أمد/
لندن: قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن المملكة المتحدة يمكن أن تلعب دورًا في إحلال السلام بغزة، لكن يتعين على قادتها أن يتعاملوا بجدية مع المسألة.
ووفق الصحيفة، قامت المملكة المتحدة يوم الأربعاء الماضي، بإسقاط المواد الغذائية والأدوية جوًا على غزة للمرة الأولى من طائرة أردنية ردًا على الكارثة الإنسانية المتزايدة.
وفي الوقت نفسه، ذكرت النائب من حزب العمل سارة شامبيون، التي ترأس لجنة التنمية الدولية، والتي عادت حديثًا من زيارة لتقصي الحقائق عند الجانب المصري من الحدود أنه "لا يوجد شيء مما يتناقله الإعلام يرشد إلى الحجم الحقيقي للرعب في غزة".
وأضافت الصحيفة أنه "كان من الممكن أن يكون هذا هو محور تركيز البرلمان البريطاني، يوم الأربعاء، لكنه بدلاً من ذلك ورَّط نفسه في متاعب بشأن التصويت الذي لم يحقق سوى القليل باستثناء ترك النواب يتطاحنون، وأصبحت البلاد في حالة من الارتباك إلى حد كبير".
وتابعت: "من الواضح، الآن، أن هناك رغبة عارمة لدى جميع الأحزاب السياسية البريطانية بوقف القتال في غزة".
وأردفت: "لكن هذا من شأنه أن يجعل عجز البرلمان عن قول ذلك بصوت واحد متسق، ثم التحرك بسرعة نحو مناقشة الكيفية التي يستطيع العالم من خلالها تحقيق ذلك على أرض الواقع، أمرًا أكثر إثارة للغضب".
وقد أثار رئيسا الوزراء الإسرائيليان السابقان إيهود أولمرت وإيهود باراك، علنًا، إمكانية تشكيل قوة دولية مؤقتة بقيادة دول عربية لحفظ الأمن في غزة.
وعلى الرغم من أن باراك أضاف أنه عندما اقترح شيئًا مماثلاً للمصريين بعد التوغل السابق في غزة، فإنهم كانوا مترددين في تقبل مثل هذه الكأس المسمومة، وفق تقرير الصحيفة.
وقالت "الغارديان": "لا أحد يتظاهر بأن أيًا من هذا سهل. ولكن الحلول الوحيدة على الأمد البعيد تكمن في تدخل المجتمع الدولي على نحو ما لضمان وجود زعامة بديلة في غزة، وبالتالي البدء في المهمة الطويلة والصعبة للغاية المتمثلة في إعادة بناء الدولة المسحوقة، وعملية السلام في الشرق الأوسط".
وأضافت أنه "بهذا المقياس، فإن التدخل السياسي الأكثر نجاحًا، يوم الأربعاء، ربما جاء من أمير ويلز، الأمير ويليام، الذي حظيت دعوته إلى إنهاء القتال "في أقرب وقت ممكن" بموافقة وزارة الخارجية التي تبدو مستعدة، في عهد ديفيد كاميرون، للتفكير بهذا الشأن بشكل خلاق".
ورأت الصحيفة أن "رسالة الأمير من المؤكد قد سمعت، حيث كان من المفترض أن تكون، وهو أقل في مقر البرلمان البريطاني أو تل أبيب منه في دول الخليج حيث يتمتع أفراد العائلة المالكة بعلاقات قوية".
واستطردت: "رغم أن أعداد القتلى المرتفعة في غزة فرضت ضغوطًا متزايدة على علاقة بريطانيا بحلفائها العرب، فإن حلفاءها هؤلاء ربما يحملون المفتاح لما سيحدث بعد ذلك".
ووفق التقرير، فإن "ما يقوله البرلمان البريطاني عن أيٍ من هذا قد لا يجد أذانا صاغية لدى حركة حماس أو الأعضاء الأكثر تطرفًا في حكومة نتنياهو".
وتابع: "لكن كما يقول مستشار السياسة الخارجية السابق لدى رئاسة الحكومة البريطانية توم فليتشر، فإن اللاعبين المعتدلين في المنطقة ما زالوا يستمعون، ويسعون للحصول على الدعم الدولي، والغطاء الذي يمنحهم التأثير في النقاشات الداخلية في بلدانهم".
وكما هو الحال بالنسبة لأوكرانيا، ينبغي للبرلمان أن يتحدث بصوت واحد بشأن رفح، كما تقول الصحيفة.
كما أن النائب عن حزب الديمقراطيين الأحرار ليلى موران، وهي من أصول فلسطينية ولديها عائلة محاصرة في غزة، محقة أيضًا في القول إن البرلمان يجب أن يستكشف خياراته من خلال مناقشات منتظمة قادرة على بناء الإجماع، بدلاً من الأصوات الثابتة المصممة على إحداث الانقسام.
وأكدت "الغارديان" أنه "يتعين على كاميرون أن يستفيد من الرؤى والخبرات المشتركة بين الأحزاب. ويتعين على كافة الأطراف أن تمتنع عن استغلال هذه القضية لتحقيق مكاسب سياسية عندما تكون المشاعر العامة محتدمة بشكل خطير".
ورأت أنها لحظة خطيرة، سواء بالنسبة للشرق الأوسط أو بالنسبة للتوترات في داخل بريطانيا، إذ إن الدولة التي ستنهض لمواجهة هذه اللحظة، هي دولة أكثر جدية.