أمد/
بروكسل: عقدت المبادرة الأوروبية الفلسطينية لمناهضة الابارتهايد يوم الأحد، اجتماعا موسعا في العاصمة البلجيكية "بروكسل"، لمناقشة الأوضاع الراهنة في فلسطين والتحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي لمناهضة الابارتهايد والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، وتوسيع حملة التضامن والضغط الشعبي الأوروبي لوقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وجرائم الحرب والمستوطنين في الضفة المحتلة.
وشارك في الاجتماع كل من وفد دائرة مناهضة الفصل العنصري في منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلا برئيس الدائرة وعضو اللجنة التنفيذية للمنظمة رمزي رباح، والمدير العام للدائرة الدكتور ماهر عامر، ورئيس المبادرة الأوروبية الفلسطينية والأمين العام لمنظمة الحقوقيين الديمقراطيين العالمية الديمقراطيين "جان فيرمون"، والقيادي الأوروبي والبرلماني السابق في مجلس الشيوخ البلجيكي والرئيس السابق للشبكة الأوروبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني ECCP "بيير جالاند" وبحضور ممثلي عدة دول أوروبية، وبمشاركة مندوبا عن التحالف اللاتيني لمناهضة الابارتهايد من المكسيك.
واستعرض عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة مناهضة الفصل العنصري (الأبارتهايد) رمزي رباح، الأوضاع الراهنة في فلسطين واستمرار حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري التي تمارسه دولة الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة الذي يواجه عدوانا وحشيا منذ 191 يوما، ارتكب الاحتلال خلالها مئات المجازر، راح ضحيتها أكثر من 33 ألف و700 شهيدا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 77 ألفا و500 مصابا، ضاربة بعرض الحائط كل القرارات الأممية وقرارات محكمة العدل الدولية، وذلك ضمن سياسة حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة التي تحاول اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه.
وأكد عضو اللجنة التنفيذية في حديثه أن كل المجازر وحملات التطهير العرقي التي ارتكبتها دولة الاحتلال منذ العام ١٩٤٨ ما زالت متواصلة بدعم وغطاء من الامبريالية الأمريكية وبعض الدول الغربية، رغم ما قدمه الشعب الفلسطيني من صمود ومقاومة في مواجهة العدوان والثبات في أرضه ورفض التهجير وحماية الأرض وإفشال أهداف العدوان، وفرض معادلات إقليمية ودولية بأن استعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية القائمة على إنهاء الاحتلال وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني بدولة مستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين هي الحل الوحيد، كما بات العالم يقر بها لحل الصراع في الشرق الأوسط.
ودعا رباح إلى دعم وتعزيز دور المبادرة الأوروبية الفلسطينية في جهودها ومسيرتها لإطلاق أوسع حملة على المستوى الأوروبي لمناهضة الابارتهايد وتشكيل الائتلافات التي تخدم هذا الهدف.
من جهته، أشاد رئيس التحالف الأوروبي الفلسطيني لمناهضة الابارتهايد، الحقوقي جان فيرمون، بدور دائرة مناهضة الفصل العنصري في منظمة التحرير، وأهمية التحرك على جميع المستويات القانونية والدولية لمناهضة الابارتهايد والاستعمار الاستيطاني، وضرورة تفعيل القانون الدولي لمساءلة ومحاسبة دولة الاحتلال على جرائمها وفرض العقوبات عليها، معتبرا أن الظرف الحالي بات يفرض استحقاقا حتميا من اجل مساءلة ومحاسبة دولة الاحتلال على جرائمها, عبر توسع حملة ضغط تقودها المبادرة مع ائتلافات أوروبية واسعة من أجل كشف حقيقة نظام الفصل العنصري الإسرائيلي بكل تجلياته ومنظومته القانونية العنصرية وممارساته في انتهاك المواثيق والقوانين الدولية، والتوجه إلى المؤسسات الدولية والأمم المتحدة من اجل مسائلة ومحاسبة إسرائيل على جرائم الإبادة، واتخاذ إجراءات ضاغطة من اجل إنفاذ هذه القرارات.
وتحدث فيرمون عن دور المبادرة واستعدادها للعمل والتحرك من اجل إنجاح المؤتمر الدولي المنوي عقده خلال هذا العام, وذلك بالتواصل الحثيث مع مؤسسات المجتمع المدني الأوروبية لاستقطابها للحضور والمشاركة الفعالة فيه.
وتحدث القيادي الأوروبي وعضو مجلس الشيوخ السابق في بلجيكا عن أهمية المبادرة كائتلاف جامع للعديد من حركات التضامن الأوروبية، التي تبدي موقفا واضحا ضد الابارتهايد الاسرائيلي، مطالبة بإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية، وفرض المقاطعة على دولة الاحتلال، لانتهاكاتها للحقوق الفلسطينية وتصاعد الأنشطة الاستيطانية اليومية في الضفة والقدس، واتخاذ الإجراءات الرادعة بحق إسرائيل لوقف العدوان على قطاع غزة والضفة المحتلة، والتحرك باتجاه المؤسسات الدولية لتقوم بواجباتها القانونية والإنسانية لوقف مجازر الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدا أنه لا حل بدون تمكين الفلسطينيين من حقهم في تقرير المصير.
من جهتهم، ناقش المشاركون في الاجتماع أهمية التحركات على مستوى دول أوروبا للمطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية في غزة والعمل على محاسبة دولة الاحتلال على جرائمها.
كما ناقش المشاركون أهمية ودور المبادرة الأوروبية الفلسطينية كائتلاف واسع يضم العديد من الحركات والتحالفات التضامنية الأوروبية، حيث تم خلال الاجتماع توسيع الهيئة الإدارية للمبادرة، بمشاركة عدة دول، وإقرار خطة عمل تركز على تفعيل وتوسيع حركات التضامن مع الشعب الفلسطيني لمناهضة الابارتهايد والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، كما أقر بناء الائتلافات المحلية الأوروبية.
وتم خلال الاجتماع الاتفاق على عقد لقاء موسع للمبادرة في أيلول/ سبتمبر المقبل، من أجل التحضير للمؤتمر الأوربي لمناهضة الابارتهايد، وذلك في إطار التحضيرات الدولية الجارية لعقد المؤتمر الدولي لمناهضة الابارتهايد، المنوي عقده نهاية هذا العام، بمشاركة العديد من التحالفات على مستوى دول العالم.
ومن الجدير ذكره أن الاجتماع عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل بحضور ممثلوا دول ألمانيا، هولندا، اسبانيا، البرتغال، ايطاليا، بلجيكا، فرنسا، النرويج واليونان، وممثلي الاتحادات الفلسطينية في أوروبا.