أمد/
القاهرة: استحوذت الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، على مباحثات القمة المصرية الأوروبية التي تستضيفها القاهرة اليوم، حيث جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي التحذير الشديد من وصول الكارثة الإنسانية في القطاع حد المجاعة، وما يترتب على ذلك من تداعيات بالغة الخطورة.
وخلال استقباله الرئيس القبرصي على هامش القمة المصرية الأوروبية، تباحث الرئيس السيسي مع نظيره القبرصي بشأن الوضع في قطاع غزة، وسبل إنفاذ المساعدات الإنسانية بكافة الطرق الممكنة لإنهاء المعاناة الإنسانية والمجاعة التي يتعرض لها القطاع.
وتجددت تحذيرات الرئيس السيسي، خلال استقباله المستشار النمساوي "كارل نيهامر"، على هامش القمة المصرية الأوروبية، واستعرض الرئيس الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في ضوء الأزمة الإنسانية الكارثية التي يعاني منها القطاع، مؤكداً أهمية تنفيذ حل الدولتين لضمان استعادة الأمن والاستقرار بالإقليم.
وعندما استقبل الرئيس السيسي، "كيرياكوس ميتسوتاكيس"، رئيس وزراء اليونان، على هامش القمة المصرية الأوروبية، أكد الجانبان ضرورة العمل المكثف لإنهاء الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة والتي تصل إلى حد المجاعة، وذلك من خلال تكثيف الضغوط للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وخلال استقباله "ألكسندر دي كروو"، رئيس الوزراء البلجيكي رئيس الاتحاد الأوروبي، على هامش القمة المصرية الأوروبية، ناقش الرئيس السيسي مع "دي كروو" الأوضاع في قطاع غزة، وضرورة وقف إطلاق النار في القطاع، حيث شددا على خطورة اجتياح مدينة رفح الفلسطينية لما سيترتب على ذلك من تداعيات إنسانية كارثية.
وأعاد الرئيس السيسي، ذات التحذير، خلال استقباله "أورسولا فون دير لاين"، رئيسة المفوضية الأوروبية، على هامش القمة المصرية الأوروبية، حيث تم تناول الأوضاع الإقليمية، وأكد الرئيس ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشدداً على أن مصر ترفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى أراضيها ولن تسمح به.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، جددت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم الأحد، مطالبتها للأطراف الدولية المؤثرة، ومجلس الأمن، بالاضطلاع بالمسئولية القانونية والإنسانية من خلال المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، ومنع سيناريو التهجير من التحقق بكافة السبل، ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد المدنيين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وبكافة السبل إلى داخل القطاع.
وأدانت مصر، خلال بيان وزارة الخارجية، مواصلة القوات الإسرائيلية الاعتداءات ضد المدنيين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة، الأمر الذي أودى بحياة أكثر من ٦٠ شهيداً خلال ال ٢٤ ساعة الماضية، يضافون إلى مئات الشهداء الذين سقطوا وهم ينتظرون المساعدات الإنسانية في دوار الكويت ومن قبله دوار النابلسي.
يأتي ذلك، فيما تصاعد الغضب البرلماني والحزبي والشعبي من وصول الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة إلى مستوى كارثي بلغ حد المجاعة، وسط صمت دولي غير مبرر من أطراف يفترض أن تكون أكثر فاعلية وتأثيرا وحضورا.
وشدد المستشار رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، على ضرورة رفع القيود الإسرائيلية من على معبر رفح من الجانب الفلسطينية، وإدخال المساعدات عبر المعبر، خاصة في ظل الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع أدى لكارثة إنسانية ومجاعة حذرت منها الدولة المصرية.
وأضاف "صقر"، في تصريحات صحفية اليوم، أن مصر حريصة كل الحرص على إدخال المساعدات وتبذل في سبيل ذلك جهودًا مضنية، ولم تغلق المعبر في أي مرحلة من مراحل العدوان على غزة وبالتحديد منذ السابع من أكتوبر، وقد كانت تصريحات الرئيس السيسي في هذا الصدد حاسمة وقاطعة، محملًا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية كاملة عما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة.
