أمد/
لَــنْ تَــعْرِفَ اَلْعِشْقَ وَالْأَشْعَارَ وَالْأدَبَا
كــلَّا وَسِــحْرَ اَلْــهَوَى مَا لَمْ تَزُرْ حَلْبَا
–
تَــاجُ اَلْــمَدَائِنِ طُــولَ اَلــدَّهْرِ شَامِخَةٌ
تُــعَانِقُ اَلــشَّمْسَ وَالْأَفْــلَاكَ وَالــشُّهُبَا
–
قَـــدْ أَنْــجَبَتْ كُــلَّ مِــخْرَاقٍ وَنَــابِغَةٍ
فَــوْقَ اَلــثُّرِيَّا بِــسَفْرِ اَلْــمَجْدِ قَــدْ كُتِبَا
–
قِـــفْ عِــنْدَ قَــلْعَتِهَا وَاقْــرَأْ مَــآثِرَهَا
تَـــرَ اَلْــغَرَائِبَ وَالْأَهْــوَالَ وَالْــعَجَبَا
–
فِـــي كُـــلِّ زَاوِيَــةٍ سِــفرٌ وَمَــلْحَمَةٌ
بِــهَــا ثُــوىْ بَــطَلٌ أَوْ فَــارِسٌ وَثْــبَا
–
أَبْــوَابُهَا فِي صُرُوفِ اَلدَّهْرِ صَا مِدَةٌ
تُــصَــارِعُ اَلــرِّيحَ وَالْأَيَّــامَ وَالْــحِقَبَا
–
قَــدْ خَــابَ مَــنْ ظَنَّ أَنَّ اَلْبَغْيَ يَغْلِبُهَا
مَـــا مَـــرَّ بَــاغٍ بِــهَا إِلَّا وَقَــدْ غُــلِبَا
–
أَنَّــى اتَّــجَهْتَ تَــرَ اَلْــجُورِيَّ مُــؤْتَلْقَا
فَــاحَ اَلــشَّذَا مِــنْهُ مِثْلَ اَلْمِسْكِ مُنْسَكِبَا
–
وَلِــلْــعَــصَافِيرِ أَنْــــغَــامٌ وَأُغْــنِــيَــةٌ
تُغَازِلُ اَلصُّبْحَ كَيْ يَشْدُو اَلْوَرَى طَرَبًا
–
وَالْــغَيدُ كَــاللُّؤْلُؤِ اَلْمَكْنُون فِي صَدَفٍ
كَــالْبَدْرِ خَــافَ مِــنْ اَلْأَنْظَارِ فَاحْتَجَبَا
–
وَلِــلْــمَوَاوِيلِ سِــحْرٌ حِــينَ تَــسْمَعُهَا
فَــتَنْتَشِي اَلــرُّوحُ إِذْمَــا كُــنْتُ مُكْتَئِبًا
–
كُـــلُّ اَلْــجَمَالِ تَــرَبَّى فِــي مَــرَابِعِهَا
وَرَاحَ يَــزْحَفُ فِــي اَلْأَصْقَاعِ مُغْتَرِبَا
–
شَــهْبَاءُ طَــيْفُكِ دَوْمًــا فِــي مُــخَيِّلَتِي
مَــاغَابَ يَــوْمًا عَــن اَلْأَذْهَانِ أَوْ ذَهَبَا
–
جُــذُورُ حُــبِّكِ فِــي اَلْأَضْلَاعِ رَاسِخَةٌ
لا تَــعرِفُ اَلزَّيْفَ وَالتَّحْرِيفَ وَالْكَذَبَا
–
لَــنَــا لِــقَــاءٌ وَإِنْ طَــالَ اَلــزَّمَانُ بِــنَا
إِنَّ اَلــلِّقَاءَ عَــلَى اَلْأَحْــبَابِ قَــدْ وَجَبَا
—