أمد/
واشنطن: يعود الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مسار حملته الانتخابية يوم الأحد، عازما على الصمود رغم الضغوط المتزايدة من السياسيين الديموقراطيين لحمله على التخلي عن ترشحه، وذلك قبل أن يبدأ أسبوعا صعبا يستضيف فيه قمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في واشنطن.
ومن المقرر أن يشارك الديموقراطي البالغ 81 عاما والذي لم يبدد تماما الشكوك حول قدرته على حكم البلاد لولاية ثانية بعد مقابلة تلفزيونية أجراها الجمعة، في تجمعين انتخابيين في فيلادلفيا وهاريسبورغ في بنسلفانيا، وهي ولاية رئيسية في السباق نحو البيت الأبيض.
وبحسب فرانس برس، فإنه من المقرر أن تقوم السيدة الأولى جيل بايدن التي تحض زوجها الرئيس على البقاء في السباق حسب الصحافة الأمريكية، بحملة انتخابية الاثنين في جورجيا وفلوريدا وكارولاينا الشمالية، وفق بيان صادر عن مكتبها.
اتساع دائرة المطالبين بانسحابه
تتسع دائرة الديمقراطيين الذين يطالبون الرئيس الأمريكي جو بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي، رغم محاولة فريقه السيطرة على التداعيات التي خلفها الظهور السيء في المناظرة الأولى أمام منافسه الجمهوري دونالد ترامب.
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن 50 شخصية قيادية "ديمقراطية" تطالب الرئيس جو بايدن بالتنحي؛ لتجنب فوز سلفه السابق المرشح الجمهوري دونالد ترامب المحقق.
وأظهرت مقابلات مع أكثر من 50 ديمقراطيًا، أن العديد من المسؤولين والمشرعين والاستراتيجيين في حزب الرئيس جو بايدن يرون بشكل متزايد أن ترشيحه غير مستدام، وأن مخاوفهم الخاصة تنتشر ببطء ولكن بثبات إلى الرأي العام.
ووفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، تعتقد قطاعات متزايدة من الديمقراطيين الآن أن الرئيس بايدن، من خلال بقائه على موقفه، يعرض للخطر قدرتهم على الحفاظ على البيت الأبيض، ويهدد المرشحين الآخرين.
ورأت تقارير أمريكية أن محاولة بايدن تحسين صورته خلال ظهوره في تجمع انتخابي ومقابلة تلفزيونية عبر شبكة ABC الأمريكية، لم تنجح في تهدئة الذعر في صفوف الديمقراطيين، الذين علت أصواتهم المطالبة بالبحث عن بديل للرئيس، كمرشح للحزب الديمقراطي، قبل فترة قصيرة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
تهديدات بسحب الدعم
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إنه "مع تأكيد بايدن عزمه على البقاء في السباق، هدد بعض الديمقراطيين أنهم سيمتنعون عن تقديم الدعم إذا أصبح بايدن هو المرشح، ولكن إذا تمسك بايدن بالترشح، فقد يستسلم هؤلاء المانحون للضغوط لتقديم التبرعات مرة أخرى، أو سيشعرون أنهم سيخاطرون بمساعدة ترامب".
وأضافت "تعمل حملة بايدن منذ كارثة مناظرة 27 يونيو (حزيران) على تجنب تصاعد موجة الغضب تجاه بايدن، وفي الأيام الأخيرة، قال أنصار ديمقراطيون، مثل المؤسس المشارك لشركة نتفليكس ريد هاستينجز وأبيجيل ديزني ، وريثة ثروة ديزني، إنهم سيوقفون الدعم حتى يتم اختيار مرشح جديد على رأس القائمة، وقال آخرون إنهم يعيدون توجيه المزيد من الدعم بعيداً عن بايدن نحو سباقات مجلس النواب والشيوخ".
وبعد المقابلة التي أجريت، يوم الجمعة، قال ريك جيه كاروسو، أحد كبار المانحين المشاركين في السياسة الديمقراطية، "في هذا الوقت الحرج، وفي هذه الانتخابات الحيوية، فإن التنحي جانباً هو الشيء الصحيح والمشرف، والذي يجب على الرئيس بايدن فعله".
وتابعت الصحيفة إن "ديمقراطيين قالوا إنهم سيحولون جهودهم التمويلية نحو انتخابات مجلس النواب والشيوخ، حيث يشعر الديمقراطيون بالقلق من أن الأداء الضعيف للرئيس قد يؤثر على نتائج الانتخابات الأخرى".
"منشقون" جدد
وقالت مجلة "بوليتيكو" إن النائب عن ولاية مينيسوتا أنجي كريج، أصبحت يوم السبت، أول عضو ديمقراطي في مجلس النواب ضمن الدوائر المتأرجحة، تدعو بايدن إلى الانسحاب من السباق الرئاسي لعام 2024.
