أمد/
نيويورك: عقد مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء، جلسة حول الأوضاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، والتي ركزت على الظروف الإنسانية الصعبة في قطاع غزة مع تواصل العدوان الإسرائيلي منذ 9 أشهر.
كاغ: الحرب أطلقت العنان لدوامة من البؤس الإنساني
وفي إحاطة قدمتها أمام المجلس، قالت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، إن "الحرب لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت العنان أيضا لدوامة من البؤس الإنساني، حيث انهار نظام الصحة العامة، ودُمِرت المدارس، ويهدد تعطل نظام التعليم أجيالا قادمة".
وأفادت كاغ بأنه "في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على رفح منذ السادس من أيار/ مايو، نزح أكثر من مليون شخص مرة أخرى في غزة، وهم يبحثون بشكل يائس عن الأمان والمأوى".
وأعربت عن القلق العميق إزاء التقارير التي تفيد بإصدار أوامر إخلاء (إسرائيلية) جديدة في منطقة خان يونس جنوب القطاع، وتأثيرها على السكان المدنيين، "ففي غزة، لا يوجد مكان آمن"، مضيفة أنه "في زياراتي لغزة، تستقبلني أصوات تردد صدى سؤال واحد مفجع؛ هل ستنتهي معاناتنا يوما ما؟".
وتحدثت كاغ عن تطبيق قرار مجلس الأمن 2720 الذي وضع إطارا لتسريع وتعجيل وتبسيط توصيل المساعدات في مختلف أنحاء غزة.
وقالت المسؤولة الأممية إن هناك حاجة إلى تدفق مستمر للمساعدات إلى غزة، لتسليم الإمدادات ذات الجودة والكمية عبر جميع المعابر البرية والبحرية، بما في ذلك معبر رفح الحدودي.
ونبهت إلى أنه "منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي على رفح وإغلاق معبر رفح في أوائل شهر أيار/ مايو، انخفض حجم المساعدات التي تدخل إلى غزة وتوزع عبرها بشكل كبير".
ودعت إلى فتح معابر إضافية وخاصة إلى جنوب غزة، والنظر في نقل المساعدات من شمال غزة إلى جنوبها، وإعادة فتح معبر رفح بشكل عاجل.
وقالت المسؤولة الأممية إنه "في حين أن المساعدات الإنسانية ستكون مطلوبة لسنوات قادمة، فإن التخطيط والإعداد للتعافي وإعادة الإعمار المبكر أمر ضروري".
وأشارت إلى "أن السلطة الفلسطينية لديها دور حيوي لتلعبه في غزة، وأنها جزء لا يتجزأ من التخطيط لتنفيذ التعافي وإعادة الإعمار في غزة"، مشددة على أن "التخطيط الطموح لإعادة الإعمار يتطلب تمويلا طموحا وسخيا".
وأكدت أن إعادة الإعمار في غزة تعني من بين أمور أخرى، مأوى كريما بينما يتم بناء أو تجديد المزيد من المساكن الدائمة، واستعادة أنظمة الصحة والصرف الصحي والمياه الأساسية، وإعادة تأهيل المدارس وأماكن التعلم ذات الصلة بالتعليم العالي، والاهتمام والدعم الخاصين لحوالي 17,000 طفل يُتِموا بسبب الحرب.
وأضافت: "لا يزال هناك الكثير الذي يتعين علينا القيام به حتى لا نخذل الفلسطينيين في غزة".
وقرأت كاغ باللغة العربية في ختام إحاطتها رسالة أعطتها لها أثناء إحدى زياراتها لقطاع غزة طفلة فلسطينية اسمها فاطمة المصري عمرها ثماني سنوات، قالت فيها "أحب بلدي وأحب أصدقائي. أعيش في مخيم، وأتمنى أن أعيش في داري مثل بقية الأطفال"، ووقعتها برسم لمجموعة من الطيور تحلق فوق البحر.
اليابان تدعو إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن 2735 الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار
وأكدت ممثلة اليابان، أنه بالنظر إلى اتساع نطاق الاحتياجات وحجمها، فإن عمل الأمم المتحدة، بما في ذلك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، العمود الفقري للاستجابة الإنسانية، يعد أمرا بالغ الأهمية، وبالتالي يتطلب ذلك المزيد من الدعم.
