أمد/
غزة- صافيناز اللوح: قبلة على اليد وأخرى على الرأس وضحكة من ثغر محمد قابلت شقيقته التي جاءت للاطمئنان عليه، ووالدته التي تنظر إليهما بحسرة على أيام نجلها الذي يقارع الموت بسبب إصابته الحرجة وبتر قدماه.
موت بطيئ لعريس كان ينتظر زفافه..
محمد محمود الزبيدي 29 عاماً من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أصيب بتاريخ 4/3 الماضي، أثناء استهداف طائرات الاحتلال للمخيم، فبترت قدماه وأصيب بشظايا في أنحاء جسده منها البطن الذي تعفن بسبب الصواريخ التي يستخدمها جيش الاحتلال بقصفه المستمر على قطاع غزة.
شاهد – الموت البطيئ يطارد حياة الجريح "محمد الزبيدي"#أمد_للإعلام pic.twitter.com/HJ7MXSqguI
— amad أمد للإعلام (@MediaAmad) April 12, 2024
يقول محمد في حديثه مع "أمد للإعلام"، أجريت لي عدة عمليات جراحية ولم تنجح أي واحدة منها، ولليوم وأنا على هذال الحال، يتم منع الأكل عني كل يومين وأبقى فقط على المحاليل الطبية".
ويضيف محمد: "تفرز معدتي إفرازات برائحة كريهة جداً لا أتقبلها أنا ولا أي أحد، نتيجة التعفن الذي حصل بسبب إصابتي، ويحدث تقرحات بين الوقت والآخر".
محمد العريس المصاب الذي كان ينتظر زفافه برفقة خطيبته، ولكن سرقتها الحرب وإرهاب دولة جيش الاحتلال، ليرقد طريح الفراش على أسرة المستشفى دون تحديد موعد للخروج منها بعد.
ويكمل محمد عبر "أمد" حديثه، "كل يوم أخسر من وزني أكثر، منع الأطباء عن الأكل وأعيش على المحاليل".
استئصال أعضاء من جسد محمد "المنهك"..
"محمود محمد الزبيدي" والد الجريح الذي يقوم يومياً بمحاولة منه لمداواة جروح نجله البكر وتنظيف القليل من الإفرازات التي تخرج منها رائحةً كريهة.
يقول والد الجريح لـ"أمد"، "صحة ابني محمد تتدهور يوماً بعد يوم، وكل يوم نقوم بإضافة وحدات دم له، وإجراء عملية تلو الأخرى، ولم يلتئم جرحه بعد، منوهاً "تم استئصال في الخصية الشمال والرئتين والأمعاء.
مناشدة من وسط الوجع..
محمد الذي يرقد على أسرى مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، ويتحدث مع "أمد"، وعيناه تلمعان نتيجة دموعه المحبوسة أمام الكاميرا، لكنه صمد خلال حديثه علّها تكون لحظة القدر بالحل الجذري لقبول تحويلته الطبية ونقله للعلاج خارج قطاع غزة.
ناشد الجريح عبر "أمد" بالإسراع لإخراجه من قطاع غزة للعلاج وانقاذ حياته المهددة بالموت، مؤكداً: "إن لم يسعفني أحد فسأموت، أنا أموت كل يوم ألف مرة، وأعاني كثيراً كثفوا مجهودكم للسماح بمغادرتي للعلاج خارج قطاع غزة".
مستشفيات قطاع غزة التي تعاني غالبيتها من شلل كامل، نتيجة اجتياحها من قبل جيش الاحتلال، وبعضها خرج عن الخدمة فعلياً كمجمع الشفاء الطبي ومستشفى العودة ومجمع ناصر ومستشفى الأمل، وعن مستشفى شهداء الأقصىوالتي خرجت عن الخدمة خلال اجتياح وسط قطاع غزة، ثم حاولت إدارتها بأقل الإمكانيات تشغيلها جزئياً ولا زالت تنزف بفعل نقص الوقود والأجهزة والميتلزمات الطبية، الأمر الذي أثر على حياة الجرحى والمصابين وتطورت معاناتهم للأسوأ.