أمد/
رام الله : أكد مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف 5/4 من كل عام، أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يمعن في اغتيال براءة أطفال فلسطين بما يقوم به من عمليات استهداف للأطفال بالقتل والتهجير والاعتقال ومنع الحركة، وبما يعبر عن سياسة الاحتلال في مدى الوحشية في القتل والتعطش لسفك الدماء وإبادة الطفولة الفلسطينية، تلك السياسة التي لم تغادر الفكر الصهيوني يوماً ، لا من حيث الفكر أو الممارسة، فسياسية الإبادة والقتل والتطهير العرقي حاضرة يومياً في ممارسات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني. وقال المركز أن ما تقوم به دولة الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان، وأن ما يتعرض له الأطفال الفلسطينيين هي جرائم موصوفة بالقانون الدولي .
وقال المركز الحقوقي في بيان صدر عنه ووصل "أمد للإعلام" نسخة منه، إن ما يتعرض له الأطفال الفلسطينيين من انتهاكات جسيمة ومن اعتداءات وحشية من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين ، تستند إلى أوامر عسكرية تميزية ، في مقدمتها الأمر العسكري رقم(132) وتعديلاته ، ذلك الأمر الذي يسمح لقوات الاحتلال باعتقال الأطفال دون سن الثامنة عشرة وزجهم في مراكز الاعتقال والتوقيف، كم ويتم محاكمتهم أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية وليس أمام المحاكم المدنية، ففي الوقت الذي يتمتع اقرأنهم من أطفال العالم بطفولتهم في الحدائق والملاعب والملاهي فان أطفال فلسطين يعانون اشد المعاناة من سياسات الاحتلال والتي تصادر حقهم في التعليم والترفيه والحياة الكريمة في انتهاك واضح وصريح للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل للعام 1989م وخاصة المادة رقم (31) من الاتفاقية والتي نصت على (حق الطفل في الراحة ووقت الفراغ ومزاولة الألعاب وأنشطة الاستجمام المناسبة لسنه والمشاركة بحرية في الحياة الثقافية). فعلى مدار سنوات الاحتلال منذ العام 1967 فقد بلغ عدد الأطفال الذين تم اعتقالهم أكثر من (50) ألف طفل/ة فلسطيني ، وما زال حتى يومنا هذا يقبع داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي (200) طفل، تعرضوا خلالها لشتى أنواع العذاب في مراكز الاعتقال وأقبية التحقيق.
وأدان، سياسة الحبس المنزلي التي ينفذها الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين وخاصة أطفال القدس، والتي تعتبر إجراءً تعسفياً غير أخلاقي وغير إنساني ومخالف للمثل والمبادئ والقيم الإنسانية، إذ تطبق سلطات الاحتلال هذه الاعتقال على الأطفال دون سن (14) سنة، حيث أصدرت محاكم الاحتلال الآلاف من قرارات الحبس المنزلي خلال السنوات الماضية ، ويوجد نوعان من الحبس المنزلي ، الحبس المنزلي الدائم أي التزام الطفل بالبقاء في منزل عائلته وعدم مغادرته نهائياً طيلة فترة الحكم، والثاني الحبس المنزلي في بيت أحد الأقارب أو الأصدقاء بعيداً عن عائلته منطقة سكنه وإقامته الأصلية ، مما يزيد من حالة القلق والتوتر لدى العائلة والطفل.
وندد، بالصمت المؤسساتي والدولي على جرائم الاحتلال التي ترتكب بحق أطفال فلسطين في ظل العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والاستهداف المتعمد للأطفال، إذ بلغ عدد الشهداء في هذا العدوان منذ 7/10/2023 في قطاع غزة ( 39975) شهيد/ة ومفقود/ة ، من بينهم ( 14500) طفل/ة، وحوالي (9560) امرأة، وأما عدد الجرحى فقد بلغ حوالي (75577) جريح/ة، وأن (73)% منهم من الأطفال والنساء ، إضافة إلى وجود ( 7000) مواطن من المفقودين غالبيتهم منن النساء والأطفال، وقد أدى ذلك إلى وجود (17) ألف طفل/ة يعيشون بدون والديهم إما أيتام أو لا يعرف مصير عائلاتهم بسبب ظروف الحرب وتشتت العائلات أو اختفاء أفراد العائلة أو استشهادهم ، كما ونزح حوالي (2) مليون مواطن غالبيتهم من الأطفال والنساء من منازلهم التي دمرها الاحتلال، كما وتم مصادرة الحق في التعليم من أطفال غزة بعد تدمير (100) مدرسة وجامعة بشكل كلي، وتدمير (305) مدرسة بشكل جزئي، وحرمان حوالي (620) ألف طالب/ة في قطاع غزة من الحق في التعليم ، إضافة إلى معانة الأطفال من صدمات نفسية ناتجة عن ظروف الحرب والخوف والهلع الذي يتعرضون له. وفي الضفة بلغ عدد الشهداء حوالي (450) شهيد/ة من بينهم (116) طفل/ة، وتم سلب ومصادرة لكل مقومات الحياة للأطفال، إذ ينامون على أصوات القصف والانفجارات وهدير الطائرات ويستيقظون من القصف بحالة من الخوف والفزع والرعب ومشاهدة تدمير البيوت وعمليات الإبادة وأشلاء الشهداء، في واقع طفولي مؤلم ، حيث يلاحقهم الموت من كل مكان، وأمام كل تلك المشاهد المروعة يقف العالم صامتاً ولا يحرك ساكناً.
