أمد/ واشنطن: قال مجتمع الاستخبارات الأمريكي إن “قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الاستمرار كزعيم” على أنها “في خطر”، وفقًا لتقييم سنوي غير سري للتهديدات من مجتمع الاستخبارات الأمريكي.
وجاء في التقرير الذي صدر يوم الاثنين تحت عنوان “تقييم المخاطر” السنوي الصادر عن مجتمع الاستخبارات الأمريكي، أن “عدم الثقة في قدرة نتنياهو على الحكم؛ تعمقت واتسعت بين الجمهور مقارنة بمستوياته المرتفعة قبل الحرب، ونتوقع احتجاجات كبيرة تطالب باستقالته وإجراء انتخابات جديدة”، مشيرا إلى “أن تشكيل حكومة مختلفة وأكثر اعتدالا أمر محتمل”.
ويقول تقييم التهديد السنوي الذي تنشره واشنطن والذي يجمع معلومات استخباراتية أمريكية إن إسرائيل ستواجه تحديًا من قبل حماس لسنوات قادمة، ويحذر من أن استمرار هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر وعلى إسرائيل “يخلق خطرًا حقيقيًا لتصعيد أوسع نطاقًا”.
وجاء في التقييم: “من المحتمل أن تواجه إسرائيل مقاومة مسلحة مستمرة من حماس لسنوات قادمة، وأن “الحرب في قطاع غزة أبعد من أن تنتهي في المستقبل القريب”. وسيكافح الجيش لتحييد البنية التحتية تحت الأرض لحماس، والتي تسمح للمتمردين بالاختباء واستعادة قوتهم ومفاجأة القوات الإسرائيلية”.
ورأى معدو التقرير، أن إسرائيل سوف تبقى عرضة لعمليات من جانب حركة حماس، خلال السنوات المقبلة، وأن تلك العمليات تحمل مخاطر وانعكاسات ستهدد سلامة حكومة نتنياهو، و “من غير الممكن أن تنجح إسرائيل في إبادة حركة حماس بشكل كامل، كما أن الجيش الإسرائيلي ليس قريب من تحقيق هذا الهدف”.
وقال إن الزخم والانشغال الأمريكي سينتقل من الساحة الإسرائيلية إلى ساحة الحرب الروسية الأوكرانية خلال الفترة المقبلة.
ويشير التقرير، الذي نُشر في الوقت الذي يشهد فيه رؤساء المخابرات أمام مجلس الشيوخ حول هذا الموضوع، إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن “القادة الإيرانيين لم ينسقوا ولم يكن لديهم علم مسبق بهجوم حماس ضد إسرائيل” في 7 أكتوبر، ويخلص إلى أن كلا من إسرائيل وإيران تحاولان تجنب حرب شاملة، على الرغم من احتمال تصاعد الصراع ضد حزب الله.
كما يسلط الضوء على الضغوط الداخلية التي يواجهها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متوقعا أن قدرة حكومته على البقاء “قد تكون في خطر”.
وتطرق التقرير إلى ثقة الإسرائيليين في حكومة نتنياهو وشركاء اليمين، ووضع تقديرًا بأن تلك الثقة في تراجع وأن أزمة فقدان الثقة في نتنياهو وحكومته تزداد عمقًا.
واستشرف التقرير، من خلال قراءة الأحداث الراهنة وجملة التطورات، أن التظاهرات وموجة الاحتجاجات الاجتماعية “الكبرى” ضد حكومة نتنياهو، المطالِبة باستقالته، ستُستأنَف لا محالة.
واستنتج من خلال تقييم المخاطر التي تواجهها إسرائيل أن “قدرة نتنياهو على البقاء في منصبه كرئيس للوزراء وكذلك قدرة الائتلاف الحاكم على البقاء، تقف أمام خطر”.
“لقد تعمقت واتسعت حالة عدم الثقة في قدرة نتنياهو على الحكم لدى الجمهور مقارنة بمستوياتها المرتفعة بالفعل قبل الحرب، ونتوقع احتجاجات كبيرة تطالب باستقالته وإجراء انتخابات جديدة. وجاء في التقييم أن تشكيل حكومة مختلفة وأكثر اعتدالا أمر محتمل.
نظام عالمي عالم هش
ومن جهة أخرى، قالت أجهزة مخابرات أمريكية إن الولايات المتحدة تواجه “نظاما عالميا هشا على نحو متزايد”، وسط ضغوط سببها التنافس بين القوى الكبرى وتحديات عابرة للحدود وصراعات إقليمية.
جاء ذلك في تقرير أعدته أجهزة المخابرات قبل أن يدلي رؤساؤها بشهاداتهم في مجلس الشيوخ.
وأكدت الأجهزة، في التقرير السنوي لعام 2024 الذي تصدره لجنة من المخابرات الأمريكية بشأن تقييم التهديدات، “أن الصين الطموحة والقلقة، وروسيا التي تميل إلى المواجهة، وبعض القوى الإقليمية، مثل إيران، وجهات فاعلة غير حكومية بقدرات متزايدة، كلها تمثل تحديًا لقواعد النظام الدولي القائمة منذ فترة طويلة، فضلًا عن تفوق الولايات المتحدة داخله”.
وقال مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي إيه خلال شهادته: نتفهم حاجة إسرائيل للرد على الهجوم الوحشي، لكن من المهم أن تتجنب الخسائر في صفوف المدنيين في غزة.
أما رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، فأعرب عن خشيته من “أن تقوّض إدارة نتنياهو للحرب الدعم الأمريكي لإسرائيل على المدى الطويل.
من جانبها، قالت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية: تقييمنا يظهر أن حزب الله وإيران لا يريدان تصعيد الصراع وصولًا لحرب شاملة.