أمد/
عواصم: أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، أن وزير الخارجية هاكان فيدان، يعمل مع نظرائه في عدة دول لتحديد خارطة طريق بشأن لقاء محتمل بينه والرئيس السوري بشار الأسد، فيما كشف وزير الخارجية العراقي عن مبادرة من بلاده لجمع الطرفين في بغداد.
ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية الرسمية، عن أردوغان قوله: "وزير خارجيتنا يحدد حالياً خارطة الطريق من خلال محادثاته مع نظرائه، وبناء على ذلك سنتخذ الخطوة اللازمة".
وأضاف أن بلاده ستكون "أكثر من يستفيد من السلام العادل في سوريا"، معتبراً أن الخطوة الأكثر أهمية في عملية بناء السلام هي "بدء حقبة جديدة معها".
وتابع أردوغان: "نريد السلام في سوريا، وننتظر من كل من يدعم السلام أن يدعم دعوتنا التاريخية هذه… نبذل جهوداً منذ سنوات لإطفاء الحريق المندلع لدى جارتنا، وأهم ما نتطلع إليه هو ألا ينزعج أحد من المناخ الذي سيتيح لسوريا بناء مستقبل جديد وموحد".
واعتبر أن الولايات المتحدة وإيران لا بد وأن "تكونا سعيدتين بهذه التطورات الإيجابية وتدعما العملية الرامية إلى إنهاء كل المعاناة" في سوريا.
كان أردوغان قال، الأحد، إن أنقرة قررت توجيه الدعوة إلى الرئيس السوري في أي لحظة لزيارة تركيا، وأضاف: "نرغب في أن نعيد العلاقات التركية – السورية إلى ما كانت عليه في الماضي".
وتوقع أن تبذل "التنظيمات الإرهابية" قصارى جهدها لتسميم هذا المسار في سوريا، وأن تخطط لاستفزازات وإحاكة الألاعيب، دون أن يوضح طبيعة أو مكان هذه التنظيمات.
وأضاف: "لكننا ندرك كل ذلك جيداً ومستعدون لمواجهتها".
والاثنين، قال الناطق باسم حزب "العدالة والتنمية" التركي الحاكم عمر جليك، إن موعد اللقاء بين أردوغان والأسد، لم يحدد بعد، مشدداً على أن "عملية تطبيع العلاقات" تسعى من خلالها تركيا لأن تكون "سوريا آمنة للملايين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم".
وأضاف جليك في مؤتمر صحافي عقب اجتماع للمجلس التنفيذي المركزي للحزب الحاكم برئاسة أردوغان، أن "العمل بشأن هذا الأمر مستمر، ولم يتم توجيه دعوة للأسد بعد، وبالتالي ليس هناك وضوح بشأن مكان اللقاء وموعده حتى هذه اللحظة".
وفي 28 يونيو، أعرب أردوغان عن استعداد بلاده للعمل على تطوير العلاقات مع سوريا، مؤكداً أنه ما من سبب يحول دون ذلك، وأنه لا توجد أي نية للتدخل في شؤونها الداخلية.
ونقلت وكالة "الأناضول" للأنباء عن أردوغان قوله في تصريحات بإسطنبول: "مستعدون للعمل معاً على تطوير العلاقات مع سوريا تماماً كما فعلنا في الماضي.. لا يوجد أي سبب لعدم إقامتها".
وتابع: "لا يمكن أن يكون لدينا أبداً أي نية أو هدف مثل التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا".
والعراق يرحب
في السياق ذاته، قال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، في مؤتمر صحافي عقده بسفارة بلاده بالعاصمة الأميركية واشنطن على هامش مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو): "العلاقات السورية التركية علاقات معقدة، وهناك تواصل بين الجانبين عبر العراق، وهناك مبادرة عراقية لجمع الطرفين في بغداد، وهناك تواصل مستمر مع القادة من الجانبين، وجمعني لقاء مع وزير خارجية تركيا، وهناك موافقة مبدئية على المبادرة ولكن لم يحدد موعد الاجتماع بعد".
روسيا تعتبره أمر حيوي
أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن "تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا"، يحظى بأهمية حيوية فيما يتعلق بالتوصل إلى حل شامل في سوريا وتعزيز الأمن الإقليمي.
وأعربت ماريا زاخاروفا عن ترحيب موسكو بمسار التطبيع بين تركيا وسوريا.
وأضافت: "هناك إشارات من تركيا، بما في ذلك من الرئيس رجب طيب أردوغان، حول استعدادهم لتطبيع العلاقات مع سوريا، ونحن نرحب بهذا الاتجاه، ونثق في أنه سيتم اتخاذ خطوات عملية في هذا الاتجاه من الجانبين".
وأشارت زاخاروفا إلى أن "صيغة أستانا هي الآلية الدولية الفعالة الوحيدة في تطوير الحل السلمي في سوريا"، مؤكدة: "نحن مصممون على مواصلة تعاوننا الوثيق مع شركائنا الأتراك وفق صيغة أستانا".