أمد/
رام الله : أصدر مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس"، تقريراً رصد فيه عمليات القتل والإعدام التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عن شهر نيسان من العام 2024م، والتي شملت مصادرة حق الحياة من الفلسطينيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، في انتهاك واضح وجسيم لكل القيم والمبادئ والأعراف والقوانين الدولية التي تحمي حقوق الإنسان وتكفل حرياته الأساسية، وأهمها الحق في الحياة.
وأكد التقرير أن عمليات القتل والإعدام التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، في الأراضي الفلسطينية المحتلة تشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان، لاسيما لاتفاقية جنيف الأربعة التي تحمي حقوق المدنيين في حالات الحرب والنزاعات المسلحة، وانتهاك للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وللعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وانتهاك لميثاق الأمم المتحدة وللالتزامات الدولية للدول الأعضاء فيها.
وبين التقرير أن عمليات القتل والإعدام التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة في شهر نيسان 2024م بلغت (39) حالة وشملت كافة فئات المجتمع والمراحل العمرية المختلفة، من بينهم (36) من الذكور و (3) من الإناث، كما شملت حالت القتل الإعدام تلك على فئة الأطفال إذ تم إعدام (6) أطفال من بينهم (5) ذكور و (1) أنثى .
ونوه المركز أنه يستثني من تقريره الشهداء في قطاع غزة ، وذلك لصعوبة تحديد الأعداد بشكل دقيق ، وذلك في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على أبناء شعبنا في قطاع غزة. حيث تم توثيق انتهاكات الحق في الحياة وعمليات الإعدام وجرائم القتل من قبل الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس في هذا التقرير.
وأوضح التقرير أن غالبية جرائم القتل والإعدام التي ارتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين كانت من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أي من قبل المؤسسة العسكرية والتي تقوم بتنفيذ ما يصدر من قرارات وتعليمات عن المستوى السياسي، بمعنى أن تلك الجرائم هي نتاج سياسة إسرائيلية منظمة وبقرار سياسي رسمي وليست أعمال فردية من قبل جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث بلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا برصاص جيش الاحتلال (31) شهيد، إضافة إلى (5) شهداء ارتقوا برصاص المستوطنين . و (3) شهداء ارتقوا بسبب التعذيب والإهمال الطبي من قبل إدارة السجون.
وأكد مركز "شمس" في تقريره أن عمليات القتل والإعدام في شهر نيسان 2024م تركزت في محافظات شمال الضفة الغربية وخاصة محافظة طولكرم التي تم استهدافها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي من خلال الاقتحامات الليلية ومحاصرة المخيمات (مخيم طولكرم ومخيم نور شمس)، وارتكاب عمليات إعدام ميدانية وجرائم قتل بحق المواطنين الفلسطينيين وتدمير للبيوت والمساكن وللبنية التحتية في تلك المخيمات، إذ بلغ عدد الشهداء في محافظة طولكرم (16) شهيداً، و(5) شهداء من محافظة جنين، و (4) شهداء من محافظة طوباس، و(4) شهداء من محافظة نابلس، و(3) شهداء من محافظة الخليل، و(3) شهداء من الأراضي المحتلة عام 1948م، و(2) شهداء من محافظة رام الله والبيرة، وشهيد من محافظة قلقيلية وشهيد من محافظة أريحا والأغوار.
وشدد مركز "شمس" على أن جرائم القتل والإعدام من خلال إطلاق النار على الفلسطينيين ومصادرة وانتزاع حقهم في الحياة من قبل الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي دليل واضح على إمعان حكومة الاحتلال العنصرية الفاشية في جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وانتهاكها للقانون الدولي وللقيم الديمقراطية والأخلاقية التي تحمي حقوق الإنسان وتصون كرامته وحرياته الأساسية.
ودعا مركز شمس الأمين العام للأمم المتحدة والمقرر الخاص لحقوق الإنسان والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ومنظمة الصليب الأحمر الدولي والمؤسسات الحكومية والغير حكومية، بضرورة القيام بواجباتها الإنسانية وإجبار حكومة الاحتلال الإسرائيلي على وقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وضرورة التزامها بالقانون الدولي الإنساني وبالقانون الدولي لحقوق الإنسان.