وقالت كريج في بيان يوم السبت: "نظراً لما رأيته وسمعته من الرئيس خلال مناظرة الأسبوع الماضي في أتلانتا، إلى جانب عدم وجود رد قوي من الرئيس نفسه بعد تلك المناظرة، لا أعتقد أنه قادر على حملة فعالة والفوز ضد ترامب، ولهذا أدعو بكل احترام الرئيس بايدن إلى التنحي عن منصبه كمرشح ديمقراطي لولاية ثانية، والسماح لجيل جديد من القادة بالتقدم إلى الأمام"، معتبرة أن الحزب "لم يتبق لديه سوى فرصة صغيرة" للعثور على مرشح.
وكريج هي خامس ديمقراطية في مجلس النواب تدعو بايدن إلى التنحي بعد مناظرته مع ترامب، لكن دعوتها كانت لافتة للنظر بشكل خاص، لأنها ستترشح لإعادة انتخابها في ولاية متأرجحة، صوتت لترامب في عام 2016 وبايدن في عام 2020، في حين كان الديمقراطيون الأربعة الآخرون في مجلس النواب من دوائر انتخابية محسومة للديمقراطيين، بحسب "بوليتيكو".
ونقلت عن عدد من النواب الديمقراطيين في مجلس النواب، قولهم إنه "على الرغم من أن الرئيس كان أكثر حضوراً خلال المقابلة مع ABC، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لتهدئة الذعر بشأنه".
ويبدو أن الحديث الذي أجراه بايدن مع "ABC News"، وبُث الجمعة، لم يقدم شيئاً يذكر لتهدئة تلك المخاوف، إذ اعتبر أنه أفضل مرشح ديمقراطي يُمكنه منع ترمب من العودة إلى البيت الأبيض في انتخابات 5 نوفمبر، ولن يقنعه بالعدول عن ذلك سوى "القدرة الإلهية".
وفي الأيام المقبلة، يمكن لأعضاء الحزب أن يقرروا ما إذا كانوا سيدعمون الرئيس أو سيتحركون بسرعة لتنحيته قبل الانتخابات الأميركية في نوفمبر هذا العام، وهو ما سيؤدي إلى دخولهم في صدام مع البيت الأبيض إذا رفض بايدن التنحي.
وذكرت شبكة "NBC News" أن زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس النواب الأميركي حكيم جيفريز حدد الأحد، موعداً لعقد اجتماع عن بعد مع ديمقراطيين كبار في المجلس، وذلك لمناقشة ترشيح بايدن والخطوات اللاحقة.
وقالت مصادر من الحزب الديمقراطي في مجلس النواب إن بعض المشرعين الديمقراطيين في المجلس يوزعون رسالتين منفصلتين تطالبان بايدن بالتنحي.
ودعت أنجي كريج النائب عن ولاية مينيسوتا، بايدن في منشور على منصة "إكس" يوم السبت، إلى "التنحي جانباً من أجل الجيل القادم من القيادة"، لتصبح بذلك خامس الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب الذي يطالب الرئيس الأميركي باتخاذ هذه الخطوة.
ترامب يتقدم
وتُظهر بعض استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة اتساع الفارق في تقدم ترمب على بايدن، ويخشى الديمقراطيون من أن تؤثر المخاوف المحيطة بالرئيس سلباً على فرص الحزب في عمليات التصويت المختلفة. ويعتزم عضو مجلس الشيوخ عن فرجينيا مارك وارنر عقد اجتماع الاثنين، لبحث مسألة ترشح بايدن.
لكن بايدن سجل أفضل أداء له حتى الآن في استطلاع "بلومبيرغ نيوز/مورنينج كونسلت"، الذي أظهر تفوق ترامب على بايدن بنقطتين مئويتين فقط، أي 47% مقابل 45%، في الولايات الحاسمة التي يلزم الفوز بها في انتخابات نوفمبر.
ويمكث بايدن في منزله الواقع في ويلمنجتون بولاية ديلاوير السبت، وحضر قداساً مسائياً في الكنيسة. كما سيُشارك الأحد في تجمعين انتخابيين في فيلادلفيا وهاريسبرج، بولاية بنسلفانيا.
ونائبة الرئيس كاملا هاريس تبدو خياراً أفضل لتحل محل بايدن إذا تنحى عن خوض السباق الانتخابي عن الحزب الديمقراطي.
وفي وقت سابق الجمعة، نشرت هاريس رسالة دعم عبر منصة "إكس" بعد التجمع الانتخابي لبايدن في ماديسون، قائلة إن الرئيس كرّس حياته للقتال من أجل الأميركيين. وأضافت "في هذه اللحظة، أعلم أننا جميعاً مستعدون للقتال من أجله".