وأشار رئيس حزب الاتحاد إلى أن إسرائيل تمارس سياسة التجويع والإبادة، والذي دفعها إلى غلق معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة، وهي تستهدف بذلك إبادتهم أو تهجيرهم، وهي مخططات تتنافى مع مقررات القانون الدولي والإنساني، ويجب أن يتدخل المجتمع الدولي لوضع حد لتلك الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي.
ونوه المستشار رضا صقر بضرورة الإسراع لوقف إطلاق النار في أقرب وقت، ووضع حد للمأساة والكوارث الإنسانية التي تحدث في قطاع غزة، مشددًا على ضرورة أن تتراجع إسرائيل عن مخططها المتعلق باجتياح رفح بريًا، والذي سيوسع دائرة الصراع.
وأكد النائب محمد نشأت العمدة، عضو مجلس النواب، إن مصر استطاعت تنظيم وتعظيم العمل الأهلي عبر مؤسسة التحالف الوطني للعمل الأهلي، والذي أثبت نفسه وقدرته داخل مصر، عبر مساعدة أكثر من 20 مليون مصري، وفي الخارج عبر سلاسل مساعدات مستمرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وخلال شهر رمضان.
وأشار إلى أن التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، أثبت وبشكل أصيل، قدرته على الشراكة مع الدولة في تحقيق التنمية، حيث لم يقتصر دوره على المستوى الداخلي ومساعدة ملايين الأسر في عشرات القرى لكنه امتد إلى المستوى الخارجي أيضا في مساعدة قطاع غزة في فلسطين، لافتا أن الكفاءة التي تتحرك بها مئات القوافل والشاحنات لقطاع غزوة تدل على قدرات التحالف الوطني وإمكاناته.
وقال إن مصر عبر التحالف الوطني وغيره، استطاعت أن تكون في مقدمة الدول التي قدمت ما لا يقل عن 80% من إجمالي المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة حتى الآن، والتحالف الوطني استطاع أن يقدم صورة إنسانية تستحق الاحترام والتقدير، بآلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والعلاجية والأدوية والبطاطين والمياه وغيرها من أوجه المساعدات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
واعتبر المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن هناك مسئولية كبيرة تقع على عاتق المجتمع الدولي في إنهاء ازدواجية المعايير الحالية والانتصار لصوت الإنسانية من أجل الضغط لإيقاف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي وإنقاذ الفلسطينيين الذين يتم تصفيتهم يوماً بعد يوم حيث ارتفع عدد شهداء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 31045 شهيدا منذ 7 أكتوبر 2023، كما أن نحو 72% من ضحايا العدوان الإسرائيلي أغلبهم أطفال ونساء وهو ما يضع على العالم مسئولية للكف عن توفير الدعم لإسرائيل، واضطلاع المنظمات الدولية والأمم المتحدة بدورها في هذا الصدد.
أضاف أن إعلان المركز الإعلامي للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، عن إطلاق قافلة مساعدات إنسانية وإغاثية وعلاجية جديدة للأشقاء الفلسطينيين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، بمثابة تأكيد على استمرار الدعم المصري للقضية الفلسطينية على كافة المستويات الرسمية والشعبية والذي يعبّر عن ثوابت الدولة تجاه وتجاه القضية الفلسطينية الباقية في الضمير الوطني المصري دولة وشعباً، مشددًا أن مصر حملت على عاتقها هموم القضية الفلسطينية على مر التاريخ باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والحرص على الحد من معاناته الإنسانية.
