أمد/
كتب حسن عصفور/ وأخيرا، تحت ضغط مكثف جدا، داخلي من قوى إسرائيلية سياسية والأهم المؤسسة الأمنية وخاصة الجيش، إلى جانب الولايات المتحدة، بمن فيهم الحلفاء الأقرب بها وغالبهم من اليهود، تحدث رئيس حكومة دولة الفاشية اليهودية بنيامين نتنياهو، عن ملامح “رؤيته” لقطاع غزة في اليوم التالي لوقف الحرب العسكرية.
خلال حديث نتنياهو مع موقع أمريكي، وضع إطارا من 4 عناصر لما يراه يجب أن يكون:
نزع السلاح من قطاع غزة بشكل مستدام.
تشكيل إدارة مدنية ليس لتوزيع المساعدات الإنسانية لكنها تصبح أداة تنفيذية، بالتعاون مع دول عربية.
حملة شاملة لتصحيح الأفكار “المتطرفة” في النظام التعليمي وكذلك خطب المساجد.
إعادة الإعمار، حيث سيتولى المجتمع الدولي تنفيذه إلى حد كبير.
وطبعا، أضاف لها ما لا يهتم لها كثيرا، مسألة استعادة “الرهائن” أمواتا أو احياء.
ما تقدم به رئيس حكومة دولة الفاشية اليهودية، ليس كلاما مسترسلا، كما قد يحاول “البعض” الغارق في بحر أوهام “الانتصارات”، بل هو جزء من رؤية شمولية، تتقاطع بشكل كبير مع ما تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية الى “اللجنة السداسية العربية” أو “الخماسية”، ليست بذي أهمية، لكنها حددت عناصر اليوم التالي في القطاع بعد وقف الحرب العسكرية.
فرغم وجود بعض “تباين” تفسيري لمعنى “هزيمة حماس”، لكنها تتفق مع قضية نزع السلاح، ومكافحة “التطرف” كما يقولون، إلى جانب الحديث عن “إدارة مدنية” ملتبسة الهوية في المقترح الأمريكي كما هو غامض في حديث نتنياهو، لكنهما متفقان على تشكيل “إطار تنفيذي” برعاية عربية، وليس جزء من الرسمية الفلسطينية في الفترة المنظورة، كما هناك توافق فيما يعرف بمسألة “إعادة الإعمار” ومن سيتولى تقديم الأموال اللازمة له، ما يمثل حكم “الوصاية الكاملة”.
ملفتا، ان عناصر “إطار نتنياهو” الأربعة، تجاهلت كليا، أي علاقة بين قطاع غزة والضفة الغربية، وهو ليس تجاهل سقط سهوا، بل تجاهل سقط سياسيا، باعتبار أن الضفة والقدس وفقا لرؤيته، وما بدأ الكشف عنه، توافقا بينه وبين وزير الجيش “ب” وزير المالية سموتريتش على آليات ضم غالبية الضفة وتحويل الفلسطينيين الى سكان جزر متقطعة تحت الحكم الاستيطاني اليهودي دون ضم صريح.
مسارعة نتنياهو لعرض تلك العناصر لما يراه، مواجهة للضغط الكبير الذي بدأ يتنامى ضد سلوكه في الحرب على قطاع غزة، وفاقد أي رؤية لما سيكون ارتباطا بمصالحه الخاصة وتحالفه الحكومي، لكن تلك العناصر تجاهلت ما هو مصير قوات جيش الاحتلال في قطاع غزة لا زمنيا ولا مكانيا، خاصة ما يرتبط بالمنطقة العازلة والقاعدة العسكرية في المحور الذي يعيد تقسيم قطاع غزة الى منطقتين شمال القطاع وجنوبه، عبر ممر يمتد من السياج الفاصل شرق القطاع الى شاطئ البحر المتوسط بطول 7 كم، وكلاهما تحت مبرر أمني بما لا يسمح بإعادة انتاج 7 أكتوبر جديدة.
ما أعلنه نتنياهو، وما سبق للخارجية الأمريكية أن قدمته ردا على رؤية “السداسية العربية” لحل الصراع، يدفع إلى ضرورة أن تطالب دولة فلسطين وممثلها الرسمي بعقد اجتماع طارئ للإطار السداسي، لبحث السبل الكفيلة لمواجهة “المخطط المشترك” الأمريكي الإسرائيلي حول المستقبل السياسي، بعيدا عن “الحسابات الخاصة” لهذا الطرف العربي أو ذاك.
وتدقيقا في عناصر إطار نتنياهو الرباعي، تكشف أنها تصادر قطاع غزة كليا من الجسد الفلسطيني العام، وتعيد صياغته ليصبح “نتوءا أمنيا” لدولة الكيان ضمن المشروع الجديد في الضفة والقدس..
ملاحظة: قامت مجموعات بإعادة توزيع حديث لرجل الأعمال طلال أبو غزالة يشير فيه إلى انه استمع خلال لقاء في باريس مع الخالد لمكاملة هاتفية من وفد المفاوضات السرية في أوسلو..بعيدا عن تفاصل الكلام..نصيحة لأبي غزالة يشوف مصالحه المالية..ويفكه من هلوساته السياسية..يا طلال ادعي كما تحب بس مش هان ولا هيك…فهمت..
تنويه خاص: بيان الصليب الأحمر حول اغتيال 22 فلسطيني قرب مقرهم بغزة غاب عنه تسمية من فعل تلك المجزرة..وكأنه يضع علامة استفهام على المنفذين واللي كل الناس عارفه الاسم والصفة والسلاح كمان.. ومش مجهول خالص.. اسمه جيش الاحتلال يا “صليب”..
قراءة مقالات الكاتب كاملة على الموقع الخاص