
من جهة أخرى، كشفت صحيفة عبرية، يوم السبت، بعض تفاصيل لصفقة محتملة لتبادل الرهائن والمحتجزين بين إسرائيل وحركة حماس.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوتالعبرية، مساء يوم السبت، أن هناك خطوطا عريضة لصفقة محتملة بين إسرائيل وحماس، من بينها إطلاق سراح ما بين 35- 40 محتجز إسرائيلي في غزة، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع، وإطلاق سراح ما بين 200 – 300 سجين فلسطيني.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي بارز – لم تذكر اسمه – أن حركة حماس تنازلت كثيرا عن بعض مطالبها، وإن كانت لا تزال هناك خلافات أيضا، من أهمها وقف الحرب على قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الكبار في السجون الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة على موقعها الإلكتروني إلى أنه يوجد حوالي 134 محتجز إسرائيلي لدى حركة حماس في غزة، 32 منهم على الأقل ليسوا على قيد الحياة.
وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام عبرية، يوم السبت، بأن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت خطة جديدة لصفقة تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، حيث ذكر الموقع الإلكتروني الإسرائيلي “واللا” أنه خلال الاجتماع الذي عقد في العاصمة الفرنسية، باريس الليلة الماضية، قدمت واشنطن مخططا محدثًا لصفقة المحتجزين بين حماس وإسرائيل.
وأكد أن “كابينيت الحرب” على قطاع غزة سوف يجتمع في وقت لاحق من اليوم أو غدا ويقرر ما إذا كان سيقبله أم لا، وهو الاجتماع الذي حضره ممثلون عن مصر وقطر وإسرائيل وأمريكا. ونقل الموقع عن مصادر مطلعة أن هناك تقدما في المفاوضات قد يسمح بمناقشة تفاصيل الاتفاق.
وفي إطار المباحثات، التقى رئيس جهاز (الموساد) دافيد برنياع، بشكل منفصل، مع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكي (CIA)، وليام بيرنز، ورئيس الحكومة القطرية، ورئيس الاستخبارات العامة المصرية، عباس كامل. بالإضافة إلى ذلك، عُقدت اجتماعات موسعة بمشاركة أعضاء الوفد الإسرائيلي الذي ضم رئيس جهاز الأمن العام “الشاباك”، رونين بار، مع ممثلي الدول الثلاث.
وفي الساعات الأخيرة، ساد في إسرائيل “جو من التفاؤل الحذر”، على حد تعبير وسائل إعلام إسرائيلية، باعتبار أن المفاوضات “ستنجح هذه المرة”.