أمد/
واشنطن: قالت وكالة تابعة للأمم المتحدة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعاد قافلة كانت تحاول نقل 200 طن من الغذاء إلى شمال غزة يوم الثلاثاء بعد يوم من إعلان مسؤولين في الأمم المتحدة أن الأطفال في القطاع يموتون جوعا.
ووفقا لـ تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” فإن برنامج الأغذية العالمي كان يحاول توصيل أول مساعدات غذائية إلى شمال غزة منذ أن قال في 20 فبراير/شباط إنه اضطر إلى تعليق عملياته في المنطقة بسبب القيود الإسرائيلية وانهيار النظام المدني بين مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون على شفا المجاعة.
وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان إن قافلة مكونة من 14 شاحنة انتظرت لمدة ثلاث ساعات عند نقطة تفتيش وادي غزة في وسط غزة قبل أن يعيدها الجيش الإسرائيلي ويوقفها في وقت لاحق “حشد كبير من الأشخاص اليائسين الذين نهبوا الغذاء”.
وكانت عمليات تسليم المنظمة إلى الشمال قد توقفت إلى حد كبير لمدة ثلاثة أسابيع قبل إعلان 20 فبراير/شباط بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة وما أسمته غياب نظام فعال للتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، الذي حافظ على رقابة مشددة على المساعدات لغزة.
توفي ما لا يقل عن 15 طفلا في شمال غزة في الأيام الأخيرة بسبب سوء التغذية والجفاف، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
وفي يوم الاثنين، وفي إطار جهود الإغاثة التي يشارك فيها رجال أعمال فلسطينيون، تم إرسال 15 شاحنة إلى شمال غزة، ولكن تم نهب خمس منها على الأقل على طول الطريق ، وفقًا لمسؤول إسرائيلي غير مخول بالتعليق علنًا.
ودعا مسؤولو الأمم المتحدة إلى إصلاح نظام تقديم المساعدات، بعد أن قالوا لأسابيع إن إسرائيل تواصل فرض تأخيرات مفرطة عند نقاط التفتيش، وتتدخل في بعثات المساعدات وتمنع بشكل قاطع الوصول إلى شمال غزة مع تصاعد الأزمة الإنسانية هناك.
يوم الثلاثاء، دعت مجموعة من الخبراء المعينين من قبل الأمم المتحدة إسرائيل إلى “إنهاء حملة التجويع واستهداف المدنيين”، وقالت إنها تشعر بالقلق إزاء “معاناة السكان المدنيين بأكملهم من هذه المجاعة غير المسبوقة، بهذه السرعة وبشكل كامل”.
ووجه الجيش الإسرائيلي طلبا للتعليق على قافلة الثلاثاء إلى منسق أعمال الحكومة في المناطق، الوكالة الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق توصيل المساعدات إلى غزة، والتي لم ترد على الفور. ونفت الوكالة في السابق أنها تعرقل المساعدات لغزة، واتهم مسؤولون إسرائيليون حماس بالاستيلاء على بعض الإمدادات.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن ما لا يقل عن 10 من الوفيات الناجمة عن سوء التغذية أو الجفاف حدثت في مستشفى كمال عدوان، الذي تمكنت فرقها من زيارته لأول مرة منذ أوائل أكتوبر خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وفي مؤتمر صحفي عُقد يوم الثلاثاء، قال رئيس المكتب الفرعي لمنظمة الصحة العالمية في غزة، الدكتور أحمد ضاهر، إن الفريق شاهد طفلين آخرين على الأقل يعانون من سوء التغذية في كمال عدوان، وأن المرضى الآخرين والعاملين في مجال الرعاية الصحية أنفسهم “بالكاد يعيشون على قيد الحياة على وجبة واحدة في اليوم.”