وأشارت إلى أن اليابان قدمت مساعدات إنسانية بقيمة تزيد عن 120 مليون دولار منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 في قطاعات مثل الغذاء والمياه والصرف الصحي والنظافة والرعاية الطبية. كما قدمت أيضًا مساهمات عينية واسعة النطاق للأونروا ومنظمات الإغاثة الأخرى.
وأكدت أن بلادها ستواصل تقديم المساعدة اللازمة – وشجعت الآخرين على القيام بذلك أيضًا -، مشددةً "لكن في نهاية المطاف، ما نحتاجه أكثر من أي وقت مضى هو تنفيذ قرار مجلس الأمن 2735"، الذي يدعو إلى وقف فوري تام وكامل لإطلاق النار في قطاع غزة
الصين تعرب عن قلقها إزاء التدهور غير المسبوق للكارثة الإنسانية في غزة
وأعرب ممثل الصين عن قلق بلاده إزاء التدهور غير المسبوق للكارثة الإنسانية في غزة، حيث يعاني الملايين من الناس من الجوع والمرض واليأس، بسبب النقص الشديد في الإمدادات والظروف الصحية الصعبة.
وقال: "غزة – سجن في الهواء الطلق – تخضع للحصار منذ تسعة أشهر، مع انقطاع إمدادات المياه والكهرباء والوقود. علاوة على ذلك، تم عرقلة دخول الإمدادات الإنسانية إلى غزة، ومُنع الناس من الوصول إلى أبسط الضروريات".
وأشار إلى أن مرافق الوكالات الإنسانية أصبحت أهدافا متكررة، مضيفا أن عددا غير مسبوق من العاملين في المجال الإنساني قتلوا.
وحث إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وقال: "لا يمكن استخدام التجويع كسلاح، ولا يمكن تسييس القضايا الإنسانية، كما أن تفاقم كارثة إنسانية من صنع الإنسان أمر غير مقبول".
فرنسا: جيل كامل من الأطفال تعرض للصدمة والحرمان من التعليم
ودعا ممثل فرنسا إلى التنفيذ الكامل لقرارات المجلس 2712 (2023)، و2720 (2023)، و2728 (2024)، و2735 (2024)، والتي دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات لأنحاء القطاع كافة دون عوائق.
وأعرب عن جزعه من استمرار تزايد عدد الضحايا المدنيين، في حين تترسخ المجاعة، مشيرًا إلى أنه تم تدمير 80% من البنية التحتية المدنية في قطاع غزة.
وقال: "لقد تعرض جيل كامل من الأطفال للصدمة والحرمان من التعليم"، داعيا إسرائيل إلى فتح معبر رفح والسماح بإيصال المساعدات إلى جميع أنحاء غزة.
وشدد على دور الأونروا، وقال إن البضائع التي يتم تسليمها لغزة يجب أن يتم توزيعها بطريقة آمنة بما يتناسب مع واقع الاحتياجات.
وشدد أيضًا على ضرورة ضمان حماية العاملين في المجال الإنساني، وقال: "تطالب فرنسا بوقف فوري لإطلاق النار".
وأضاف أن بلاده تعارض الهجوم على رفح تماشيا مع أمر محكمة العدل الدولية، مؤكدًا أنه من الملح العمل على إقامة دولة فلسطينية تشمل غزة.
غيانا: العاملون في المجال الإنساني مستهدفون بشكل منهجي
وأعربت ممثلة غيانا عن قلقها من استهداف العاملين في المجال الإنساني بشكل منهجي – "كجزء من استراتيجية أوسع لإبادة أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من خلال الحرمان وغيره من الوسائل".
وفي معرض تفصيلها للحالة المزرية في قطاع غزة، شددت على أنه يجب على إسرائيل تسهيل زيادة وصول المساعدات الإنسانية مع الإشارة إلى الأوامر ذات الصلة الصادرة عن محكمة العدل الدولية في 26 كانون الثاني/يناير و28 آذار/مارس و24 أيار/مايو.
وأضافت: "لا بديل عن المعابر البرية".
كما دعت إلى ضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني وطالبت بإنهاء الحرب، "التي يجب أن تتوقف حتى يتمكن الفلسطينيون من إعادة بناء حياتهم. ويجب على المجتمع الدولي أيضا أن يقوم بتيسير إعادة بناء غزة، وهو أمر بالغ الأهمية للدفع قدما بحل الدولتين".
وحثت أعضاء المجلس على عدم "الاعتياد أو المناعة من التقارير التي تتحدث عن آلام ومعاناة الشعب الفلسطيني"، وشددت على أن "جوعنا للعمل يجب ألا يتضاءل أبدًا".
