أمد/
الجاري ليس خلافاً بين بايدن ونتنياهو على رفح بل الخلاف بين قطر ونتنياهو على اليوم التالي للحرب، ووقف العملية في رفح من قبل بايدن حتى الآن هي عملية ضغط وبناء صفقة بين الأطراف الثلاثة قطر بايدن نتنياهو لليوم التالي ونقطة الخلاف التي أبقت الاوضاع كما هي رغبة قطر المستميتة لإبقاء حماس في النظام السياسي و مشاركتها في ترتيبات اليوم التالي ..
حكومة الحرب برئاسة نتنياهو ومجمل الخارطة السياسية الإسرائيلية تريد إنهاء دور حماس في حكم غزة بدخول رفح، وبايدن كان مع إنهاء سيطرة حماس على قطاع غزة منذ بدء الحرب وإختلف الوضع عندما بدا الحديث عن ترتيبات اليوم التالي حين بدات قطر بالتدريج الطلب من الولايات المتحدة إبقاء دورا لحماس في قطاع غزة وفي النظام السياسي الفلسطيني وتقديراتي أن بايدن استجاب لرغبة قطر وتم الضغط على الرئيس عباس في نقطتين متلازمتين هما تجديد السلطة بتغيير الوزراة وتسهيل دخول حماس في منظمة التحرير كحزب سياسي دون أجنحة مسلحة، أي إبقاء دور لحركة حماس التي كان يعتبر جيشها هو جيش جماعة الإخوان المسلمين او جيش قطر الراعي الاول لجماعة الإخوان التي يرعاها امير قطر ويستقوي بهذه الرعاية على الدول العربية وخاصة دول الخليج طوال عقدين من الزمن او أكثر.
الآن الحرب شبه انتهت أو ستنتهي بدخول الاحتلال لرفح ولا أحد يعترض من العرب ومن العالم بما فيهم الولايات المتحدة إلا على قضية المدنيين التي تحضر اسرائيل لتحريكهم من رفح قبل الاجتياح كما صرح أخيرا نتنياهو ..
يبدو ان العائق هو نتنياهو في قضية إبقاء حماس في النظام السياسي الفلسطيني بعد الحرب وغموض مباحثات التبادل رغم مرور وقت طويل دون نتائج فإن عدم وضوح حل مشكلة المحتجزين لدى حماس يوحي بصفقة مقابل بقاء حماس في النظام السياسي كما تستميت قطر في ذلك لأنها لو فشلت قطر في ذلك وفشل بايدن ستعاني قطر الأمرين من العرب وخاصة دول الخليج السعودية والإمارات وسيضعف موقف قطر كثيرا ويقوى موقف السعودية والامارات.. هكذا تصوري للخلاف الجاري بين بايدن ونتنياهو.