أمد/
المناضل / إسماعيل حرب محمود عودة من مواليد بلدة رنتيس قضاء رام الله عام 1949م بعد الهجرة بعام تعود جذور عائلته إلى بلدة (طيرة دندن) قضاء اللد حيث هاجرت إلى نابلس واستقرت في مخيم بلاطة للاجئين بعد أن تم تهجيرهم وطردهم من ديارهم وأملاكهم.
تربى وترعرع في عائلة بسيطة في مخيم بلاطة وتنقل من الخيام إلى غرفة الوكالة ونشأ في زقاق المخيم الذي يعرفه القاصي والداني.
توفى والديه وهو صغير وتحمل عناء الحياة بعد أن كان له ستة أشقاء صغار وشقيقتين أكبر منه خارج الوطن.
ترك دراسته للعمل لينفق ويساعد في رعاية أشقاءه الصغار عمل في مدينة نابلس في مجال الكوي ومن ثم انتقل إلى العمل داخل الأرض المحتلة عام 1948م.
عام 1983م عاد للعمل في مدينة نابلس على بسطة في باب الساحة وسط نابلس وبقى يعمل على تلك البسطة يبيع القماش حتى وفاته.
كان أحد المشاركين في العمل الوطني قبل الانتفاضة الأولى وكان له دور بارز داخل وخارج المخيم ولم يكن يحب الظهور في كل المواقف وكان أشقائه مازالوا صغار فكان يرعاهم وكان له تأثير على أشقاءه في العمل الوطني.
كان لأشقائه الأثر البارز خلال الانتفاضة الأولى المباركة عام 1987م شقيقه الأخ / يوسف حرب القيادي بحركة فتح على مستوى الوطن الذي سجن في سجون الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة وتم إبعاده خارج الوطن والذي عاد إلى أرض الوطن عام 1993م وشقيقه حسن حرب أحد أبرز القيادات في حركة فتح في مخيم بلاطه الذي شارك في الانتفاضة والعمل الوطني وسجن في سجون الاحتلال وشقيقته الأخت / كفاح حرب عضو المجلس الثوري لحركة فتح والقيادية البارزة خلال الانتفاضة الأولى والتي سجنت خلال الانتفاضة الأولى وشقيقه الأصغر / جهاد حرب المحلل السياسي والذي كان هو الأخر أحد الأشبال المقاتلة والذي سجن ست سنوات ونصف خلال الانتفاضة الأولى وكان له الدور الفاعل في سجون الاحتلال وما زال.
المناضل / إسماعيل حرب محمود عودة (أبو مجدي) كان له الدور السري خلال عمله الوطني حيث كان من أوائل المشاركين في إدخال وإخراج المعلومات والرسائل من فلسطين إلى الأردن والدول المجاورة وإعادة التعليمات والرسائل إلى فلسطين وإلى القيادات من خلال الرسالة (الكبسولة) فكان يعمل ذلك بسرية تامة دون أن يعرفه أي شخص حتى أقرب الأشخاص في حياته إلا من كان يعمل معه.
تم كشف هذا السر بعد وفاته فكان الكتوم في عمله المحافظ على الأسرار الوطنية ولم يكترث إلى أي من المناصب في السلطة الوطنية بعد تشكيلها في أرض الوطن.
إسماعيل حرب محمود عودة (أبو مجدي) الرجل الوطني الحقيقي الذي لم يكل ولم يمل في حياته التي كانت قاسية على كاهليه.
المناضل / إسماعيل حرب محمود عودة تزوج عام 1977م وأنجب ستة من الأبناء وابنه واحدة فكان أكبرهم مجدي والذي سجن في الانتفاضة الأولى وهو شبل صغير لا يتجاوز ال (12) عام أثناء مشاركته بإلقاء الحجارة خلال انتفاضة الحجارة وبقى عدة أيام داخل سجون الاحتلال والأبن الثاني في العائلة محمد الذي كان من أطفال الحجارة أيضاً وشقيقه الأصغر مهدي والذي توفى في حادث سير عام 2000م وكانت وفاته لها الأثر السلبي على حياته الصحية بسبب كتمان حزنه على فلذه كبده والأبن الأوسط أحمد رفيقه في العمل في أخر سنواته والذي تنامت بداخله عنفوان الثائر وكان أحد المشاركين في انتفاضة الأقصى وثم سجنه من قبل قوات الاحتلال مرتين والأبن الأخر ثائر والذي خاض مع أشقائه ما كان والأصغر حازم الذي سجن لدى الاحتلال خمس سنوات ونصف خلال انتفاضة الأقصى.
