أمد/
رام الله: أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة علمية بعنوان: "أزمة الموقف الأوروبي من طوفان الأقصى"، وهي من إعداد الأستاذ الدكتور وليد عبد الحي، خبير الدراسات المستقبلية.
فبالرغم مما يمثِّله الاتحاد الأوروبي من كتلة لها أهميتها كقوة دولية يجب وضعها في الاعتبار عند تناول القضايا الدولية، وخصوصاً تطورات النزاعات الشرق أوسطية، والتي يشكّل طوفان الأقصى أحدث جولاتها، إلا أن البحث في درجة التناغم في السياسة الخارجية بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يكشف عن أزمة على قدرٍ كبير من التعقيد، وبشكل يجعل القدرة الأوروبية على التأثير أكثر ضيقاً.
ورأت الدراسة أن عوامل عدّة كالتنافس القطبي على المنطقة، والتباينات الداخلية الأوروبية، والتشرذم الإقليمي جعلت وزن القرار الأوروبي أقل مركزية في الصراع العربي الصهيوني، بالرغم من القوة السكانية والاقتصادية والعسكرية والعلمية الأوروبية.
حيث عملت الدراسة على تحديد مؤشرات التباين في المواقف الأوروبية، وأشارت إلى وجود أجنحة متباينة تماماً في مواقف أوروبا الرسمية؛ فأشارت إلى تباين في مواقف الحكومات من الطوفان، وتباين في التصويت في الأمم المتحدة من مرحلة لأخرى، وتباين في مواقف الرأي العام الأوروبي، وتباين في درجة اتساق الرأي العام في كل دولة مع توجهات حكومة هذه الدولة، ورأت الدراسة أن هذا الأمر لا ينطبق على دول الاتحاد فحسب، بل على بريطانيا أيضاً باعتبارها دولة فاعلة في السياسات الأوروبية.
ولفتت الدراسة الانتباه إلى صعوبة اتخاذ القرار الموحَّد داخل الاتحاد الأوروبي بخصوص فلسطين، ومسارعة الديبلوماسية الأوروبية لاتخاذ إجراءات عملية ضدّ الطرف العربي في حالة الخلاف حول موضوع معيّن، في حين يتَّسم الموقف الأوروبي بالتلكؤ والمماطلة والذرائعية أمام المخالفات الإسرائيلية حتى الواضحة منها، ويتضح ذلك في غلبة الامتناع عن التصويت أوروبياً في مثل هذه المواقف.