أمد/ واشنطن: استقالت موظفة في وزارة الخارجية الأمريكية متخصصة في شؤون حقوق الإنسان بالشرق الأوسط؛ احتجاجاً على دعم الولايات المتحدة للحرب التي تشنها إسرائيل ضد غزة، في أحدث مثال على معارضة بين موظفي الحكومة الأمريكية، بدأت تطفو على السطح أمام الرأي العام بشكل متزايد في الآونة الأخيرة.
بحسب صحيفة “واشنطن بوست The Washington Post” الأمريكية يوم الأربعاء 27 مارس/آذار 2024، فقد استقالت أنيل شيلين (38 عاماً)، بعد قضاء عام في منصب مسؤولة الشؤون الخارجية بمكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل داخل وزارة الخارجية الأمريكية، وهي مدة شهدت نصفها تقريباً الحرب التي تشنها إسرائيل ضد غزة رداً على عملية طوفان الأقصى.
قالت أنيل في مقابلة، إن تركيزها كان ينصب على تعزيز حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي مهمة عمل تعقدت بفعل الحرب في غزة ومجموعة من التداعيات الأخلاقية والقانونية والأمنية والدبلوماسية المصاحبة بالنسبة للولايات المتحدة.
أوضحت أنيل أنها حاولت إثارة المخاوف داخلياً ببرقيات تعبر عن الاستياء وفي منتديات الموظفين، لكنها استنتجت في نهاية المطاف أنها بلا جدوى “ما دامت الولايات المتحدة تواصل إرسال سيل مستمر من الأسلحة إلى إسرائيل”.
وأضافت: “لم أكن قادرة على أداء وظيفتي فعلياً بعد الآن. ومحاولة الدفاع عن حقوق الإنسان صارت مستحيلة وحسب”.
وتعد استقالة أنيل شيلين أقوى استقالة احتجاجية على الحرب التي تشنها إسرائيل ضد غزة منذ استقالة جوش بول، الذي كان مسؤولاً بارزاً في وزارة الخارجية مشاركاً في عمليات نقل الأسلحة إلى الحكومات الأجنبية.
وفي تصريح أدلى به لصحيفة واشنطن بوست، أثنى بول على شيلين لامتلاكها الشجاعة اللازمة للاستقالة، مشيراً إلى أنها تستقيل من مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، الذي يضطلع بمهمة الدفاع عن “المبادئ العالمية، وضمن ذلك حكم القانون، والمؤسسات الديمقراطية، وحقوق الإنسان”، وذلك وفقاً لما ورد في موقع وزارة الخارجية الأمريكية.
وأوضح: “عندما يشعر موظفو هذا المكتب بأنهم لا يملكون شيئاً آخر يمكنهم فعله، فإن هذا يقول الكثير عن استخفاف إدارة بايدن بالقانون والسياسات والإنسانية الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية، التي وُجد المكتب للارتقاء بها”.
قالت أنيل إنها لم تخطط للاستقالة علناً، معللة ذلك بقولها: “لم أعتقد أنني (مسؤولة) كبيرة بما يكفي للقيام بذلك”، لكنها قررت أن تتحدث بناءً على طلب زملائها الذين أبلغوها أنهم أرادوا الاستقالة لكنهم عجزوا عن ذلك بسبب الاعتبارات المالية أو الأسرية.
وأوضحت أنها برغم الدعم الذي حصلت عليه في وزارة الخارجية، “فثمة كثير من الأشخاص الذين لا يتفقون مع وجهة نظري”.
وأضافت أنه خلال جلسات الاستماع الداخلية، فإن بعض الموظفين يقفون ويقولون: “أقدر كل شيء تفعله الحكومة الأمريكية ووزارة الخارجية من أجل إسرائيل، وأدعمه فعلياً”. هذه التعليقات عادةً تواجه معارضة من آخرين في صفوف الحضور.
تذكرت أنيل أنها سألت في أحد الاجتماعات عن أولويات الإدارة -المتمثلة في التنافس مع الصين، وحقوق الإنسان، والتغير المناخي- وأوضحت أنها شعرت بأن هذه الأولويات يجري تقويضها بسبب الدعم غير المشروط لإسرائيل.
قالت أنيل: “كان سؤالي: لماذا يُنظر إلى هذا الدعم الموجه لإسرائيل على أنه أكثر أهمية من كل هذه (الأولويات) الأخرى، التي يمكن القول إنها أولويات مهمة للغاية؟ ما زلت لا أشعر بأن لدي إجابة جيدة لسبب ذلك”.