أمد/
غزة: تواصل دولة الاحتلال حربها العدوانية على قطاع غزة منذ 239 يوميا، خلفت أكثر من 116 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، جراء إغلاق المعابر، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير جيشها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية".
ارتفاع حصيلة الشهداء
أعلنت الصحة الفلسطينية بغزة، يوم الجمعة، أن جيش الاحتلال ارتكب 5 مجازر بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، وصل إثرها للمستشفيات جثامين 60 شهيدا و280 إصابة، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأفادت المصادر بارتفاع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 36284 شهيدا، بالإضافة إلى 82,057 إصابة، في حصيلة غير نهائية، حيث ما يزال عدد كبير من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
مجازر متواصلة..
استشهد عدد من المواطنين، وأصيب آخرون، مساء يوم الجمعة، نتيجة قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزلا قرب مفترق الغفري في شارع الجلاء، وسط مدينة غزة.
وقالت مصادر محلية، إن طيران الاحتلال قصف منزلا قرب مفترق الغفري في شارع الجلاء في مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد عدد من المواطنين وإصابة مواطنين آخرين بجروح.
كما نفذت طائرات الاحتلال غارة على حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
انتشلت فرق الإسعاف والدفاع المدني، جثامين عشرات الشهداء، عقب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، يوم الجمعة، بأن الطواقم انتشلت أكثر من 70 شهيدا، بينهم 20 طفلا، وتواصل البحث حاليا عن عشرات المفقودين بين ركام المنازل ومراكز الإيواء والمدارس والمستشفيات، التي لم تسلم من القصف والتدمير، وحتى عيادات ومقرات ومراكز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" التي لم تسلم هي الأخرى من آلة التخريب.
وتكشفت بشاعة الفظائع والجرائم التي ارتكبتها جيش الاحتلال، وحجم الدمار والتخريب المهول الذي ألحقته بمنازل المواطنين، والمنشآت الخدماتية والمرافق العامة، بعد تراجع الآليات العسكرية من بلدة جباليا ومخيمها، وبلدة بيت لاهيا المجاورة شمالا.
وعلى مدار 20 يوما، عاث جيش الاحتلال تخريبا وتدميرا في مخيم جباليا، مستخدما سياسة الأرض المحروقة، ما تسبب في استشهاد وجرح المئات، ونزوح قسري لنحو 200 ألف مواطن، وتدمير مربعات سكنية كاملة، وحرق وقصف المنشآت العامة والخدمية، وبدا المشهد من هوله وكأن المنطقة تعرضت لزلزال مدمر.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، قالت إنها تلقت تقارير مروعة من مخيم جباليا بشأن استشهاد وإصابة أطفال كانوا يحتمون بمدرسة تتبع لها، حاصرتها الدبابات الإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية.
وأضافت الأونروا، في سلسلة منشورات على حسابها عبر منصة إكس، "تلقينا تقارير عن تدمير مكاتبنا في غزة جراء غارات جوية، وجرفها من قبل جنود إسرائيليين، النازحون بمن فيهم الأطفال قتلوا وأصيبوا أثناء لجوئهم إلى مدرستنا التي حاصرتها دبابات القوات الإسرائيلية".
كما سلطت المنظمة الأممية الضوء على إضرام قوات الاحتلال النيران في خيام النازحين في المدرسة التابعة لها. وأردفت تم "تدمير أو إلحاق الأضرار بأكثر من 170 منشأة تابعة للأونروا في مختلف أنحاء قطاع غزة. منشآتنا ليست هدفًا".
استشهد 3 مواطنين، وجرح آخرون، إثر قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي، لحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وأفادت مصادر صحفية، يوم الجمعة، بأن مدفعية الاحتلال قصفت محيط مسجد صلاح الدين في حي الزيتون، ما أسفر عن استشهاد 3 مواطنين على الأقل وجرح آخرين، نقلوا على المستشفى المعمداني.
بايدن: يعلن خارطة طريق لوقف إطلاق نار مستدام في غزة من 3 مراحل
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة، عن "مقترح إسرائيلي" من 3 مراحل يشكل خارطة طريق لإنهاء الحرب في غزة، داعيا جميع الأطراف إلى عدم تفويت فرصة التوصل لصفقة تنهي النزاع المستمر منذ أكثر من 8 أشهر.
