أمد/
الدوحة: أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يوم الأربعاء، أن مكتب حماس في الدوحة للتواصل مع الحركة "ولا يعني تأييدها، إن مصلحة دولة قطر تكمن في رؤية الأمن والاستقرار يعمان في المنطقة، وسياستنا واضحة في مساندة الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، ولكننا في نهاية المطاف دولة وليس حزبا سياسيا".
وقال، أن دولة قطر ملتزمة بجسر الهوة والتقريب بين الفرقاء للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى والرهائن.
وقال وزير خارجية قطر خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية اليوم: "إن لقاءنا اليوم يأتي استكمالاً لسلسلة من المباحثات والمناقشات المهمة التي جرت خلال الـ 8 أشهر الماضية حيال الحرب في قطاع غزة وسبل إنهائها، والعمل على منع توسع دائرة العنف والصراع في المنطقة".
وأضاف: ناقشنا مع وزير الخارجية الأمريكي الرد الذي تسلمته دولة قطر يوم الثلاثاء من حركة حماس والفصائل الفلسطينية حول المقترح الأخير بشأن صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مبينا أنه يجري حاليا دراسة الرد والتنسيق مع الأطراف المعنية حول الخطوات القادمة.
وأضاف: دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية ملتزمين بشراكتهم لإنهاء هذه الحرب والتوصل لصفقة تبادل الأسرى الرهائن "، معربا عن تقديره للجهود الحثيثة التي بذلها الرئيس الأمريكي جو بايدن، في سبيل توحيد الرؤى والتوصل لهذا المقترح بصيغة تقرب، قدر الإمكان، بين وجهات نظر جميع الأطراف.
وشدد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، على التزام دولة قطر بجسر الهوة بين الطرفين، وسعيها المستمر لحل هذه الفروقات بأفضل وسيلة، لإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، موجها رسالة للجميع مفادها: "كل يوم نخسره في هذا المجهود هو خسارة في أرواح المدنيين والأبرياء".
وأردف: ينبغي على الجميع أن يأخذ موقفا واضحا للمطالبة بإنهاء هذه الحرب، موضحا أنه منذ بدء الأزمة فقدنا ما يقارب 37 ألف شهيد و84 ألف جريح حتى الآن، فضلا عن استمرار سياسة العقاب الجماعي والتجويع التي يتم استخدامها بحق الأشقاء في قطاع غزة.
وزاد: "إننا نشهد تحولا في هذا الصراع خلال الفترة الماضية، وهناك دعوة واضحة وحازمة لإنهاء هذه الحرب"، منوها في هذا السياق إلى قرار مجلس الأمن الذي قدمته الولايات المتحدة بشأن الوقف الفوري لإطلاق النار وصفقة لإطلاق الرهائن والأسرى، والعودة للمفاوضات السياسية لإيجاد حلول مستدامة.
واكمل: دولة قطر شاركت خلال الفترة الماضية بالعديد من اللقاءات والمؤتمرات الإقليمية والدولية، التي استهدفت توحيد الرؤى والتوصل لحل مستدام للقضية الفلسطينية، إلى جانب الزيارات والجولات التي جرت في إطار اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية والإسلامية بشأن التطورات، من ضمنها؛ لقاء وزراء خارجية وممثلي الدول الأوروبية، والمشاركة في مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، فضلا عن المشاركة أمس /الثلاثاء/ في مؤتمر "دعوة للعمل: الاستجابة الإنسانية العاجلة لغزة"، بدعوة مشتركة من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية ، و الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية ، و السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة.
وبين أن المؤتمر دعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في سبيل إنهاء هذا الصراع، وإنهاء هذه العملية المستمرة في قطاع غزة، واحترام القانون الدولي، مثمنا في هذا السياق استئناف المساعدات الجوية الأمريكية في قطاع غزة، والتي تأتي بعد فترة من تعليق شحنات المساعدات بسبب العمليات في المنطقة.
وأشاد بإعلان وزير الخارجية الأمريكي عن حزمة المساعدات الإنسانية الإضافية لقطاع غزة، مؤكدا استمرار دولة قطر في جهودها لإرسال المساعدات الإنسانية بشكل مستمر إلى الأشقاء في قطاع غزة.
وقال أيضا : "نرى أن التوصل إلى اتفاق يحقن دماء الأبرياء خلال هذه الفترة يعد مسألة مهمة جدا، فضلا عن دوره في انقاذ المنطقة من أن تكون على شفا الانهيار والانفجار، حيث نعول على الدور الأمريكي وشركائنا في جمهورية مصر العربية وجميع الدول، للضغط على كافة الأطراف للتوصل إلى اتفاق ينهي هذه الحرب".
واستطرد "أننا وصلنا إلى منحنى لإيجاد حلول مستدامة وليس حلول مؤقتة، حيث ناقشنا اليوم حلولا تعود بالأمن والاستقرار على قطاع غزة والضفة الغربية، ولجميع من يعيش في هذه المنطقة"، مشددا معاليه على أن الحل الدائم هو الحل العادل بإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وفق قرارات الشرعية الدولية، على حدود العام 1967.
حل الدولتين
وأشار إلى أن دول المنطقة منفتحة على أن تكون هناك خطة سلام واضحة وفقا لمبادرة السلام العربية، لافتا إلى الحراك الذي رأيناه في الجمعية العامة للأمم المتحدة لقبول دولة فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة، حيث تسهم هذه الخطوة في حل الدولتين.
وثمن التعاون والشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الأزمة وفي العديد من الملفات المشتركة بين البلدين.
وشدد الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن مساعي دولة قطر لعملية المفاوضات ليست جديدة، حيث تخضع لمراحل من الأخذ والرد للتوصل لاتفاق، ولا تتضمن في العادة جوابا قطعيا بنعم أو لا، معربا عن أمله في التوصل لاتفاق بأسرع وقت ممكن.
وأوضح أنه "كنا نتمنى أن يكون هناك حراك وزخم أكثر في الأيام الماضية، ولكن للأسف واجهنا الكثير من التحديات، ونحن ملتزمون لتقديم مقترحات لجسر هذه الهوة بين الطرفين"، مبينا أن وجود 3 دول (قطر، ومصر، وأمريكا) كضامن لهذه العملية، من شأنه أن يضمن لهذه المفاوضات بأن تستمر للوصول لوقف دائم لإطلاق النار.
وجدد التأكيد على أن التوصل لوقف إطلاق النار هو حجر الأساس لما سنحققه في المستقبل، لافتا إلى أن دولة قطر تؤدي دور الوسيط وتحاول ألا تعتبر نفسها طرفا في هذا الصراع، وهدفنا إنهاء الحرب، وإنهاء معاناة الناس في قطاع غزة وإعادة الرهائن، ومن ثم التفكير في اليوم التالي.
ودعا رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى ممارسة الضغط على كلا الطرفين، خاصة في ظل وجود تصريحات متعارضة من مسؤولين إسرائيليين مختلفين، ما يتطلب الضغط عليهم مثل الضغط الذي يمارس على الطرف الآخر.
وذكر قائلا: "كوسيط، نحن نحاول أن نقوم بكل ما في وسعنا لجسر الهوة في المواقف لا أن نميز بين طرف على آخر، ولكن قلقنا الأكبر هو أن الأمر يأخذ الكثير من الوقت لجسر هذه الفجوات وعلينا أن نتوصل إلى ذلك في أسرع وقت ممكن "، مبينا أن هذه الحرب هي أطول حرب حدثت في فلسطين.