أمد/
تل أبيب: قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، إنه بعد ستة أشهر فصلت بين هجوم حماس يوم 7 أكتوبر، وبين الهجوم الذي نفذته إيران يوم السبت الماضي، تقف منظومة صناعة القرار في تل أبيب أمام 4 قضايا مصيرية، ستحدد مستقبل إسرائيل بالشرق الأوسط.
ورأت الصحيفة في تقريرها، أن القضية الأولى بقاء حماس، وأنه بعد فشل إسرائيل والوسطاء منذ أسابيع طويلة في الوصول إلى صفقة أسرى، أرسلت الحركة مقترحًا يعني مطالبتها بـ "استسلام إسرائيل رسميًًا" في الحرب.
واقترحت حماس إطلاق سراح 20 أسيرًا إسرائيليًّا مقابل 6 أسابيع هدنة، وتعهدات وضمانات من الوسطاء بأن إسرائيل ستنسحب من القطاع وتُنهي الحرب.
ووفق الصحيفة، تريد حماس إطلاق سراح سجناء أمنيين أكثر مما عرضت إسرائيل في البداية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي في المرحلة الأولى للصفقة، كما طالبت بتنقل حر للغزِّيين من الجنوب إلى الشمال.
وقدَّرت الصحيفة أنه "لا يوجد في إسرائيل مسؤول واحد يمكنه قبول تلك المقترحات التي تعني إعلان الاستسلام".
الصحيفة نقلت عن مصدر سياسي رسمي، دون ذكر اسمه، أن مقترح حماس "يعني أن الصفقة مستحيلة"، وأن كل أعضاء المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن السياسي (الكابينت) وأعضاء الوفد التفاوضي الإسرائيلي لن يقبلوا مطالب حماس الجديدة.
قضية رفح
وترى الصحيفة أن موقف حماس من الصفقة يمهد الطريق لاجتياح رفح، رغم أن الأمر تأخر كثيرًا، وأصبح على إسرائيل إعادة الجيش بقوات كبرى إلى القطاع للمساعدة في إجلاء المدنيين من رفح نحو الوسط والشمال، ومن ثم بدء تدمير كتائب حماس في رفح.
وتعتقد أن القاهرة التي تعد راعية لمفاوضات الأسرى الأخيرة لن تتمكن من منع إسرائيل من شن عمليات عسكرية قرب حدودها.
وتساءلت ما إذا كان الهجوم الذي شنته إيران قبل يومين سيؤدي إلى تركيز الجهود صوب طهران والرد العسكري، لافتة إلى أنه في حال التركيز على إيران سيعني الأمر تأجيل جديد لاجتياح رفح.
القضية الأكثر توترًا
وذهبت إلى أن أحد أهم القرارات التي يتعين على إسرائيل اتخاذها وربما تعد مصيرية أكثر من القضايا الأخرى، هو قرار الرد على إيران.
ولفتت إلى أن هناك إجماعًا بمجلس الحرب على حتمية الرد، إلا أن هذا الإجماع يتبدد لو جرى الحديث عن مدى قوته وتوقيته.
وذكرت أنه لو لم ترد إسرائيل فسيعني الأمر خلق معادلة جديدة، وأنه رغم ضغوط واشنطن للامتناع عن التصعيد، لكن على صانع القرار في تل أبيب تأمين مستقبل إسرائيل، ومنع ظهور معادلات جديدة بالمنطقة.
أمن الشمال الإسرائيلي
ونوهت إلى أن القضية التي تبقى عالقة أيضًا هي قضية ميليشيا "حزب الله" الذي يهدد الجبهة الشمالية لإسرائيل، في وقت يخشى فيه الإسرائيليون النازحون العودة إلى ديارهم، مشيرة إلى أن العودة مرهونة بالحل العسكري.
وأردفت أنه في الوقت الذي خصصت فيه إسرائيل موارد كبيرة لحرب غزة، وربما تفعل الأمر ذاته من أجل توجيه رد انتقامي لإيران، فإن إعادة الأمن للمناطق الشمالية تعد واحدة من أهم المهمات للحكومة والجيش والتي يتعين اتخاذ قرار بشأنها.