وقال بايدن في خطاب أدلى به في البيت الأبيض بشأن الوضع في الشرق الأوسط، إن إسرائيل قدمت مقترحا لوقف مستدام لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن من ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى:
تستغرق ستة أسابيع من وقف الأعمال العدائية.
إطلاق سراح النساء والأطفال وكبار السن والرهائن المصابين.
انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من المناطق المكتظة بالسكان في غزة.
إطلاق سراح بعض الرهائن الأمريكيين في المرحلة الأولى.
عودة الفلسطينيين إلى منازلهم في جميع مناطق غزة، بما في ذلك الشمال.
رفع عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى 600 شاحنة يوميا.
سيتم توفير آلاف الملاجئ المؤقتة بما في ذلك الوحدات السكنية من قبل المجتمع الدولي.
المرحلة الثانية:
خلال الأسابيع الستة، ستتفاوض إسرائيل وحماس حول الترتيبات اللازمة للوصول إلى المرحلة الثانية، وهي وقف دائم لإطلاق النار.
واعترف بايدن بوجود "عدد من التفاصيل" التي يجب التفاوض عليها للانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية لأن إسرائيل تريد التأكد من حماية مصالحها، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار سيستمر طالما استغرقت المفاوضات أكثر من ستة أسابيع، حيث تعمل الولايات المتحدة ومصر وقطر على التأكد من استمرار المفاوضات.
وتشمل المرحلة الثانية إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، بما في ذلك الجنود الذكور.
وخلال المرحلة الثانية، ستقوم إسرائيل بسحب جميع قواتها من غزة طالما أن حماس تفي بالتزاماتها، إلى جانب أن "وقف إطلاق النار المؤقت سيصبح وقفا للأعمال العدائية بشكل دائم".
المرحلة الثالثة:
وتشمل المرحلة الأخيرة والثالثة خطة إعادة إعمار غزة وإطلاق سراح أي رفات نهائية من الرهائن لافتا إلى أن "هذا هو العرض المطروح الآن على الطاولة".
وقال الرئيس الأميركي إن استمرار هذا النزاع سيستنزف قدرات إسرائيل ويزيد في عزلتها.
وأشار إلى أن المفاوضين الأميركيين ركزوا خلال الأيام الماضية على وقف لإطلاق النار في غزة يفضي لنهاية الحرب والإفراج عن الرهائن ومستقبل أفضل لغزة دون حركة حماس.
وتابع بايدن أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وإذا أخفقت حماس في الالتزام فتستأنف إسرائيل دفاعها عن نفسها".
وقال كذلك إن "هذه الصفقة ستؤدي إلى الهدوء في المنطقة بما في ذلك إبرام اتفاق تاريخي بين إسرائيل والمملكة السعودية".
ودعا بايدن حماس إلى الموافقة على العرض الجديد من إسرائيل لإطلاق سراح الرهائن مقابل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قائلا إن هذه هي الطريقة الأمثل للبدء في إنهاء هذا الصراع المميت.
وأضاف بايدن "بوقف إطلاق النار، سيمكن توزيع تلك المساعدات بأمان وفعالية على جميع المحتاجين إليها".
وأكد بايدن أيضا أن الولايات المتحدة ستساعد في صياغة حل على الحدود اللبنانية تسمح بعودة سكان المناطق المهددة شمال إسرائيل إلى بيوتهم.
هناك من لا يريد
وأضاف: "أعرف أن في إسرائيل هناك من لن يوافق على هذا الطرح ويريد أن تستمر الحرب إلى الأبد، وبعضهم في الحكومة أيضا. يريدون احتلال غزة إلى الأبد، والمختطفون ليس لهم الأولوية أدعو قادة إسرائيل إلى قبول هذه الصفقة"، وتابع: "مواصلة الحرب وفكرة النصر الكامل لن تؤدي إلا إلى إبقاء إسرائيل عالقة في غزة، وعزلها عن العالم، ولن تعيد المختطفين إلى الوطن". وهذه الصفقة ستعيد المختطفين إلى وطنهم وتؤمن الأمن لإسرائيل وقد تؤدي إلى الاسترخاء على الحدود الشمالية.
وقال: "حماس تقول إنها تريد وقف إطلاق النار، وعليها أن تقبل الاتفاق. والآن حان الوقت لدعوة حماس إلى قبول الاتفاق وإنهاء الحرب"، مضيفا أنه على الجانب الإسرائيلي، "يحتاج تفويض فريق التفاوض للتوسع"، على حد تعبيره. "حان الوقت لهذه الحرب أن تنتهي وأن يبدأ اليوم التالي."
