أمد/
غزة: نشر موقع رويترز تقرير حول عودة عمل لمخابز في شمال قطتع غزة بعد أن توقف لشهور منذ بدء الحرب.
وقال التقرير: تسير أسماء البلبيسي لمدة ساعة يوميا كي تصل إلى أقرب مخبز لها لجلب خبز لأطفالها وأقارب آخرين في مناطق بشمال غزة حيث تقول وكالات الإغاثة إن المجاعة لا تزال تلوح في الأفق على الرغم من زيادة الإمدادات.
ويمكن أن يكون الطريق خطيرا، إذ إنه يمتد بطول شوارع مليئة بأنقاض مبان مدمرة يتعذر على السيارات المرور فيها وفي ظل استمرار القتال بين حين وآخر بين مقاتلي حركة (حماس) والقوات الإسرائيلية. وتظهر رحلة أسماء مدى حاجة سكان غزة البالغة للخبز من أجل درء الجوع القاتل.
وقالت أسماء “قبل ما يفتحوا المخابز كنا نجيب والله طحين الذرة هذا اللي بينعجنش، يعني زي الحطبة بيصير لك بسكوتة، يعني يوم، يومين، مبيتاكلش بتجرشه جرش زي البسكوتة، حتى بيتغمسش فيه، بالشاي بينبلش، طحين الذرة وع النار يعني، إيش تظلنا نعمل، لما تلاقيلك حطب كمان، فش، مش متوفر الحطب حتى كمان والغاز غالي، فش غاز”.
وعندما افتتح أول مخبز باستخدام الطحين (دقيق القمح) والوقود المقدم من برنامج الأغذية العالمي، احتشد المئات في طوابير طويلة تمتد للشوارع القريبة بين أنقاض المنازل. وتعين على المخابز توظيف عشرات المشرفين للحفاظ على النظام.
وتم الآن افتتاح عدد قليل من المخابز التي يعمل بعضها 24 ساعة في اليوم. ومع أن الطوابير أصبحت أقل الآن تقول أسماء إنه لا يزال عليها أن تنتظر 20 دقيقة على الأقل يوميا للحصول على كيسين من الخبز الذي تحتاجه لعائلتها الكبيرة.
فاستعادة مخابز غزة وضمان انتظام الإمدادات من الدقيق والمياه والوقود لها أمر حاسم لوقف انتشار المجاعة عبر القطاع الصغير المكتظ بالسكان بعد مرور ما يقرب من سبعة أشهر على تفجر الحرب.
وبدأت الحملة العسكرية البرية والجوية الإسرائيلية في أعقاب اقتحام مقاتلي حماس للسياج الحدودي مع إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 آخرين رهائن بحسب الإحصائيات الإسرائيلية.
وحوَل الهجوم الإسرائيلي معظم غزة إلى ركام وأسفر عن مقتل أكثر من 34500 شخص حتى الآن، وفقا للسلطات الصحية في القطاع الذي تديره حماس، وترك جميع الناجين تقريبا بلا مأوى ومعوزين.
وعادة ما يكون الخبز هو الغذاء الرئيسي لسكان غزة برغم أن الكثير من المواد الغذائية الأخرى كانت متوفرة قبل الحرب، من خضروات مزروعة محليا ودجاج وغنم وأسماك طازجة من البحر وأغذية معلبة ومستوردة.
وأعلنت إسرائيل في بداية الحرب عن حصار كامل للقطاع. وعلى الرغم من أنها بدأت بعد ذلك في السماح بدخول بعض المواد الغذائية فإن وكالات الإغاثة، بما في ذلك تلك التي تديرها الأمم المتحدة، قالت إنها لا تفعل ما يكفي لتسهيل دخول الإمدادات وتوزيعها.
وتقول إسرائيل إنها لا تضع أي قيود على الإمدادات الإنسانية للمدنيين في غزة وتحمل الأمم المتحدة مسؤولية بطء توصيل المساعدات قائلة إن عملياتها غير فعالة.
لكن مع ظهور جيوب مجاعة في غزة ووفاة بعض الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف، وفي ظل معاناة الناس من الجوع في أنحاء القطاع، زاد حتى أقرب حلفاء إسرائيل الضغط عليها لبذل مزيد من الجهود للسماح بدخول الغذاء.
وبدأت المساعدات تتدفق بكميات أكبر إلى شمال غزة هذا الشهر بعد أن فتحت إسرائيل معبرا جديدا، وقام برنامج الأغذية العالمي بتزويد المخابز في إطار جهد أوسع.
غير أن وكالات الإغاثة تحذر من أن كل ذلك لا يزال غير كاف لإنهاء كارثة إنسانية هناك، ويقول برنامج الأغذية العالمي الأسبوع الماضي إن شمال غزة لا يزال يتجه نحو المجاعة.