أمد/
رام الله: أحزن رحيل صاحب “إوعى في يوم عن أرضك ترحل – هات السكة وعدي المنجل” الساحة الثقافية الفنية المقدسية خصوصا والفلسطينية عموما.
على الرغم من اختفاء الفنان الفلسطيني، مصطفى الكرد (78 عاما)، عن الساحة الثقافية الفنية المقدسية خصوصا والفلسطينية عموما فترة من الزمن إثر مرضه واضطراره للبقاء في منزله بمدينة أريحا التي أحبها وخاصة في فصل الشتاء المقدسي البارد والريحاوي الدافئ، بيد أن نبأ رحيله أحزن زهرة المدائن التي عاش فيها وعشق كل حجر وزاوية فيها، كما أحزن أترابه في الساحة الفنية.
والفنان الراحل ابن حارة السعدية أحد كبار الموسيقيين من الجيل الذهبي، وهو أحد مؤسسي المسرح الحكواتي، ومدير مركز الموسيقى العربية، وصاحب أعمال “إوعى في يوم عن أرضك ترحل – هات السكة وعدي المنجل”.
سيشيع جثمان الفقيد، اليوم الثلاثاء بعد صلاة الظهر من المسجد الأقصى المبارك، ثم إلى مثواه الأخير في مقبرة المجاهدين “شارع صلاح الدين”، وتقبل التعازي في جمعية الشابات المسيحية بالشيخ جراح لمدة ثلاثة أيام والجمعة في منزل الفقيد بأريحا – شارع فلسطين.
الكرد.. سيرة فنان مقدسي أحب وطنه وشعبه
ولد مصطفى الكرد في البلدة القديمة بالقدس عام 1945، وهو من أبرز الموسيقيين المقدسيين، عمل على البحث عن الموسيقى في آلة العود.
بعد حرب 1967 بدأ مُحاولته الخاصّة لتأليف الأغاني عَمِلَ مع نادي القدس الرياضي ضمن اللّجنة الفنّيّة، وفي عام 1970 شاركَ الكُرد بتأسيس معهد القدس للفنون والمسرح واشتركَ عام 1972 مع فرقة “بلالين” في مسرحياتها.
نشر أول إنتاج له بعنوان “الأرض” عام 1979 في القدس وأعيد تحرير هذا العمل الفني مرة أخرى بفرنسا عام 1977، أصدر مكتب صلاح الدّين في القدس أوّل أسطوانة للكُرد عام 1974، وكان في ذات الوقت يعمل في جامعة بيت لحم مسؤولا للأنشطة غير المنهجية.
خضع لعدة اعتقالات إدارية عام 1976 وقضى سبع سنوات في المنفى اللاإرادي ما بين بيروت وألمانيا وهناك درس البيانو والتأليف في Göttingen ألمانيا، والموسيقى music ethnology في الجامعة الحرة ببرلين؛ وكل أغانيه ذات طابع سياسي مستوحاة من البلدة القديمة بالقدس حيث كان ولد وعاش. له العديد من الأناشيد والإيقاعات الصوفية والأغاني البيزنطية، الموسيقى الأوروبية، والفلكلور الفلسطيني وموسيقى القيثارة مستوحاة من القصائد الفلسطينية الرئيسية؛ أنتج تسجيلات كثيرة، بما فيها بدون جواز سفر والتي تعكس خبرات المنفى سجل حيا في بروكسل عام 1979.
سمح له بالعودة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1985 بعد الجهود التي بذلتها المحامية الإسرائيلية ليئا تسيمل؛ أنتج كاسيتا بعنوان القدس عام 1987؛ خلال الانتفاضة الأولى قام بتسجيل كاستين/ قرصين CDs عن الأطفال الفلسطينيين، معروف بـ Les Enfants de la Palestine.
أسس دائرة الموسيقى في النزهة الحكواتي عام 1986 يعرف الآن باسم المسرح الوطني الفلسطيني، والذي أصبح في ربيع عام 1991 مستقلا باسم مركز القدس للموسيقى العربية؛ وفي عام 1993، أنتج قرصا من الأغاني مهداة إلى فلسطين بعنوان فوانيس، وفيه يظهر برفقة مجموعة من الموسيقيين السويسريين والفلسطينيين.
ألف موسيقى للعديد من الأفلام والمسرحيات؛ شارك في العديد من الحفلات الموسيقية محليا وعالميا.
منح جائزة مهرجان الريما، عمان، الأردن عام 2004؛ عمل كمؤلف وموسيقي. عازف عود ومغني مع فرقته الخاصة بالقدس، حيث ترأس مركز القدس للموسيقى العربية.