وحذر مركز "شمس" من الحالة الصحة الصعبة التي يعاني منها الأطفال في قطاع غزة الناتجة عن الحصار والإغلاق، وبسبب الجوع وعدم توفر المياه الصالحة للشرب وجراء انتشار الأمراض الوبائية المعدية وانعدام الأمن الصحي وتدمير المستشفيات والمراكز الطبية وفقدان الأدوية والمستلزمات الطبية، إذ تشير البيانات الصادرة عن الجهات المختصة أن حوالي (70)% من سكان قطاع غزة يعانون من المجاعة الحقيقية، وأصبح قطاع غزة أكثر المناطق مجاعة في العالم، وأن (90)% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين (6-23) شهراً والنساء الحوامل يواجهون نقصاً حاداً في التغذية، وقد أدت ظروف المجاعة في قطاع غزة إلى وفاة (34) مواطن من بينهم (30) طفل/ة بسبب الجوع والجفاف وسوء التغذية، ويوجد (1088764) مصاب بالأمراض المعدية ، و(8) الآلف حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي بسبب النزوح ، و (350) ألف مريض مزمن معرضون للخطر بسبب عدم إدخال الأدوية ، و(10) الآلف مريض بالسرطان، وبلغ عدد حالات الإصابة بالتهاب الجهاز التنفسي حوالي (300) ألف إصابة، وحالات الإصابة بالإسهال المائي الحاد حوالي (200) الف إصابة نصفهم من الأطفال دون سن الخامسة عشرة ، ويولد حوالي (20) ألف طفل في ظل الآثار المدمرة للعدوان ، ويوجد حوالي (60) ألف امرأة حامل ، معرضة للخطر لعدم توفر الرعاية الصحية ، وتحصل حوالي (183) حالة ولادة يومياً، إضافة إلى أن هناك طفل واحد من بين كل ستة أطفال يعانون من سوء التغذية، و(3) % من أطفال في قطاع غزة يعانون من الهزال الشديد بسبب سوء التغذية.
وشدد، على أن عمليات استهداف الأطفال من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني الذي يوفر حماية خاصة للأطفال خلال الحرب والنزاعات المسلحة، لاسيما لاتفاقية جنيف الرابعة المؤرخة في 12/8/1949م إذ نصت المادة رقم (17) على أن( يعمل أطراف النزاع على إقرار ترتيبات محلية لنقل الجرحى والمرضى والعجزة والمسنين والأطفال والنساء من المناطق المحاصرة والمطوقة)، وللمادة رقم (24) من نفس الاتفاقية التي نصت (على أطراف النزاع أن تتخذ كافة التدابير الضرورية لضمان عدم إهمال الأطفال دون الخامسة عشرة الذين تيتموا أو تفرقت عائلاتهم وأن تضمن رعايتهم وإعالتهم وتعليمهم)، وانتهاك أيضاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان لاسيما للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللاتفاقية الدولية لحقوق الطفل لسنة 1989م، وللعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لسنة 1966، ولقرارات مجلس الأمن الدولي لاسيما للقرار رقم (1612) لسنة 2005 بخصوص وضعية الأطفال في النزاعات المسلحة، وانتهاك لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة لاسيما لقرار الجمعية العامة رقم (58/245) بخصوص الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والنزاع المسلح، والقرار رقم (48/157) بخصوص حماية الأطفال المتأثرين بالنزاعات المسلحة.
وطالب مركز "شمس" الأسرة الدولية وفي مقدمتها الأمين العام للأمم المتحدة، والمقرر الخاص المعني بالأطفال في النزاع المسلح، والمقرر الخاص لحقوق الإنسان، ومنظمة اليونيسيف، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي ، ومنظمة العفو الدولية ، ومنظمة الصحة العالمية، والمؤسسات الحكومية والغير حكومية، بضرورة التحرك العاجل لإجبار حكومة الاحتلال الإسرائيلي على وقف استهداف الأطفال الفلسطينيين وتجنب مهاجمتها والتوقف عن عمليات القتل المنظم بحق المدنيين النازحين فيها ووقف عدوانها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني.