أمد/
رام الله: قالت وزارة الخارجية والمغتربين يوم الأحد في بيان لها أنه في الوقت الذي يواصل جيش الاحتلال ارتكاب أبشع أشكال الجرائم والتنكيل بحق مجمع الشفاء الطبي ومحيطه والمتواجدين فيه من طواقم طبية واسعافية ومرضى ونازحين وتدمير متواصل لاجزائه، بدأت قوات الاحتلال هجوماً عنيفاً ودموياً باتجاه مستشفى ناصر الطبي في خانيونس ومحيطه، في استهداف صريح وعلني للطواقم الطبية والنازحين والمرضى المتواجدين فيه، علماً بأنه المستشفى الأكبر في جنوب القطاع الذي يخدم ما يزيد عن 1.5 مليون فلسطيني، هذا بالإضافة لجرائم الاحتلال المتواصلة في مستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر الفلسطيني والذي يؤدي إلى قتل اعداد متواصلة من تلك الطواقم كان آخرها استشهاد المسعف امير ابو عيشة.
كما تواصل قوات الاحتلال توسيع غاراتها الدموية ومجازرها الجماعية وإحراق المنازل في عموم مناطق القطاع خاصة في دير البلح والوسطى وخانيونس ورفح، حيث تتزايد اعداد الشهداء والجرحى والمفقودين والمعتقلين بطريقة فلكية تعبر عن امعان اسرائيلي رسمي في استهداف المدنيين على طريق ابادتهم، وسط تعميق متعمد وممنهج للمجاعة وسوء التغذية ومنع ادخال المساعدات الذي يدفع المواطن الفلسطيني الاعزل حياته ثمناً لها، ذلك في ظل عجز المستشفيات والمراكز الصحية المتدحرج عن تقديم الرعاية الطبية لهم ولو بالحد الأدنى.
يتضح من سلوك جيش الاحتلال أنه يتعمد ضرب جميع مقومات وجود المواطنين في قطاع غزة ويركز على إخراج جميع المستشفيات العاملة في القطاع أو التي عادت للعمل عن الخدمة، من خلال قصفها وحرق اجزاء منها وحرق المباني المحيطة وترهيب النازحين والطواقم الطبية والجرحى لإجبارهم على الخروج منها، وكذلك محاصرتها وتدميرها بحجج وذرائع واهية.
يواصل المجتمع الدولي والمسؤولين الأمميين وقادة الدول اصدار سيل من المطالبات والتصريحات والمواقف والمناشدات ويبذل الجهود من أجل تحقيق وقف فوري انساني لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن والأسرى وحماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية وادخال المساعدات بشكل مستدام ولكن دون جدوى ودون أن تجد تلك المطالبات والمواقف الدولية آذاناً اسرائيلية صاغية، بل يمعن جيش الاحتلال في إبادة المجتمع الفلسطيني الغزي وتحويله إلى اشلاء متناثرة في دائرة موت محققة أو دائرة تهجير يتم التخطيط والإعداد لها، وتُفشل الحكومة الإسرائيلية على مدار الساعة جميع المطالبات الدولية والأمريكية وتعمق من العجز الدولي ليس فقط في حماية المدنيين وإدخال المساعدات، وإنما أيضاً في توفير الحد الأدنى من الحماية للمؤسسات الصحية وانهاء حصارها لها.
تؤكد الوزارة مجدداً على أنه لا يوجد أي مبرر لهذا الفشل الدولي خاصة وأن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وآليات المحاسبة والمساءلة الدولية وفرت للعالم وللدول حلولاً قانونية انسانية من شأنها فرض إرادة الإنسانية الدولية على الطرف المعتدِ وإجباره على احترامها، باعتبار ذلك مبدأً إنسانياً سامياً والتزام قانوني واخلاقي على القوة القائمة بالاحتلال، وليس كرم أخلاق أو منة أو قضية تفاوضية أو موضوع ابتزار من جهتها. ترى الوزارة أن العجز الدولي يوفر مزيداً من الوقت لإسرائيل المحتلة لضرب أية مصداقية للقانون الدولي ومؤسسات الشرعية الدولية بما فيها الأمم المتحدة وتدخلها إلى غرف الانعاش كما هو حال المدنيين في قطاع غزة.