لقد عانى المناضل / إسماعيل حرب محمود عودة (أبو مجدي) الكثير من أجل أبنائه ومن أجل عائلته وكان الرجل الصبور على كل شيء والمتفائل والمرح وكان يحب الجميع ومحبوب في مكان سكنه ومكان عمله.
بقى يعمل على البسطة لسنوات عديدة لم يكل ولم يمل من ذلك ليجمع قوت يومه ويعيش حياة كريمة.
المناضل / إسماعيل حرب محمود عودة (أبو مجدي) طيب الذكر يتمتع بأخلاق حسنة ربطته علاقات مع الجميع من عائلة مناضلة وطنية.
بتاريخ 21/4/2024م فاضت روحه إلى بارئها وتمت الصلاة على جثمانه الطاهر ظهر يوم 22/4/2024م من جامع عباد الرحمن في مخيم بلاطة ومن ثم شيع إلى مأواه الأخير.
رحم الله المناضل / إسماعيل حرب محمود عودة (أبو مجدي) وأسكنه فسيح جناته.
هذا ما كتبه الأخ المناضل / نمر العايدي بحق المرحوم المناضل / إسماعيل حرب محمود عودة (أبو مجدي).
قصة اسماعيل حرب عودة النضالية: بقلم نمر العايدي.
قبل يومين انتقل الى رحمة الله اسماعيل حرب المناضل الخفي الذي لا يعرف احد عن دورة النضالي وما كان يقوم به.
اسماعيل هذا يبيع بعض انواع الملابس البسيطة على عرباية متواضعة على مدخل باب الساحة عندما تمر بسوق الخان سواء جئته من الشمال او الجنوب.
الناس يعرفون اخوه يوسف حرب واخته كفاح حرب.لما كان ليوسف دور نضالي كبير ما قبل الانتفاضة الأولى وما بعدها وبعد الاعتقال اكثرة من مرة تم ابعادة إلى الخارج مع القيادة الشابة لمخيم بلاطة أمثال تيسير نصرالله وحسام خضر وكثير من الإخوة الذي لا يسمح الوقت لذكر الأسماء.
ابعد يوسف الى الخارج واستقر به المطاف في عمان ضمن اللجان التي تشرف على استمرارية الانتفاضة.
كان هذا الإنسان المتواضع والذي لا يلفت النظر القابع بهدوء في زوايتة يلتقي بنشطاء الانتفاضة وينقل لهم ما هو مطلوب منهم وينقل إلى عمان مطالبهم بكل بساطة وكانت كلمة السر عندما تلتقية في اشي جديد ، فيكون الرد اذهب الى فلان او علان وخذ منه غرض او أغراض متفق عليها.او رسالة (كبسولة) اتية من عمان بطريقة سرية للغاية فيها توجيهات واوامر تتعلق بديمومة الانتفاضة. كان
لا يوجد أي وسيلة اتصال وكانت تنتقل الاومر اما شفيها او عن طريق كبسولات تبلع في عمان وتستخرج في الضفة والقطاع كلا حسب منطقتة.
لم يكن هناك تباهي بالعمل بل كانت تجري الأمور والجيش منتشر في كل الشوارع والطرقات لكن كان لنا التفوق لان الأمور كانت تتم في سرية ، لذلك سارت الانتفاضة الأولى وتنامت بسرعة كبيرة جدا وشارك بها كل فئات شعبنا بكل اجياله من الطفل حتى الشيخ من كلا الجنسين.
صديقنا اسماعيل قام بالدور المطلوب منه خير قيام وعندما عادت السلطة إلى أرض الوطن لم يتهافت على اي موقع ولم يشير في حديث مع أي أحد أنه كان له دور نضال ويستحق علية مكافأة قيمة.
ظل اسماعيل يبيع على عربايته يكافح شظف العيش وسوء الحال إلى قبل وفاتة بساعات قليلة. هذا هو الزمن الجميل والذي كان العطاء بدون اي مقابل إنما لخدمة ثورةوطنة وتنظيم فتح التي كان ينتمي إليها.
رحل بهدوء كما عاش بهدوء وببساطة وبعيدة عن الاضواء.لم ينظر يوما إلى الذين تسلقوا على ركب الثورة وصنعوا لهم تاريخا من اول إلى آخر سطر كله كذب بكذب ومنهم من حرر فلسطين…..