أمد/
واشنطن: فاز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للمرة الرابعة على التوالي في سباق نيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، بعد أن تفوق على منافسته الوحيدة نيكي هيلي في معقلها السابق ولاية ساوث كارولاينا، وفق ما أظهرت إحصائيات كل من شبكتي CNN وCBS.
وتقدَّم قطب العقارات بفارق كبير، بحصوله على نحو 60% بعد فرز نحو 90% من الأصوات، وفق مؤسسة "إديسون للأبحاث".
وفي أول تصريحات يُدلي بها عقب فوزه، وفي مؤشر إلى أنه لم يعد يرى في هيلي تهديداً له، توجّه ترامب من كولومبيا، عاصمة الولاية، إلى الرئيس الأميركي بالقول "جو (بايدن) أنت مطرود!". وكان ترامب يتحدّث أمام جمع من أنصاره، وسط الهتافات والتصفيق.
من جهته، قال ستيفن تشيونج، المتحدث باسم ترامب، في بيان: "الليلة تنتهي الانتخابات التمهيدية. حان وقت الانتقال إلى الانتخابات الرئاسية حتى نتمكن من هزيمة جو المعتوه"، مستخدماً أحد التعابير المفضلة لدى الرئيس الجمهوري السابق.
ودخل ترامب الانتخابات التمهيدية بتقدم كبير في استطلاعات الرأي وبدعم من كبار الجمهوريين في الولاية، بما في ذلك السيناتور تيم سكوت، المنافس السابق في السباق.
هيلي: لن أتخلى عن المعركة
في المقابل، قالت نيكي هيلي، السبت، بعد خسارتها أمام ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بولاية ساوث كارولاينا، إنها لن تتخلى عن هذه المعركة.
وأمضت هيلي، التي عملت سفيرة لدى الأمم المتحدة في عهد ترامب، أسابيع وهي تتجول في الولاية التي اُنتخبت حاكمة لها مرتين، محذرة من أن المرشح الأوفر حظاً، البالغ من العمر 77 عاماً ويواجه 4 لوائح اتهام، كبير في السن ومشتت الذهن بحيث لا يمكنه أن يصبح رئيساً مرة أخرى.
وفي جميع الانتخابات التمهيدية باستثناء واحدة منذ عام 1980، أصبح الفائز الجمهوري في ولاية ساوث كارولاينا هو مرشح الحزب. لكن هيلي تعهدت مراراً وتكراراً بالمضي قدماً إذا خسرت ولايتها، حتى في الوقت الذي يستعد فيه ترامب لخوض "جولة الإعادة" المحتملة في الانتخابات العامة ضد الرئيس جو بايدن في نوفمبر المقبل.
تراجع شعبية هيلي
وفي وقت سابق من الأسبوع، قالت نيكي هيلي لشبكة Fox News، إنها ترى نفسها بديلاً للناخبين الجمهوريين عن ترامب، إذا انقلبت المتاعب القانونية للرئيس السابق وناخبو الحزب الجمهوري ضده.
وأوضحت هيلي: "أرى نفسي كخيار جمهوري يمكن للناس أن يدركوا أنه عندما ترون أن دونالد ترامب لا يستطيع الفوز، وتعلمون أنه يتعين علينا تغيير هذا البلد، فأنا بديلكم".
وتقول الشبكة إن مشكلة هيلي الوحيدة، هي أن الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية لم يعودوا ينظرون إليها على أنها بديل قوي لترامب.
ووفقاً لاستطلاع أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية في يناير، فإن 34% من الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية ينظرون إلى هيلي بشكل إيجابي، مقابل 36% لديهم رأي سلبي عنها.
وهذا أقل من نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته الشبكة نفسها في نوفمبر، عندما بلغت شعبية هيلي بين الناخبين الأساسيين للحزب الجمهوري 43% إيجابية، و17% سلبية.
ومع ذلك، ربما يكون المؤشر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لهيلي هو أن تآكل نسبة الناخبين الذين لديهم آراء إيجابية عنها جاء بشكل رئيسي من قاعدة الحزب الجمهوري، بما في ذلك ناخبي الحزب الجمهوري المحافظين للغاية، والجمهوريين غير الجامعيين والرجال.
وأشارت الشبكة إلى أن هيلي انتقلت من الحصول على المزيد من المناصرين إلى وجود المزيد من المنتقدين في كل مجموعة من تلك المجموعات الفرعية.
"هيلي خسرت الولاية قبل أن تخرج منها"
وتقول صحيفة "نيويوركر" إن الحاكمة السابقة لساوث كارولاينا خسرت الولاية بالفعل عندما كانت على رأس مهامها، وأن "معقلها" السابق لم يكن مضيافاً عند عودتها كمرشحة في السباق الجمهوري للانتخابات الرئاسية.
ونقلت عن ترامب قوله: "أنت عضو مجلس الشيوخ عن ولايتها، وقد أيدتني"، وكان الرئيس السابق يخاطب تيم سكوت، السيناتور من ولاية ساوث كارولاينا، الذي عينته هيلي، قبل أن يضيف "لابد أنك تكرهها حقاً".
واعترفت منظمة "أميركيون من أجل الرخاء"، وهي اللجنة الداعمة لحملة هيلي، بأن ولاية ساوث كارولاينا ستكون "طريقاً شديد الانحدار". وردت حملة ترامب قائلة: "ماذا عن طريق صخري أعلى جبل تصطف على جانبيه جحافل من أنصار ماجا؟" في إشارة إلى حملة ترامب التي تتخذ شعار "Make America Great Again".
وأشارت الصحيفة إلى أن عضو الكونجرس نانسي ميس، التي تدين لـ"هيلي" بمسيرتها المهنية في السياسة بساوث كارولاينا، استضافت مؤتمراً صحافياً حول "الإخفاقات المتكررة لنيكي هيلي".
وبعد خطاب هيلي الثلاثاء الماضي، قالت المتحدثة الرسمية باسمها، أوليفيا بيريز كوبا: "بالأمس، قالت نيكي للنخبة السياسية للمرة الألف إنها لا تهتم بآرائهم". ولكن ماذا عن الناخبين؟ تتساءل الصحيفة.