وأضاف «العسال»، أن القافلة تتضمن 300 قاطرة محملة بأكثر من 3.5 ألف طن من المواد الغذائية وأكثر من 90 طنا من الألبان وحفاضات الأطفال، 25 طنا من المياه، ونحو 190 طنا من الأدوات والمستلزمات الطبية، بالإضافة لنحو 117 طنا من الملابس والبطاطين الشتوية، يعكس الحرص على توفير كافة الاحتياجات الأساسية لتكون شريان حياة للشعب الفلسطيني وإعانته في مجابهة المأساة الراهنة في وقت تتأكد فيه الشهادات الدولية الرسمية على انتشار المجاعة في غزة وأن ما يزيد على 500 ألف فلسطيني يعيشون في شمال قطاع غزة ما زالوا يتعرضون لأبشع أشكال الإبادة الجماعية.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ، أن قافلة التحالف الوطني تعد جزءا من الجهود المضنية التي لا تنقطع من الدولة المصرية في سبيل دعم وتضامن الشعب الفلسطيني الشقيق لتخفيف حدة أحداث العنف التي أدت إلى سقوط العديد من الضحايا والمصابين، إذ أن الدولة مستمرة بكافة أجهزتها ومؤسساتها في تقديم الدعم اللازم للقضية الفلسطينية على كافة المستويات، وتحرص على فتح أبواب معبر رفح يوميا من الجانب المصري لإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى القطاع الذي يعاني نقصا شديدا فى الاحتياجات الأساسية سعيا للوقوف معهم في الأوضاع الإنسانية الكارثية، مع استمرار مساعي الدولة لوقف إطلاق النار وحقن دماء الشعب الفلسطيني الشقيق.
وأكد المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب المصريين، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، أن المطالبات المصرية بزيادة المساعدات الموجهة إلى الشعب الفلسطيني الشقيق عن طريق معبر رفح تأتي في وقت دقيق للغاية خاصة بعد أن رأى العالم أجمع مدى السُعار الذي تملك من قوات الاحتلال الصهيوني الغاشم ورأى كل قاصِ ودانِ مدى الوحشية الذين قاموا بها على أرض الزيتون الذي باتت أشجاره واهية ذابلة ولا يملك أهلها قوت يومهم من أجل الحياة.
وقال أبو العطا في بيان اليوم الأحد، إن تكثيف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وضرورة الوصول الآمن من دون عوائق للمساعدات الإنسانية إلى غزة حق مشروع للشعب الفلسطيني الأعزل الذي يُعاني الأَمَرّين، مؤكدًا أن الموقف المصري من الحرب ضد غزة واضح منذ 7 أكتوبر ويمتد إلى أكثر من 5 عقود، فهو داعم قولًا وفعلًا للشعب الفلسطيني في قضيته المشروعة، سواء على المستوى الشعبي أو المستوى السياسي والدبلوماسي، وخاصة مع تبنى دعم الشعب الفلسطيني قانونيًا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل.
وأضاف أن الدولة المصرية قيادة وشعبًا سخرت معبر رفح من أجل الشعب الفلسطيني، وقدمت جميع السبل والتسهيلات لدخول شاحنات المساعدات من الجانب المصري في طريقها لقطاع غزة، واستقبال جرحى ومصابين وعلاجهم في المستشفيات المصرية، ويتم يوميًا استقبال وفود اغاثية وأممية ومسؤولين حكوميين دوليين بمدينة العريش واطلاعهم على الوضع على الطبيعة وحركة استقبال المساعدات، وما ينقل منها وما يتم عرقلته.
وأوضح عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية أن زيادة الدعم الإنساني والإغاثي للشعب الفلسطيني الشقيق تأتي في إطار الحاجة الملحة لدعم المصابين ومساعدتهم بمجموعة مُتكاملة من الاحتياجات الإغاثية والإنسانية، مطالبًا المجتمع الدولي بحتمية التدخل بشكل فوري من أجل تحديد مسار آمن لزيادة دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية بالكميات اللازمة إلى المدنيين في فلسطين عبر معبر رفح الذي لم يغلق أبوابه يومًا ما أمام الأشقاء وغير الأشقاء.
واختتم: الشعب الفلسطيني الشقيق يعيش أسوأ فصل من فصول الحياة الآدمية في ظل زيادة واستمرار الممارسات الإسرائيلية خلال ما يقرب من 80 عامًا ولكن هذه المرة في قطاع غزة الأمر مستحيلًا، خاصة مع استمرار الاعتماد على سياسات العقاب الجماعي في ظل صمت تام من المجتمع الدولي بشأن ما يمارس ضد المدنيين والفئات الأكثر ضعفًا الأمر الذي يطالب أن نذكر ضمير العالم وقادته بحقوق الإنسان.
