أمد/
موسكو: أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء، أن العلاقات بين روسيا والهند ذات طبيعة شراكة استراتيجية متميزة، وأن البلدين تربطهما علاقات صداقة.
وقال بوتين، خلال المحادثات الرسمية مع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي: "يتميز بلدانا بصداقة طويلة الأمد، وعلاقات جيدة تطورت على مدى عقود، ونحن نحتفل هذا العام بمرور 77 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية. واليوم تتميز علاقاتنا بطابع شراكة استراتيجية خاصة".
ولفت بوتين إلى أن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين روسيا والهند بنسبة 20 % في الربع الأول من عام 2024.
وقال، لقد أتيح لنا مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يوم أمس، في إطار غير رسمي، الحديث عمليا عن كافة القضايا، نحن على اتصال دائم ونولي اهتماما رئيسيا بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وحجم التجارة بين البلدين زاد العام الماضي بنسبة 66%، وفي الربع الأولى زاد بنسبة 20% إضافية.
ودعا بوتين رئيس الوزراء ناريندرا مودي في الخريف لحضور منتدى "بريكس".
وأكد بوتين أن روسيا والهند تتعاونان بشكل وثيق على الساحة الدولية، بما في ذلك في الأمم المتحدة ومجموعة "بريكس" ومنظمة شنغهاي للتعاون.
فيما أكد مودي، أن التعاون بين روسيا والهند في مجال الوقود والطاقة ساعد في الحفاظ على الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية.
قال رئيس الوزراء الهندي، ناريندا مودي، خلال اجتماعه مع الجالية الهندية في موسكو اليوم الثلاثاء، إن روسيا شريك في الألم والفرح.
كما أكد الرئيس الروسي على التعاون في مجال الأسمدة وهو ما ساعد في الحد من ارتفاع التضخم في الهند، التقيت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 17 مرة، وهذه هي الزيارة السادسة لي إلى روسيا.
وأضاف، الهند مستعدة لتقديم أي مساعدة لإحلال السلام في أوكرانيا، وأستطيع أن أؤكد لكم أن الهند دائما كانت إلى جانب السلام. عندما استمعت إليكم شعرت بالتفاؤل، ولدي أمل في المستقبل.
انزعاج غربي أوكراني
زيارة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى روسيا، أثارت انزعاج الولايات المتحدة وأوكرانيا من التقارب بين موسكو ونيودلهي.
وصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى روسيا بأنها "ضربة مدمرة لجهود السلام". وقال زيلينسكي، عبر منصة إكس (تويتر سابقًا): "إنها لخيبة أمل كبيرة وضربة مدمرة لجهود السلام أن نرى زعيم أكبر ديمقراطية في العالم يعانق أكثر المجرمين دموية في العالم في موسكو في مثل هذا اليوم"، على حد وصفه، في إشارة إلى أن الزيارة جاءت في أعقاب هجمات روسية دامية على أوكرانيا.
وحسب شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، لم يتطرق مودي إلى الضربات أثناء حديثه إلى الجالية الهندية في موسكو، اليوم الثلاثاء، لكنه أشاد بالعلاقات بين البلدين. كما أعلن مودي افتتاح قنصليتين جديدتين في مدينتي يكاترينبورج وكازان الروسيتين "لتسهيل السفر والأعمال".
وقال مودي: "بغض النظر عمّا إذا كانت درجات الحرارة في روسيا تحت الصفر، فإن الصداقة الروسية الهندية كانت دائمًا في وضع إيجابي. هذه علاقة مبنية على أساس الثقة المتبادلة والاحترام المتبادل."
وشكر مودي بوتين على استضافته في مقر إقامته في إحدى الضواحي، قائلًا في منشور على منصة "إكس"، أمس الاثنين: "أتطلع إلى محادثاتنا غدًا أيضًا، والتي ستقطع بالتأكيد شوطًا طويلًا في تعزيز أواصر الصداقة بين الهند وروسيا."
ويستضيف بوتين محادثات رسمية مع مودي، اليوم الثلاثاء، في الكرملين. وتمثل الزيارة علامة على أن نيودلهي وموسكو ما زالتا قريبتين على الرغم من اعتماد روسيا المتزايد على الصين، مما يعكس إخفاق جهود الغرب في عزل روسيا، وفق "سي. إن. إن".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اصطحب مودي في جولة بموسكو، وشوهد الزعيمان وهما يتعانقان لدى وصول مودي إلى مقر إقامة بوتين، كما تحدثا خلال حفل الشاي وتجولا في سيارة كهربائية، وأطلع بوتين مودي على الاسطبلات في مقر إقامته، حيث شاهدا عرضًا للخيول.
وتطرقت "سي. إن. إن" إلى العلاقات طويلة الأمد بين الهند وروسيا، مشيرة إلى أن نيودلهي لا تزال تعتمد بشكل كبير على موسكو في معداتها العسكرية، وأضافت الشبكة الأمريكية، إن نيودلهي كثفت مشترياتها من النفط الخام الروسي بأسعار مخفضة، مما منح موسكو شريان حياة مالي كبيرًا في الوقت الذي تواجه فيه العزلة عن الغرب.
وقبل الزيارة، ذكر بيان صادر عن مكتب مودي، أن الزعيم الهندي سيراجع "جميع جوانب التعاون الثنائي مع صديقي الرئيس فلاديمير بوتين، وسيتبادلان وجهات النظر حول مختلف القضايا الإقليمية والعالمية. نسعى للعب دور داعم لمنطقة سلمية ومستقرة".
وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في مؤتمر صحفي أمس الاثنين، بأن الولايات المتحدة أثارت مخاوفها مع الهند بشأن علاقتها مع روسيا.
وقال ميلر: "سأنظر إلى التصريحات العامة لرئيس الوزراء مودي لمعرفة ما تحدث عنه، لكن كما قلت، أوضحنا بشكل مباشر للهند مخاوفنا بشأن علاقتها مع روسيا". وأضاف: "نأمل أن توضح الهند وأي دولة أخرى، عندما تتعامل مع روسيا، أن روسيا يجب أن تحترم ميثاق الأمم المتحدة، ويجب أن تحترم سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها."
ولفتت "سي. إن. إن" إلى أنه في حين دعت الهند إلى وقف العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا واستعادة السلام، فقد امتنعت أيضًا عن التصويت على جميع القرارات المتعلقة بأوكرانيا في الأمم المتحدة.
وبلغت قيمة التجارة بين الهند وروسيا ما يقرب من 65 مليار دولار في الفترة 2023-2024، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى التعاون القوي في مجال الطاقة، لكن معظم هذا الإجمالي تدفق نحو روسيا، وفقًا للمتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية راندير جايسوال.
وتعتبر الزيارة لموسكو أول رحلة ثنائية يقوم بها مودي منذ فوزه بولاية ثالثة في الانتخابات الهندية الضخمة الشهر الماضي.