سويسرا تدق ناقوس الخطر بشأن الحالة الإنسانية المروعة في غزة
وأدانت ممثلة سويسرا، التي دقت ناقوس الخطر بشأن الحالة الإنسانية المروعة في غزة، استمرار الحرب في حصد العديد من الضحايا المدنيين، لا سيما بين الأطفال، والنازحين البالغ عددهم 1.7 مليون شخص في القطاع.
وقالت إن نحو 95% من السكان يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد؛ منهم 15% وصلوا إلى مستوى كارثي.
وشددت على أن "خطر المجاعة الكبير سيستمر طالما استمر الصراع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية"، مشيرةً إلى أن محكمة العدل الدولية أكدت في أوامرها ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومع ذلك، يظل مستوى المساعدات غير كاف بشكل واضح وإلى حد كبير في مواجهة ضخامة الاحتياجات، داعيةً إلى وقف فوري لإطلاق النار.
سيراليون: حالة الفلسطينيين في قطاع غزة لا يمكن قبولها
وقال ممثل سيراليون إن "حالة الفلسطينيين في قطاع غزة – من عدد الضحايا الهائل إلى انعدام الأمن الغذائي والمجاعة – لا يمكن قبولها".
وشدد على أنه "يجب علينا أن نرفض تطبيع هذه المأساة الإنسانية ذات الأبعاد التاريخية"، مضيفًا أن التصعيد المستمر في الحرب أثر على قدرة الوكالات الإنسانية على تقديم المساعدة المنقذة للحياة للمدنيين. وأشار إلى أن أكثر من 193 من موظفي الأمم المتحدة قتلوا خلال الحرب، فضلا عن العاملين في المجال الإنساني الآخرين، معربا عن دعمه لمكتب كبير منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار.
وأكد ضرورة توفير المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية والوصول إليها دون عوائق.
وأشار إلى القيود التي تواجهها الأونروا والشركاء الآخرون على الأرض في تخزين ونقل وتوزيع المساعدات إلى جنوب ووسط قطاع غزة، مشددا على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
الإكوادور تدعو إلى زيادة كمية ونوعية المساعدات الإنسانية
وأشار ممثل الإكوادور إلى أنه على الرغم من الجهود التي بذلتها كبيرة المنسقين، لم يكن من الممكن تقديم مساعدات إنسانية كافية لضمان حصول السكان على "الخدمات الأساسية لبقائهم على قيد الحياة".
وأكد أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على رفح أثر على دخول المساعدات – "التي كانت بالفعل غير كافية"، ولا يزال توزيعها مهمة معقدة وخطيرة.
ورحب بالجهود الرامية إلى تفعيل الآلية المنصوص عليها في القرار 2720 (2023)، الذي دعا إلى "اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فورا بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل موسَّع وآمن ودون عوائق ولتهيئة الظروف اللازمة لوقف مستدام لإطلاق النار".
وقال إن المشاكل التي تواجهها هذه الجهود "ترجع إلى الافتقار إلى الإرادة السياسية"، وبدون ذلك، سيكون من المستحيل زيادة نوعية وكمية المساعدات؛ واعتماد التدابير التي تسمح بتوزيعها بشكل آمن ودون عوائق؛ أو الاستعداد للتعافي المبكر وإعادة الإعمار.
موزمبيق: الكارثة الإنسانية في قطاع غزة يجب أن تنتهي
وقال ممثل موزمبيق "حاليا نشهد ضحايا بشكل يومي وعلى نطاق واسع في غزة"، ولم تصل المساعدات الإنسانية إلى الملايين من سكان غزة المحتاجين.
وأشار إلى أنه "لا توجد أسباب معقولة للمعاناة الحالية غير المبررة وغير المحتملة للشعب الفلسطيني في غزة"، مشددا على أن الكارثة الإنسانية يجب أن تنتهي.
وفي معرض الإشارة إلى أن الجهود الإنسانية في غزة تتطلب وقفا فوريا لإطلاق النار، ذكّر أعضاء المجلس بواجبهم في معالجة الوضع هناك باعتباره مسألة ملحة. وبالتوازي مع ذلك، يجب بذل الجهود من أجل إتاحة وصول المساعدات الإنسانية، والمفاوضات من أجل السلام، وإعادة إعمار غزة، وتطبيق حل الدولتين.