أمد/
رام الله: بينما تواصل الة الحرب الاحتلالية الابادة المفتوحة على الشعب الفلسطيني، مرتكبة المجازر الدموية التي توقع المزيد ضحايا ارهاب الدولة بحق شعب كامل خصوصا في قطاع غزة فيما تستمر حرب اخرى صامتة بوتائر واساليب مختلفة في الضفة الغربية والقدس ضمن ما تمارسه دولة الاحتلال على ارض الواقع من خطة الحسم لضم الضفة الغربية عبر اجراءات وخطوات فعلية من تكثيف البناء الاستيطاني وشرعنة ما يسمى البؤر الاستيطانية وتهويد القدس وعزلها عن محيطها، واستمرار الاجتياحات خصوصا لمناطق شمال الضفة الغربية، وتدمير البنية التحيتة فيها مترافقة مع عمليات القتل بدم بارد وحملات الاعتقال، والحواجز العسكرية واعتداءات المستوطنين اليومية .
بينما يجري كل ذلك امام مرأى ومسمع العالم اجمع تجري حرب اخرى لا تقل ضراوة ويئن تحت وطأتها سكان قطاع غزة الذين يتعرضون لمذبحة اخرى لا يستخدم فيها الطيران والقصف، وانما تتمثل بالتجويع وانعدام الامن الغذائي وسط تحذيرات من جهات دولية بوقوع كارثة محققة جراء استمرار منع المساعدات واغلاق المعابر، وعدم السماح بالتنقل في مناطق قطاع غزة ،وكنا حذرنا قبل عدة اسابيع من نذر كارثة انسانية عشية قيام المواطنين في مناطق شمال القطاع من طحن الاعلاف المخصصة للمواشي، وتناولها طعاما لسد الرمق في ظل عدم توفر المواد الغذائية، وبحسب منظمة الصحة العالمية هنك ما يزيد عن 8 الاف طفل اليوم يعانون من سوء التغذية الحاد، ويتهددهم خطر الموت جوعا ولا يتلقون الرعاية المطلوبة والعلاج، وفي مشفى كمال عدوان وهو من اكبر مشافي قطاع غزة تم توثيق ومعاينة 200 طفل منهم 50 يحتاجون الى عناية مركزة بسبب سوء التغذية، وتشير تقارير اممية لمؤسسات حقوقية الى وجود ما يزيد عن 700 الف مواطن في حالة من سوء التغذية تم تصنيفهم بانهم في دائرة الخطر اضافة الى وجود 1 من كل 3 اطفال يعاني سوء تغذية حاد دون سن الثانية من العمر هذه مجرد امثلة سريعة نوردها للتذكير بحجم الكارثة الانسانية الوشيكة التي باتت تهدد القطاع، وهو ما اشرنا اليه قبل ايام قليلة وطالبنا بان يتم اعتبار القطاع منطقة منكوبة لمطالبة الجهات الرسمية والاهلية والقطاع الخاص وكافة المستويات بتحمل المسؤولية تجاه ما يجري في قطاع غزة حيث قضى 33 طفلا جراء سوء التغذية بعد ان وثقت مؤسسات دولية وانسانية مدى ما يمارس من انتهاكات بحق قطاع غزة مشيرة الى ان نصيب الفرد اقل من 70 غراما من الطعام و17 ملم من المياه في حال توفرت في احسن الاحوال والى وجود 4 من اصل 5 اطفال امضوا يوما كاملا دون تناول الطعام مرة واحدة على الاقل خلال 3 ايام وكما هو معلوم بعد تسعة اشهر من الحرب العدوانية على قطاع غزة قامت دولة الاحتلال بتدمير النظام الغذائي والصحي كجزء من حربها الشاملة، وسياسة العقوبات الجماعية بهدف اخضاع الشعب الفلسطيني .
اننا نجدد هذا النداء للمؤسسات الحقوقية والانسانية والامم المتحدة والمؤسسات ذات العلاقة بالعمل فورا على فتح المعابر، وتمكين المساعدات من الوصول للمناطق التي يتهددها خطر المجاعة في شمال القطاع تحديدا وممارسة ضغوط حقيقية على دولة الاحتلال التي تضرب بعرض الحائط كل المواثيق والاعراف الدولية لاجبارها على فتح ممرات امنة تحت اشراف الامم المتحدة لتأمين وصول المساعدات وعدم السماح لها بفرض سياسة تجويع في مخالفة خطيرة القانون الدولي، وتطالب الشبكة ايضا بالعمل على تشكيل لجنة طواريء وطنية تضم جميع المكونات الرسمية وغير الرسمية، ووضع خطة تحرك فورية لانقاذ حياة الناس من موت محدق والقيام بالخطوات اللازمة ضمن خطط الاستجابة والطواريء، والعمل على بذل كل الجهود من اجل وقف العدوان الاحتلالي فورا، والعمل بتنسيق شامل بين مختلف الاطراف المحلية ضمن جهود موحدة لمد القطاع بكل المقومات الضرورية للحياة، وتعزيز وجود وصمود الناس في مواجهة مخطط التهجير القسري ضمن ما يسمى (بيئة طاردة) للسكان لاجبارهم على المغادرة طوعا في ظل مواصلة المجازر والقتل اليومي .