أمد/
واشنطن: بدأت جامعات في الولايات المتحدة الأمريكية بالخضوع لبعض مطالب الطلبة المحتجين الداعمين لفلسطين بعد اعتصامات استمرت عدة أيام، وقدمت تلك الكليات تنازلات بشأن العفو عن المتظاهرين.
وتوقفت المظاهرات المناهضة للحرب في غزة في عدد من الجامعات الأميركية بعد أن أبرمت إدارات الجامعات اتفاقات مع المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين لتجنب أي اضطرابات محتملة خلال فترة امتحانات نهاية العام وحفلات التخرج.
وأكدت قناة "CNN" الأمريكية أن جامعة كاليفورنيا "ريفرسايد" توصلت لاتفاق مع المحتجين لإنهاء اعتصامهم مساء يوم السبت.
وأوضحت القناة: "الاتفاق يتضمن تعهد إدارة الجامعة بالشفافية والإفصاح عن الاستثمارات وبرامج التعاون الأكاديمي مع الخارج".
بينما أعلنت شبكة "NBC" الأمريكية أن جامعة "فيرمونت" ألغت خطابا للمندوبة الأمريكية بالأمم المتحدة توماس جرينفيلد استجابة لمطالب الطلبة المحتجين.
ويستمر الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية، رغم فض الاعتصام عدة مرات بجامعات ولايتي نيويورك وكاليفورنيا، فيما تتواصل الاعتصامات بعدد من الجامعات الأمريكية رفضا للحرب على غزة.
وشهدت ما لا يقل عن 30 جامعة أمريكية احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين، وأشارت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية إلى أن العدد الإجمالي للمحتجزين في الأسبوعين الماضيين يقترب من 2000.
وكان رد فعل السلطات الأمريكية قاسيا مع الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، حيث استخدمت الشرطة الأمريكية الغاز المسيل للدموع وأطلقت الرصاص المطاطي لفض الاعتصامات.
اعتقالات
وعلى وقع الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة دعما للفلسطينيين، اعتقلت الشرطة الأميركية أكثر من 2300 شخص في جميع أنحاء الولايات المتّحدة.
وكانت شرطة نيويورك أعلنت توقيف أربعة وأربعين شخصاً من المتظاهرين في حرم جامعة "ذي نيو سكول" The New School، بعدما أغلقوا مبنييْن ومنعوا الطلّاب والهيئة التعليمية من الالتحاق بالفصول الدراسية.
وتعد هذه الاحتجاجات هي الأكبر التي تشهدها الولايات المتحدة منذ عام 2020، حيث عمت الاحتجاجات الطلابية بسبب الحرب في غزة أنحاء الولايات المتحدة على مدى الأسابيع المنصرمة، وأزالت الشرطة عددا من المخيمات، وأحيانا ما كانت تفعل ذلك بعد مواجهات بين محتجين وآخرين مناهضين لهم. وأُزيلت خيام محتجين آخرين بعد موافقة جامعات على مطالب المحتجين فيما تتواصل بعض الاحتجاجات. ونتعرف هنا على القصة الكاملة لتلك الاحتجاجات الطلابية في أميركا:
فشل اختبار الحريات
مثّل ارتباك إدارات الجامعات الأمريكية ولجوء معظمها إلى "الحل الأمني" في التعاطي مع الاحتجاجات الطلابية المتصاعدة نقطة تُحسب ضدها ودليل فشلها في "امتحان الحريات".
ومع استمرار الحراك الطلابي الذي اجتاح الجامعات الأمريكية، منذ أكثر من أسبوعين، نحت معظم إدارات هذه الجامعات إلى المنحى التصعيدي في معالجة الأمر، دون مراعاة للبعد الحقوقي، وخصوصية الجامعات كمؤسسات أكاديمية تضمن الحق في التعبير عن الرأي.
ويعتبر متابعون أن الاستنجاد بقوات الأمن لفض اعتصامات الطلبة يتعارض مع "ثقافة الجامعة" التي تضمن حرية التعبير، ولا تسمح بتدخل أي طرف خارجي داخل الحرم الجامعي.
لكن جامعة كولومبيا التي كانت من بين أولى المؤسسات الجامعية حراكًا خرقت هذه الثقافة، وبادرت رئيستها نعمت شفيق ببعث رسالة إلى شرطة نيويورك تطلب فيها التدخل العاجل لفض اعتصامات الطلبة المُتضامنين مع غزة.
وبناءً على تلك الرسالة تدخلت قوات الشرطة، وتطورت الأوضاع نحو الأسوأ مع اعتقال مئات الطلبة من جامعة كولومبيا وحدها.
ودفعت هذه الخطوة بعشرات الأكاديميين بهذه الجامعة إلى التقدم بطلب سحب الثقة من رئيسة الجامعة، وأدان الأكاديميون قرار "شفيق" استدعاء شرطة نيويورك لإخلاء قاعة هاملتون، وفض المخيمات.
واعتبر الأكاديميون أن استدعاء الشرطة دون استشارة مجلس شيوخ الجامعة، "فيه انتهاك للإجراءات المعمول بها، واللجوء إلى ما يسمى سلطات الطوارئ"، مؤكدين أن "شفيق" استدعت الشرطة رغم الجهود التي تبذلها كليات الجامعة وأعضاء هيئة التدريس "لتهدئة الوضع"، وفق تعبيرهم.