أمد/
لندن: لم يكن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ليتوقع أسبوعًا أول أفضل مما أمضاه في منصبه الجديد، بين اجتماعه بأبرز قادة العالم وتأهل إنكلترا إلى نهائي كأس أوروبا لكرة القدم. غير أن “شهر العسل” هذا يقترب من نهايته مع بدء انقسامات داخل حزب العمال حول عدة ملفات أبرزها أزمة اكتظاظ السجون.
في الخامس من تموز/يوليو، أصبح ستارمر النزيل الجديد في مقرّ رئاسة الوزراء البريطانية في داونينغ ستريت وعاد بذلك حزب العمال البريطاني إلى الحكم بعد 14 عامًا على أثر فوز كاسح في الانتخابات العامة أمام المحافظين بزعامة ريشي سوناك.
خلال أيامه الأولى في الحكم، شكّل ستارمر حكومة جديدة وعقد مؤتمرًا صحافيًا في مقر إقامته الرسمي وألقى كلمته الأولى في البرلمان بصفته رئيسًا للوزراء.
بعد ذلك، توجّه إلى واشنطن حيث حضر قمة حلف شمال الأطلسي وصقل أوراق اعتماده كرجل دولة أمام الرئيس الأميركي جو بايدن وغيره من القادة العالميين.
وقال توم بالدوين كاتب سيرة ستارمر، في حديث الى وسائل إعلام أجنبية الخميس في لندن “لطالما أراد فعل ذلك. مجرّد بدئه بذلك يُشكّل مصدر ارتياح له”.
– ولع بكرة القدم –
في واشنطن، أكّد ستارمر أنه “مصمّم على تجديد مكانة بريطانيا على الساحة العالمية”، قائلًا “كان هناك شعور بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أن المملكة المتحدة أصبحت منغلقة كثيرًا على نفسها”.
وتعهد “إعادة ضبط” علاقة بريطانيا مع أوروبا، مؤكدًا دعم المملكة المتحدة لكييف خلال اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأبدى كذلك دعمًا لبايدن الذي يتعرض لانتقادات بشأن قدراته المعرفية. وظهر الرجلان في صور في المكتب البيضوي وعلى شرفة البيت الأبيض.
وتزامنت زيارة ستارمر لواشنطن والتي استمرت ثلاثة أيام، مع فوز إنكلترا في مواجهة هولندا في نصف نهائي كأس أوروبا لكرة القدم الأربعاء.
وقال ستارمر المولع بكرة القدم والذي قدّم لبايدن قميص فريقه المفضّل أرسنال إن المملكة المتحدة “ستحتفل بالتأكيد” إذا فازت انكلترا الأحد على إسبانيا بنهائي كأس أوروبا في برلين. ومن المقرر أن يحضر هذه المباراة.
ومن شأن فوز إنكلترا أن يدفع ستارمر إلى استضافة المنتخب الإنكليزي في داونينغ ستريت.
وأفاد استطلاع للرأي نشره معهد إيبسوس الجمعة أن ستارمر يتمتّع بزيادة في شعبيته فيما تتنفس بريطانيا الصعداء في نهاية فترة مضطربة من حكم المحافظين.
وخلص الاستطلاع الذي أُجري يومَي الجمعة والسبت الأسبوع الماضي، الى أن 40% من الناخبين ينظرون بإيجابية إلى الزعيم البريطاني الجديد، بزيادة ست نقاط عن الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية.
وقال مدير الاستطلاعات السياسية في إيبسوس كيران بيدلي “تُشير هذه النتائج إلى أن كير ستارمر يعيش فترة شهر عسل (…) بحيث من المرجح أكثر أن يتوقع البريطانيون من حكومته أن تغيّر الأمور نحو الأفضل وليس الأسوأ”.
– “بداية قوية” –
يُشكّل النمو الاقتصادي أولوية بالنسبة لحزب العمال البريطاني وسرعان ما أطلق ستارمر صندوق الثروة الوطنية لتعزيز الاستثمارات الخاصة وأنهى الحظر الذي فرضه المحافظون على مزارع الرياح البرية الجديدة.
ولاقت التشكيلة الحكومية الجديدة إشادات لا سيّما لتعيين المستشار خلال فترة جائحة كوفيد-19 باتريك فالانس وزيرًا للعلوم وخبير القانون الدولي ريتشارد هيرمر مدعيًا عامًا والداعي إلى إصلاح النظام القضائي جيمس تيمبسون وزيرًا للسجون.
وقال المستشار السابق في داونينغ ستريت باتريك دايموند لوكالة فرانس برس “من الواضح أنها بداية قوية للحكومة الجديدة”.
وفتحت حكومة ستارمر تحقيقًا في المالية العامة وهيئة الخدمات الصحية الوطنية التي تعاني صعوبات عديدة.
وأعلنت الحكومة البريطانية الجمعة أن آلاف السجناء سيُطلق سراحهم مبكرًا من السجون التي تقترب من الاكتظاظ بشكل كامل، عازية “الفشل الكامل” في الوضع الى المحافظين.
وسيُحدد الملك تشارلز الثالث المقترحات التشريعية للحكومة البريطانية مع بدء السنة البرلمانية الأربعاء، قبل أن يستضيف ستارمر قمة للزعماء الأوروبيين في قصر بلينهايم الخميس.