وقال الدكتور السعيد غنيم، النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، إن دولة الاحتلال تستخدم سياسة التجويع في حربها على قطاع غزة، الذي يعاني من نقص شديد في الغذاء والمياه، مطالبا بضرورة زيادة ضخ المساعدات إلى معبر رفح.
وأضاف غنيم، أن جيش الاحتلال يمارس كافة أوجه الإبادة ضد الشعب الفلسطينى الأعزل، وهو ما يتطلب وقفة جادة وحاسمة من قبل المجتمع الدولة، إضافة لضرورة ضخ المزيد من المساعدات لتوفير أدنى سبل الحياة للأطفال والنساء والشيوخ، مشددا على ضرورة إزالة العوائق والقيود التي تضعها دولة الاحتلال أمام عملية دخول المساعدات عبر المنافذ البرية.
وطالب النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، منظمات حقوق الإنسان القيام بدورها وعدم ازدواجية المعايير، قائلا:" الوضع يتفاقم بشكل كبير، وهناك ازمة انسانية حقيقية، محذرا من عدم وجود مياه الشرب، وأن نسبة المياه تقل عن 20% من الاحتياجات ومن ثم هذ كارثة حقيقية، ويهدد المواطنين هناك بخطر الموت عطشا، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الأمراض والأوبئة الخطيرة بعد اضطرار المواطنين إلى شرب مياه مالحة وملوثة.
وأشار نائب رئيس حزب مستقبل وطن، أن تلك الزيارة تساعد على بناء توافقات بشأن التطورات التي يشهدها الإقليم وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي على غزة، والعمل على دعم الرؤية المصرية بأن ضرورة استعادة مسار السلام العادل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، خاصة أن المواقف المصرية الأوروبية واضحة وتشهد توافقا كبيرا فيما يتعلق برفض توسع رقعة الحرب ورفض التهجير القسري للفلسطينيين وحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل وضرورة دعم جهود التسوية السياسية.
وأوضح عبدالجواد، أن قدرة مصر الكبيرة على تحقيق الاستقرار الإقليمي، يمثل أهمية قصوى لكل دول أوروبا، سواء على المستوى الفردي، في إطار الدول، أو في صورة الاتحاد، خاصة أن إقليم الشرق الأوسط هو الأكثر اضطرابا منذ سنوات، وذلك على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والممتدة منذ السابع من أكتوبر 2023، لافتًا إلى أن الموقف الأوروبي متقارب كثيرا مع الموقف المصري بشأن إدانة العمليات العسكرية الإسرائيلية، والدعوة إلى توسيع وتيرة إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وقال النائب عمرو القطامى، أمين سر لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن المطالبات المصرية الرسمية والشعبية بضرورة زيادة المساعدات إلى معبر رفح، تأتى فى إطار الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة المصرية لدعم القضية.
وأضاف أمين سر لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، أن هذه المطالبات تأتي فى إطار تخفيف معاناة الأشقاء في قطاع غزة وضرورة ضمان الإنفاذ الفوري و المستدام وغير المشروط للمساعدات، متابعا: "الأزمة الإنسانية داخل القطاع تتفاقم يوما تلو الأخر، وذلك بسبب حرب الإبادة التى يشنها جيش الاحتلال، واستمرار الحصار وسياسة التجويع، وفي ظل التعنت الإسرائيلي ضد دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح البرى".
وأشار النائب عمرو القطامى، إلى أنه على الرغم من الجهود المبذولة من مصر ودول المنطقة من أجل إنزال المساعدات جوا إلا أنها غير قادرة على سد احتياجات المواطنين من الغذاء في كامل القطاع، الأمر الذي أصبح يهدد حياة أكثر من 2 مليون مواطن فلسطيني بالموت جوعا وعطشا، مشددا على ضرورة زيادة المساعدات الموجهة لمعبر رفح.