أمد/
باريس: قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، إن حرب غزة تثير انقساما بين اليهود اليساريين في فرنسا (مجموعة مناهضة للصهيونية، وأخرى تؤكد على مكافحة معاداة السامية)، رغم اتفاقهم في ملفات كثيرة قبل هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وسلطت الصحيفة الضوء على أوجه التشابه بين هذه المجموعات، وقالت “إنهم يهود من اليسار، وملتزمون بشدة ضد جميع أشكال العنصرية، وساروا معًا ضد قانون الهجرة الأخير، إلا أن تحليلاتهم للفترة بعد 7 أكتوبر تختلف بشكل كبير”.
وأشارت أن جماعات مثل “تسيدك” المناهضة للصهيونية، والاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام يركزان على مكافحة معاداة السامية، في وقت ظهرت جماعة “جوليم” لمحاربة معاداة السامية في فرنسا، لكنهم لا يشتركون في التفسير ذاته لما يجري.
ويقول أستاذ علم الاجتماع ميشيل فيفيوركا: “إن العديد من اليهود اليساريين، وهم أقلية من بين السكان اليهود الفرنسيين يتحولون نحو اليمين، خاصة بعد أن قلّل رئيس حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلنشون وآخرون من أهمية هذه الهجمات”.
ويهدف تجمع “جوليم”، الذي تم تشكيله عشية مسيرة ضخمة معادية للسامية، لتوفير صوت يهودي يساري وجذب أعضاء من مختلف التجمعات اليهودية المناهضة للعنصرية ودفع اليسار الراديكالي إلى الاعتراف بمعاداة السامية والتيارات الرجعية داخل الأقلية اليهودية ومكافحتها.
وتشترك هذه المجموعات في تحليل مشترك لمعاداة السامية الهيكلية التي غالبًا ما يتجاهلها اليسار، فهم ينتقدون الميل إلى اختزال المواقف السياسية في نهج “مخيمي مبسط”، ما يمكن أن يؤدي إلى خطاب معادٍ للسامية.
ومن ناحية أخرى، هناك مجموعات مثل “تسيدك” ونهجها إعطاء الأولوية للقضية الإسرائيلية الفلسطينية، ورفض السرد الذي يصور هجمات حماس على أنها أعمال معادية للسامية فقط، وتطالب بفهم الهجمات في سياق استعماري.
وتختم الصحيفة بأن “الانقسام بين اليهود اليساريين في فرنسا منذ هجوم حماس، يعكس تفسيرات مختلفة لمعاداة السامية والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وبينما يعطي البعض الأولوية لمعاداة السامية ويسعى إلى مكافحتها داخل الحركات اليسارية، يركز البعض الآخر على معارضة السياسات الإسرائيلية، وينظرون إلى الصهيونية باعتبارها شكلاً من أشكال الاستعمار”.