أمد/
يوما بعد يوم تؤكد الحضارة المصرية القديمة أنها حضارة رائدة ومن أهم الحضارات في العالم ومازالت تلهم وتبهر العالم بالمزيد من الأسرار والاكتشافات العظيمة، وكان آخر مميزات هذه الحضارة العريقة الموجودة في “بردية ايبرس” التي تعود إلى نحو 3500 عام، وهي أشهر وأطول وأضخم بردية طبية وتعد أقدم سجل تاريخى لوثيقة علاجية محفوظة حتى الآن منذ القرن السادس عشر قبل الميلاد.
في ولاية “يوتا” الأمريكية نظر صانع البيرة “ديلان ماكدونيل” لهذه الوثيقة الأثرية المصرية القديمة والمليئة بالوصفات الطبية لعلاج الأمراض، وأيضًا وصفات لـ “الجعة” أو كما يطلق عليها حاليا “البيرة”، ونجح في صناعة هذه الجعة وصنع خليط فاكهي حامض مستوحى من الوصفات المصرية القديمة.
ووفقا لـ نيويورك تايمز، قرر ديلان ماكدونيل، وهو رجل شغوف بالبيرة، أن يحاول تحضيرها تمامًا كما فعل المصريون القدماء قبل 3500 عام، قائلا إن الفكرة جاءته خلال فترة الإغلاق أثناء انتشار وباء كورونا، حينها شاهد فيديو لمصمم ألعاب الفيديو الأمريكي “شيموس بلاكلي” وهو يتفاخر على وسائل التواصل الاجتماعي بصناعة الخبز باستخدام خميرة مصرية عمرها 4500 عام.
ويذكر ماكدونيل، أنه كان يفكر ويتساءل عما إذا كان بإمكانه فعل ذلك بالبيرة، ثم بدأ في قراءة نص مصري من عام 1550 قبل الميلاد تقريباً يحتوي على مئات الوصفات المختلفة بما في ذلك العديد من الوصفات للبيرة ثم بدأ في تجفيف الأرض بحثاً عن جميع المكونات التي يصعب العثور عليها منها نبات البلسم وعسل السدر اليمني وتين الجميز من بستان مزروع منذ 1400 عام، وأيضا بخور وزبيب ذهبي ولبان تم كشطها من قطعة فخار، وبعد أن وضع كل هذا الخليط في شرابه، انتهى به المطاف بشيء يشبه خليط من التفاح وأطلق عليه لقب “حامض سيناء” مع بضع من المشمش وطعم الزهور.
وبعد نحو ثلاث سنوات من ظهور الفكرة لأول مرة، قام ماكدونيل أخيرًا بتخمير البيرة باستخدام الطرق القديمة والمكونات القديمة، وبدأ العملية في يناير 2024، ونجح مؤخرًا في تجربته، قائلا: “كنت راضيًا جدًا عن النتيجة وكان هذا مثيرا للاهتمام عندما أشربه فهو مشروب منعش ويروي العطش”.
وأضاف ماكدونيل: “أستطيع أن أرى كيف كان المصريون القدماء يستمتعون ببيرة كهذه بعد يوم طويل، إنه طعم بالتأكيد مختلف عن معظم أنواع البيرة التي تذوقها الآخرون بسبب كمية الفاكهة والعسل والجنجل.”
وأوضح ماكدونيل، أن أحد أهدافه من تخمير هذه البيرة هو توفير قاعدة للآخرين للتجربة والبناء عليه، مضيفا: “لقد أتيحت لي فرصة فريدة للحصول على شيء نادر جدًا وآمل أن يحصل الآخرون على فرصة لذلك لاحقًا وأنا مجرد شخص يتبع عواطفه.”