أمد/
رام الله: في الذكرى الـ76 للنكبة الوطنية الكبرى، في 15/5/1948، أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بياناً، اعتبرت فيه النكبة نتاجاً لمشروع استعماري غربي – صهيوني، بتواطؤ عربي فاضح، جعل من شعبنا الفلسطيني ضحيته.
وأضافت الجبهة الديمقراطية: غير أن الإرادة الوطنية لدى شعبنا، نجحت في تجاوز الكثير من آثار النكبة وتداعياتها، وفي مقدمها، إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية، وإعادة بناء الشخصية والكيانية الوطنية الفلسطينية في إطار كفاحي ثوري، ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها الوطني: تقرير المصير + الدولة المستقلة كاملة السيادة، على حدود 4 حزيران (يونيو) 67، وعاصمتها القدس + عودة اللاجئين إلى ديارهم عملاً بالقرار 194.
وأضافت الجبهة الديمقراطية: لقد قطع شعبنا، وبتضحيات غالية جداً، شوطاً كبيراً نحو تحقيق أهدافه، وها هي دولة فلسطين تدق أبواب الأمم المتحدة للحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الدولية، في وقت يخوض فيه شعبنا نضاله في ملحمة أسطورية، تدخل شهرها الثامن، في التصدي لحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي وقت بدأ طوق الحصار والعزلة يشتد حول عنق دولة الفاشية الإسرائيلية.
وأكدت الجبهة الديمقراطية أن إحياء الذكرى الـ76 للنكبة، بعيداً عن البيانات والخطابات اللفظية، يضع الجميع أمام استحقاقات سياسية كبرى، لم تعد ثمة حجة تبرر عدم توفير شروط مواجهتها بنجاح، وفي مقدمها:
1) التحرر من استحقاقات «اتفاق أوسلو»، الذي ما زال يقيد الرسمية الفلسطينية، ويمنع عنها التقدم بالخطوات المطلوبة على طريق إعادة بناء الاستراتيجية الوطنية الكفاحية، عملاً بقرارات وتوجهات المجلسين الوطني والفلسطيني.
2) التحرر من الوعود الأميركية التي يتكشف يوماً بعد يوم زيفها، وخداعها وكذبها، ويؤكد بالمقابل أنها مجرد مناورات وألاعيب سياسية، لوضع العراقيل أمام استنهاض كل عناصر القوة في الصف الوطني، لصالح الاستراتيجية السياسية الكفاحية الموحِدة لقوانا وفعالياتنا السياسية والمجتمعية، في ظل البرنامج الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية.
3) العمل الجاد، وبعيداً عن أية مبررات، لترجمة ما تم التوصل إليه من توافقات وطنية شديدة الإيجابية في لقاء موسكو ولقاء بكين، بما يؤسس للتقدم خطوات نحو إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الداخلية، في الإطار الوطني الجامع الذي تمثله م. ت. ف، وبرنامجها الوطني، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الصامد.
4) الرفض القاطع لكل المشاريع والسيناريوهات التي يتم تداولها في الخفاء وفي العلانية لما يسمى «اليوم التالي» لغزة، والتأكيد مجدداً على رفض أي مشروع يؤدي إلى فصل القطاع عن الضفة الغربية، أياً كان مبرره وتفسيره، والتأكيد بالمقابل أن مستقبل قطاع غزة، هو جزء لا يتجزأ من مستقبل القضية الوطنية لشعبنا، كما أقرته المؤسسات الشرعية الفلسطينية، وكما تكفله قرارات الشرعية الدولية، أي في التحرر من كل أشكال الاحتلال والاستيطان ومظاهره وتعبيراته، وكل أشكال الإلحاق والتبعية، وقيام الدولة المستقلة، وضمان عودة اللاجئين.
وختمت الجبهة الديمقراطية داعية أن تكون الذكرى الـ76 للنكبة، وما يشهده القطاع من جرائم ومجازر دموية، وإبادة جماعية، وما تشهده الضفة الغربية من تنكيل وأعمال عدوانية همجية، المحطة الفاصلة في إعادة بناء نظامنا السياسي على قاعدة تعددية ديمقراطية تمثيلية شاملة، وإعلاء برنامجنا الوطني، وإنهاء كل مظاهر الانقسام والتفرد والاستفراد، وإعادة الاعتبار للمؤسسات الوطنية الجامعة، والكف عن سياسة التهميش والإقصاء.