أمد/
الرياض: أعلنت السعودية وأميركا على لسان وزير خارجيتي بلديهما اقترابهما من وضع "اللمسات الأخيرة" على الميثاق الأمني والدفاعي المرتقب بينهما.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في تصريحات أدلى بها خلال مشاركته في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض، إنه لا يريد أن يتحدث بالنيابة عن السعوديين، لكنه يرى أن الاتفاق الدفاعي بين واشنطن الرياض "قارب على الانتهاء"، وبقي أن نرى مساراً واضحاً لتحقيق دولة فلسطينية، في إشارة إلى اشتراط السعودية التقدم في عملية السلام ووقف الحرب في غزة، قبل أي اتفاق سلام مع إسرائيل. وأوضح، "أعتقد أن العمل الذي تقوم به المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة معاً في ما يتعلق باتفاقاتنا، قد يكون قريباً جداً من الاكتمال".
وفي جلسة تالية في "دافوس الرياض"، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بدوره في ما يتعلق بالاتفاق الأمني الثنائي مع أميركا، "اقتربنا من اللمسات الأخيرة عليه، وعلينا أن نبذل جهوداً إضافية على الجبهة الفلسطينية، ونحن ننسق من كثب لوضع مسار ذي صدقية لإقامة دولة فلسطينية لا رجعة عنه، أما كيف يمكن ذلك فهو مرتبط بالتفاصيل التي علينا أن نتحدث عنها".
جاء ذلك رداً على سؤال الصحافي الأميركي المخضرم توماس فريدمان لوزير الخارجية السعودي، حول ما ينقص لتوقيع الاتفاق مع واشنطن، بينما قال بلينكن إنه "قادم إلى الرياض اليوم لوضع اللمسات الأخيرة معها على الميثاق الأمني".
وأمل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أن توافق حركة "حماس" على اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى المطروح عليها الآن، واصفاً إياه بـ"السخي جداً".
وقال، "أمام حماس اقتراح سخي جداً من جانب إسرائيل"، مضيفاً "عليهم أن يقرروا، وعليهم أن يقرروا بسرعة. آمل في أن يتخذوا القرار الصحيح".
وكرر بلينكن معارضة واشنطن هجوماً إسرائيلياً على رفح، قائلاً إن "أميركا لم تطلع على خطة من إسرائيل في شأن هجوم رفح توفر الحماية للمدنيين".
وشهد اليوم الثاني من نقاشات "دافوس الرياض" مشاركة دولية واسعة فيما تطغى تحديات الانقسامات الدولية والنزاعات الإقليمية على مواضيع الجلسات، التي تبحث تخفيف "الضغط على الشرق الأوسط" إلى جانب تجديد النمو وتحديات المناخ.
وإذ يشارك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في حوارات المنتدى الاقتصادي العالمي، المقامة في العاصمة السعودية الرياض، ينضم إليه وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن كذلك للحديث عن القضايا الجيوسياسية المهددة لفرص النمو الواعدة في المنطقة والعالم، بعد أن عقد بلينكن اجتماعاً مجدولاً مع نظرائه الخليجيين.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عقد مباحثات مساء الأحد مع عدد من المسؤولين على هامش المناسبة الدولية التي تقام للمرة الأولى خارج سويسرا، واستعرض مع أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح "أوجه العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وفرص تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل الآراء حول مجمل القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها"، كما بحث مع رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني "العلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة بتطويرها"، وعدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
إلى ذلك أشار الوزير الأميركي لدى اجتماعه مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون إلى أن التنسيق بين الجانبين "أهم من أي وقت مضى منذ صراع حماس وإسرائيل والأعمال المزعزعة لاستقرار من جانب إيران"، مبدياً شكره لقطر على جهودها في الوساطة بين الجانبين، بينما أكد أن "التهديد الإيراني يستدعي تكاملاً دفاعياً" في المنطقة، لمنع الصراع في الإقليم من التوسع، مؤكداً أن الرئيس الأميركي بايدن أصر على إسرائيل أن تبرهن على "تقدم ملموس" في مراعاة الجانب الإنساني وإيصال المساعدات.
وصباح الإثنين، وصل أنتوني بلينكن إلى السعودية في أول محطة من جولة أوسع في الشرق الأوسط تهدف إلى مناقشة الوضع في غزة بعد الحرب مع الشركاء العرب.
تهدف الزيارة أيضاً إلى الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاتخاذ خطوات ملموسة طالبه بها الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الشهر لتحسين الوضع الإنساني المتردي في غزة.
وذكر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية أنه من المتوقع أن يلتقي بلينكن في الرياض مسؤولين سعوديين كباراً، كما سيعقد اجتماعاً أشمل مع نظرائه من خمس دول عربية هي قطر ومصر والسعودية والإمارات والأردن لإجراء مزيد من النقاش حول صورة الحكم في قطاع غزة بعد الحرب.
وأمس الأحد، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلينكن "سيبحث في الجهود الرامية إلى التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة يتيح الإفراج عن رهائن وكيف أن (حماس) هي التي تقف عائقاً بين الشعب الفلسطيني ووقف إطلاق النار". وأضاف "سيشدد بلينكن على أهمية منع اتساع رقعة النزاع وسيبحث في الجهود التي تبذل حالياً للتوصل إلى سلام وأمن مستدامين في المنطقة".
ووعدت إدارة بايدن بالعمل على خريطة طريق لإقامة دولة فلسطينية، لكن الولايات المتحدة استخدمت أخيراً حق النقض (الفيتو) ضد محاولة في مجلس الأمن لمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وهو ما قد يصل إلى حد الاعتراف بدولة فلسطينية. وقالت الولايات المتحدة إن أي اعتراف يجب أن يأتي بعد مفاوضات مع إسرائيل.