أمد/
غزة: من المستغرب التصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء المكلف محمد مصطفى، الذي قال إن حكومته لديها خطط لليوم الثاني من الحرب وأنهم مستعدون لتحمل مسؤولية شعبنا. هذا التصريح أثار العديد من التساؤلات والقلق بين المواطنين، خاصة أننا كمواطنين لا نعرف شيئًا عن خطة مصطفى وحكومته، متى أعدوها ومع من. بالإضافة إلى ذلك، يظل السؤال قائماً حول ما إذا كانت جميع الأطراف المعنية بغزة على علم بتلك الفكرة أم لا.
تعقيباً على ما سبق قال خليل ابو شمالة ، الحقوقي والسياسي الفلسطيني : "اننا لا نعلم كمواطنين ما هي خطة مصطفى وحكومته ومتى اعدها ومع من اعدها اذا كانت كل الجهات المعنية في غزة لا تعلم ولم يعرض عليها اي من تفكير رئيس الوزراء المعين ."
وأضاف بأن تصريح الدكتور محمد مصطفى لا يمكن فهمه إلا محاولة للسيطرة على أموال إعمار غزة فقط سيما وان حكومته ومنذ اليوم الثاني لتعيينها وهي تتحدث عن مشاكل لا حصر لها في الموازنات وانها تعاني من ازمات مالية خانقة ، فكيف يمكن أن نثق في قدرة حكومة مأزومة منذ تعيينها ؟
وتابع بأن على السيد مصطفى أن يثبت انه قادر على فعل شيء امام المواطنين اولاً قبل أن يتحدث عن قضايا كبيرة تصعب عليه وعلى حكومته أن تتابعها وان
تنجز شيء فيها.
وختم السيد ابو شمالة بانه يجب ان يعلم السيد مصطفى ان تجاهل غزة لا يعطي ارتياح وطمأنينة لدى المواطن الغزي بامكانية الوفاء لحاجات المواطنين فيها كما يطمحون بعد كل ما عانوه من دمار وقتل وتشريد، وأن مواطني غزة يشعرون جيدًا بنظرة حكومة الرئيس محمود عباس تجاه غزة من خلال مئات القرارات التي تجاهلت غزة تمامًا ، لذلك وقبل كل شيء فان الحكومة والرئيس ابو مازن أمام تحدّ في تقديم اوراق اعتمادهم لابناء شعبهم في غزة .
تحليل التصريح وتأثيره
في ظل الأوضاع المعقدة في غزة، يبدو أن تصريح الدكتور محمد مصطفى يمكن أن يُفسر كمحاولة لكبح جماح تمويل إعادة إعمار غزة، خاصة منذ اليوم الثاني لتنصيب حكومته. فمع بداية ولايته، ظهرت العديد من المشاكل المالية والميزانية التي أثقلت كاهل الحكومة والمواطنين على حد سواء. فكيف يمكن أن نفهم حكومة تعاني من أزمة مالية منذ توليها المنصب، وتُقدم في نفس الوقت خطة أو رؤية للأيام التي تلت حرب غزة؟
تحديات الحكومة الجديدة
من الواضح أن الحكومة الجديدة تواجه تحديات كبيرة منذ اليوم الأول لتوليها المسؤولية. المشاكل المالية ليست بالجديدة على الحكومة، ولكن التصدي لها يتطلب خطة واضحة وشفافة. وهنا يكمن جوهر المشكلة، فبدون توضيح تفاصيل الخطط والمشاركين في إعدادها، يبقى المواطن في حالة من الشك وعدم الثقة.
الحاجة إلى الشفافية والمساءلة
قبل أن يتحدث السيد مصطفى عن القضايا الكبيرة مثل إعادة إعمار غزة، يجب عليه أولاً أن يثبت أمام المواطنين أنه قادر على فعل شيء ملموس وملحوظ. فالثقة في الحكومة تبدأ من الإنجازات الصغيرة والحلول العملية للمشاكل اليومية التي تواجه المواطنين. يجب على الحكومة أن تظهر كفاءة وشفافية في إدارة الأمور المالية وتقديم الخدمات الأساسية قبل أن تتناول القضايا الكبيرة التي تتطلب دعمًا دوليًا وإقليميًا.
إن المساءلة والشفافية في إدارة شؤون الدولة هما من أهم العوامل التي تبني الثقة بين الحكومة والمواطنين. يجب على الحكومة أن تقدم تقارير دورية عن تقدمها في معالجة القضايا المالية والخدماتية، وأن تكون هناك آليات واضحة للمساءلة في حال حدوث تقصير أو فشل.
ضرورة الاهتمام بغزة
وأخيرًا، يجب أن يكون واضحًا للسيد مصطفى أن تجاهل غزة لن يمنح مواطنيها الراحة والطمأنينة التي يتوقون إليها بعد كل ما عانوه من دمار وقتل وتشريد. إن الاحتياجات الأساسية لمواطني غزة من مسكن آمن، ورعاية صحية، وتعليم، وفرص عمل، هي الأولويات التي يجب على أي حكومة أن تضعها في مقدمة اهتماماتها. تحقيق هذه الاحتياجات يتطلب من الحكومة جهدًا متواصلًا، وتعاونًا مع جميع الأطراف المعنية، وشراكة حقيقية مع المجتمع الدولي.
إن تركيز الجهود على إعادة إعمار غزة ليس فقط مسألة إنسانية، بل هو أيضًا ضروري للاستقرار الإقليمي. بدون معالجة الأوضاع الصعبة في غزة، ستظل المنطقة عرضة للتوترات والصراعات المستمرة. لذلك، يجب على الحكومة أن تتبنى نهجًا شاملاً يتضمن تحسين البنية التحتية، وتقديم الخدمات الأساسية، وخلق فرص عمل للشباب.
الخاتمة: الطريق للتغيير إلى الأمام
ختامًا، إن التحديات التي تواجهها حكومة السيد مصطفى ليست سهلة، ولكنها ليست مستحيلة أيضًا. بالإرادة السياسية القوية، والشفافية، والتخطيط الجيد، يمكن للحكومة أن تتغلب على هذه التحديات وتحقق تطلعات المواطنين في حياة كريمة وآمنة.
يجب أن تكون هناك رؤية واضحة ومشتركة بين جميع الأطراف المعنية لتحقيق التنمية المستدامة في غزة. الشراكة مع المجتمع الدولي، واستخدام الموارد بشكل فعال، والالتزام بتحقيق العدالة الاجتماعية، هي المفتاح لبناء مستقبل أفضل لغزة ولكل المواطنين.
وفي النهاية، يجب أن يتذكر السيد مصطفى أن القيادة الحقيقية تكمن في القدرة على إحداث تغيير إيجابي، وأن تكون مصدر إلهام وثقة للمواطنين. فقط من خلال العمل الجاد والالتزام بالقيم الأساسية للعدالة والشفافية، يمكن تحقيق مستقبل مشرق ومستدام للجميع.