نتنياهو يرد على بايدن: الحرب لن تنتهي إلا بالقضاء على حماس..
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الجمعة بعد تصريح بايدن أن "الحكومة الإسرائيلية موحدة في الرغبة في إعادة مختطفينا في أسرع وقت ممكن، وتعمل على تحقيق هذا الهدف. ولذلك، كلف رئيس الوزراء الفريق المفاوض بتقديم الخطوط العريضة لتحقيق ذلك".
وأضاف بيان مكتب نتنياهو أن "الهدف، مع الإصرار على أن الحرب لن تنتهي حتى تتحقق جميع أهدافها، بما في ذلك إعادة جميع المختطفين لدينا والقضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية. إن الخطوط العريضة الدقيقة التي تقترحها إسرائيل، بما في ذلك الانتقال المشروط من مرحلة إلى أخرى، تسمح لإسرائيل بالحفاظ على هذه المبادئ".
كما علق مسؤول إسرائيلي على تصريح بايدن وقال إنه "خطاب ضعيف وانتصار لحماس. فهو لا يفهم الواقع هنا".
ونقلت القناة 12 العبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "الرئيس الأميركي جو بايدن لا يفهم الواقع هنا، وخطابه ضعيف ويمثل انتصارا لحركة حماس".
وحسب القناة العبرية فقد أشار المسؤول الإسرائيلي: "إن خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن المتعلق بالخطة الجديدة لإنهاء الحرب على غزة، هو خطاب ضعيف وانتصار لحماس. إنه لا يفهم الواقع هنا".
من جانبه قال رئيس حزب العمل يائير غولان عن خطاب بايدن: "الرئيس بايدن، الصديق الحقيقي لإسرائيل، يقول بصوته ما فهمه الجميع في إسرائيل بالفعل في المراحل الأولى من الحرب. وشرط عودة جميع المختطفين هو وقف القتال. وقلل نتنياهو من شأن إنجازات الجيش الإسرائيلي وفرص المختطفين الآن، ويجب أن يتوقف القتال ويجب أن يعود الجميع إلى ديارهم.
دعم غربي وأوروبي لـ "خارطة الطريق" التي طرحها بايدن بشأن غزة
علن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يوم الجمعة، دعم خارطة الطريق التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والانسحاب الإسرائيلي وبدء إعمار القطاع.
وأضاف بوريل، عبر منصة "إكس": "الحرب يجب أن تنتهي الآن".
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، إن على حركة "حماس" قبول المقترح الإسرائيلي الجديد لوقف القتال وإطلاق سراح الأسرى وتدفق المساعدات لغزة.
وأضاف وزير الخارجية في تغريدة على موقع إكس، "قلنا منذ فترة طويلة، إن وقف القتال يمكن أن يتحول إلى سلام دائم إذا كنا جميعا على استعداد لاتخاذ الخطوات الصحيحة. دعونا نغتنم هذه اللحظة ونضع نهاية لهذا الصراع".
من جهة أخرى، أكدت وزارة الخارجية الألمانية، أن الوساطة المصرية ـ القطرية ـ الأمريكية بشأن وقف إطلاق النار في غزة تحظى بالدعم الألماني الكامل.
كما أكدت الخارجية الألمانية، أن المقترح الإسرائيلي الذي طرحه الرئيس الأمريكي جوبايدن قد يؤدي إلى طريق للخروج من مأزق الحرب.
وقالت الخارجية الألمانية، نؤكد ضرورة اغتنام فرصة وقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية للوصول إلى وقف دائم للقتال.
حماس تعلن استعدادها للتعامل بايجابية مع مقترح بايدن
قالت حركة حماس في بيان لها مساء يوم الجمعة أنها تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب الرئيس الأمريكي جوبايدن اليوم 31/05/2024 من دعوته لوقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة وإعادة الاعمار وتبادل للأسرى، ونعتبر إن هذا الموقف الأمريكي وما ترسخ من قناعة على الساحة الإقليمية والدولية بضرورة وضع حد للحرب على غزة هو نتاج الصمود الأسطوري لشعبنا المجاهد ومقاومته الباسلة.
وقالت الحركة في بيان لها وصل "أمد للإعلام" نسخة عنه أنها تؤكد على موقفها الاستعداد للتعامل بشكل إيجابي وبنّاء مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكناهم وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى إذا ما أعلن الاحتلال التزامه الصريح بذلك.